|
انت في"أفاق اسلامية" |
|
تبادل الثقة بين المسلمين في مجتمعاتهم؛ من الأمور المهمة، بل هو أساس التعامل وسر النجاح، ولن يستقيم نظام الحياة إلا به، وعند فقده أو انعدامه تكون إساءة الظنون، وإثارة الشكوك. أما على مستوى الفرد فإنه إذا خف ميزان الثقة عند الإنسان، ساءت حياته وتنكد عيشه، وفسدت علاقاته حتى بأقرب الناس إليه، وكثير هم الذين انهدمت أسرهم، وتقطعت صلاتهم، وتفرق شملهم، بسبب انعدام الثقة. فالثقة ضرورة تقتضيها الحياة الإنسانية، وهي بقدر أهميتها، فهي خطيرة للغاية، لا سيما عندما تكون الثقة عمياء، وقد حدث من المآسي ما الله به عليم، من هتك للأعراض، وفساد للعقول، وتضليل للأفكار، وأكل للأموال بالباطل، بل وسفك للدماء بسبب الثقة العمياء، ولهذا حذر الإسلام من هذا النوع من أنواع الثقة، ومن ذلك أمره بانتقاء الجليس، واختيار الصديق، فقال تبارك وتعالى: (الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) وفي الحديث المتفق عليه عن أبي موسى الأِشعري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة) ويقول صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم: (لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي) ومن أقوال عمر بن الخطاب التي تدل على الحذر وعدم الثقة العمياء قوله رضي الله عنه في التحذير من مجالسة أهل السوء: لا تتكلم فيما لا يعنيك واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله عز وجل ويطيعه، ولا تمش مع الفاجر فيعلمك من فجوره، ولا تطلعه على سرك ولا تشاور في أمرك إلا الذين يخشون الله سبحانه. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |