ما هو التعرّق؟
التعرّق هو عبارة عن ظاهرة طبيعية وضرورية لتنظيم حرارة جسم الإنسان، يتم إفراز العرق عن طريق النظام العصبي النامي وفي بعض الأشخاص وبنسبة لا تزيد عن 1% من التعداد السكاني يعمل هذا النظام على أعلى مستوى من النشاط أعلى بكثير من الحاجة لاستقرار درجة حرارة الجسم وهذه الحالة تُسمى زيادة التعرّق (التعرّق الزائد) يحدث التعرّق الزائد في:
- باطن اليد.
- باطن القدم.
- الإبط.
- الوجه.
- الجذع.
أسبابه:
1- سبب أولى (غير معروف الأسباب).
2- سبب ثانوي مثل:
- فرط إنتاج الغدة الدرقية أو أمراض الغدد الصماء.
- زيادة الوزن.
- انقطاع الدورة الشهرية عند النساء.
- كعرض جانبي لبعض العلاجات مثل علاج سرطان البروستاتا.
زيادة التعرّق الأولي (من دون معرفة الأسباب) وهذه الحالات متكررة ومألوفة وتظهر بشكل عام في منطقة واحدة في الجسم أو عدة مناطق وغالباً ما تظهر في اليدين، القدمين، الإبطين أو حتى مجتمعة في هذه الأجزاء من الجسم. وعادة تبدأ هذه الحالات من الصغر وتستمر مدى الحياة.
والجدير بالذكر أن القلق والعصبية من الممكن أن تثير التعرّق.
كيفية ظهور التعرّق الأولي (الأساس والجوهري)
- تعرّق الوجه:
يبدأ التعرّق من الجبهة نزولاً إلى باقي الوجه وذلك في حالة الإجهاد. بالإضافة إذا كان الشخص مصاباً بحالة من القلق والشعور بعدم الأمان.
- تعرّق باطن اليد:
بشكل عام هو أكثر الحالات انتشاراً وكثير من الأشخاص الذين لديهم هذه الحالة يصابون بحرج شديد لأن اليدين معرضتان لنشاطات اجتماعية أكثر من أي أجزاء الجسم وقد يضطرون أحياناً إلى عدم مصافحة الآخرين وحتى الابتعاد كلياً عن الاتصال مع الآخرين وتتراوح شدة الحالات من بسيطة أو متوسطة إلى حالة شديدة تؤدي إلى تصبب العرق من اليدين.
- تعرّق الإبطين:
وفي هذه الحالة تحدث علامات رطبة (مبللة) أو تحدث هالة بيضاء ملحية على ملابس الشخص فتسبب حرجاً كبيراً للمصاب به.
- تعرّق أخمص القدمين ومناطق أخرى:
يعتبر تعرّق هذه المناطق أقل انتشاراً وتتركز في منطقة الجذع أو الفخذين أو أخمص القدمين.
في بعض الحالات يُعاني المريض من التعرّق في أكثر من منطقة مجتمعة من المناطق المذكورة سابقاً.
بشكل عام يزداد التعرق سواءً في الأجواء الحارة وربما يتحسن في الأجواء الباردة
- من الممكن أن يظهر التعرّق من درجة الحرارة العالية الخارجية أو الضغط النفسي العاطفي أو بدون أي سبب مباشر.
- من الممكن للتعرّق أن يظهر فجأة ويستمر لفترة غير محدودة.
العلاج:
1- بالنسبة لحالات التعرّق الثانوي فإن السبب الأساسي يجب أن يُعالج أولاً - فمثلاً - إن المرضى الذين يخضعون لعلاج هرموني لمعالجة سرطان البروستاتا والذين يتعرضون لنوبات التعرّق يمكنهم استخدام ciproterone acetates للتخلص من زيادة التعرّق كذلك علاج اضطراب الغدة الدرقية.
2- حالات التعرّق الأساسي أو العرضي الشديد الطرق التالية ساعدت في علاج هذه الحالات مثل:
- مضادات التعرّق.
- أدوية التعرّق.
- الجراحة.
- البوتكس.
1- مضادات التعرّق: يوصي بها أول علاج للتعرّق ويعتبر من أكثر مضادات التعرّق فاعلية ويعطي مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً ويعتبر هذا العلاج فعالاً في الحالات الخفيفة والمتوسطة ولكن يجب استخدامه بشكل منتظم.
تحلل الأيونات أو الشوارد: وتتمثل هذه الطريقة بإعطاء المريض شحنات كهربائية خفيفة من 15 إلى 18 ملي أمبير من مولد كهربائي في بعض مناطق التعرّق على جلسات تتكرر عدة مرات خلال الأسبوع وتتناقص تدريجياً إلى مرتين في الأسبوع وتعتمد نتائج هذه الطريقة على حالة المريض فربما تعطي نتائج في الحالات الخفيفة والمتوسطة ولكن في بعض الحالات الأخرى يعتقد أنها غير فعّالة ومكلفة ولا يمكن استعمال هذه الطريقة في منطقة الإبط ومن المستحيل استعمالها في منطقة الوجه.
الأدوية: ليس هناك دواء معين ضد التعرق الشديد. وهناك بعض الأدوية التي اختبرت على المرضى ولكن التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية كثيرة مثل جفاف الفم وصعوبة في حركة العين ولم ينصح باستعمالها.
الجراحة: جراحة الغدد العرقية تحت الإبط للمرضى المصابين بالتعرّق وخصوصاً في منطقة الإبط ولا يستجيبوا للعلاجات الأخرى فمن الممكن أن يعالجوا بفاعلية بالجراحة للغدد العرقية في الإبط.
2- الطريقة الجراحية هي اعتراض خط العصب ونقطة الالتقاء العصبي التي من شأنها أن ترسل إشارة إلى الغدد العرقية ويمكن تطبيق هذه الطريقة على جميع مناطق الجسم ولكن الأعصاب المسؤولة عن الغدد العرقية في راحة اليد والوجه تكون أكثر قابلية بدون الحاجة إلى جراحة عامة أكبر.
وختاماً البوتكس
ويفيد هذا العلاج بشكل فعال في تعرق منطقة الإبط وباطن اليد - باطن القدم - الوجه وباستعمال البوتكس فإن التخلص من هذه المشكلة أصبح سهلاً وتعتبر طريقة العلاج بالبوتكس بسيطة وآمنة تحتاج المناطق المحقونة بالبوتكس إلى تخدير موضعي لمدة 30 دقيقة قبل الحقن ويتم استعمال إبرة صغيرة جداً والألم يكون بسيطاً جداً. ويتم الحقن خلال دقائق معدودة لا تتجاوز عشر دقائق. ويمكن للمريض مزاولة نشاطاته العادية بعد العلاج مباشرة.
يبدأ مفعول البوتكس في خلال 3 أيام بعد الحقن والنتيجة النهائية بعد 7-10 أيام من الحقن.
يستمر تأثير البوتكس لمدة 4-6 أشهر ولكن تكرار حقن البوتكس يطيل هذه المدة ومن الممكن الاكتفاء بالحقن مرة سنوياً. وختاماً فإن طبيب الجلدية هو الشخص الذي يجب أن يُستشار قبل البدء بأي علاج وهو الوحيد الذي يستطيع تقديم النصح الطبي لجميع المرضى المصابين أو الذين يعانون من التعرّق الزائد.
د. سوسن عثمان اختصاصية الجلدية مركز النخبة الطبي الجراحي |