* بيداوا - مقديشو - واشنطن - الوكالات:
سيطرت الحكومة الصومالية الانتقالية على مدينة بيداوا شمال غرب العاصمة بعد يوم من الاشتباكات انضمت خلالها ميليشيات مسلحة إلى الحكومة التي قامت بإرسال فرق إضافية من الجنود لتوفير الأمن والمساعدة على إزالة حواجز طرق وقعت بسببها هذه الاشتباكات، وقد طالبت الحكومة مليشيات المحاكم الشرعية التي تسيطر على مقديشو منذ تغلبها على مليشيات تحالف زعماء الحرب، إلى تسليم أسلحتها.
ويقول مراقبون إن الحكومة الصومالية بسيطرتها على بيداوا إنما تحاول استباق المليشيات المتناحرة من نقل معاركها إلى هذه المدينة التي تمثل مقراً للسلطة الانتقالية.
فقد نشرت الحكومة الصومالية الانتقالية قواتها في مدينة بيداوا مقرها المؤقت شمال غرب مقديشو، بعد يوم من الاشتباكات الدامية بين الفصائل المتناحرة التي لا يبدو أنها على علاقة بأحداث مقديشو، حسب ما أعلن مصدر رسمي يوم السبت.
وكانت مواجهات قد وقعت في مقديشو بين الميليشيات الإسلامية وتحالف زعماء الحرب المدعوم من الولايات المتحدة.
وتسيطر الميليشيات الإسلامية منذ ذلك الوقت على القسم الأكبر من هذه المدينة بعد أربعة أشهر من المعارك الدامية.
وصرح عبدالرحمن نور ديناري المتحدث باسم الحكومة أن (نحو 300 جندي أرسلوا إلى بيداوا (250 كلم شمال غرب مقديشو) ليل الجمعة السبت لتوفير الأمن والمساعدة على إزالة حواجز طرق جرت بسببها اشتباكات دموية بين مليشيات محلية ومقاتلين موالين للحكومة الجمعة).
وقال ديناري لوكالة فرانس برس من بيداوا أنه (تم إحضار نحو 300 عسكري لإزالة حواجز الطرق التي ينصبها عدد من الأفراد والمسلحين).
وأضاف: (عندما ينتهون من إزالة الحواجز سيسلمون المنطقة إلى الشرطة في بيداوا).
إلا أن السكان قالوا إن نحو 1500 جندي وصلوا إلى بيداوا التي تتخذها الحكومة التي لا تتمتع بأي سلطات، مقراً لها، بسبب انعدام الأمن في مقديشو التي تشهد معارك عنيفة منذ أشهر.
وبالإضافة إلى ذلك، فرضت الحكومة حظر التجول من الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي إلى الخامسة صباحاً في بيداوا، حسب ما أعلن وزير الإعلام محمد عبدي هاير في بيان.
وجاء في البيان (كل من يخرق حظر التجول سيحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة أشهر وبدفع غرامة تتراوح بين مليون وخمسماية ألف شيلينغ (1.1 دولار) وثلاثة ملايين شيلينغ (1.2 دولار).
وساد الهدوء بيداوا يوم السبت بعد أن قررت الحكومة مساعدة السلطات المحلية في إزالة الحواجز التي نصبها مسلحون لابتزاز الأموال من المدنيين وكذلك لنزع أسلحة المليشيات.
وأوضح ديناري أن (مهمة هذه القوة في بيداوا هي أحلال السلام لا أكثر ولا أقل). وتجري اشتباكات باستمرار عند حواجز الطرق التي تشكل مصدراً هائلاً للدخل للمليشيات.
واشتبك في معارك يوم الجمعة جنود موالون للرئيس المؤقت عبدالله يوسف أحمد يوسف ومسلحون من مليشيات تسيطر عليها قبيلة راهاروين التي تسيطر على المناطق المحيطة في مدينة بيداوا.
وزاد وجود القوات الموالية ليوسف من التوتر في المدينة حيث تشعر المليشيات المحلية بالاستياء من أن المقاتلين يستولون على الوظائف والدخل.
ودخل الصومال الدولة الفقيرة في القرن الإفريقي، في حالة من الفوضى في 1991 عقب الإطاحة بالرئيس محمد سياد بري.
وترددت أنباء في دوائر سياسية وإعلامية أن الحكومة الصومالية طلبت من مليشيا المحاكم الشرعية أن تسلم أسلحتها، وكانت هذه المليشيات القوية سيطرت الأسبوع الماضي على العاصمة مقديشو بعد أن تغلبت على منافسيها من تحالف زعماء الحرب الذين يقال إنهم يتلقون دعماً من الولايات المتحدة الأمريكية.
ونقل عن مصادر ميلشيات المحاكم الشرعية تأكيدها عزمها على إحلال السلام.
ودعا رئيس المحاكم من أسماهم بزعماء الحرب المدعومين من الولايات المتحدة إلى الاستسلام بشكل سلمي.
ومن جانبها اقترحت الولايات المتحدة تشكيل مجموعة اتصال دولية من أجل تهدئة الأوضاع المتفجرة في الصومال، داعية الدول المعنية إلى المشاركة في اجتماع يخصص لهذا الغرض في نيويورك الأسبوع المقبل.
إلا أن الاتحاد الإفريقي دعا الأسرة الدولية إلى عدم المبادرة بما قد ينسف الهدنة الحالية في الصومال في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة.
وبعد السيطرة من قبل مليشيات المحاكم الشرعية على مقديشو رأت واشنطن أهمية ترتيب محادثات بين الميلشيات والحكومة الصومالية الانتقالية.
ومن المقرر أن يشمل الاجتماع الذي سيطلق عليه اسم (مجموعة الاتصال الصومالية) الأمم المتحدة والحكومات والمنظمات الدولية المعنية.
|