ما أصعبها من لحظات عندما يكون صديقك..
وصندوق أسرارك
والصدر الحنون..
ومن سكنت في حدائق قلبه..
الذي عندما يخيم الليل بظلامه ترتمي بين تلك الأحضان..
وتبوح ما يختلج في صدرك من هموم، وأشجان، ومن جراح الزمان..
بعدها تحس بارتياح كبير عندما تتكلم وأنت بين تلك الأحضان الدافئة..
وفجأة وبدون سابق إنذار يتبدد حلمك، وأملك في الحياة..
ويكون من اتخذت صدره مرتعاً لهمومك، وأحزانك، وبلسماً لجراحك يفقد الذاكرة..
ولا يتذكر شيئاً من ماضيه، وحاضره..
يجهل الوجوه التي ألفها، والأحداث التي مرت عليه في حياته، والمكان الذي قضى فيه أجمل أيام عمره مع من أحب وأحبوه..
مما يزيد القلب ألماً وكدماً، عندما لا يعرفك البتة، ولا يتذكر من أنت..
عندما تسأله عن نفسك من أنا؟
تصطدم بواقع مؤلم بإجابته لا أعرفك ولم يسبق لي أن رأيتك.!
عندها تحس بأن الأرض تدور من تحت أقدامك..
ويكاد يغمى عليك من هول الصدمة..
وتلدغك جروحك وتتلاعب بعواطفك وتهرب إلى عالم الخيال غير مصدق أن توأم روحك، وبلسم جراحك، وجزءاً لا يتجزأ من فؤادك لا يعرف من أنت!
يعيد بك شريط الذكريات عندما كنت تضع رأسك على ذلك الصدر الحنون وتسترسل في بث آمالك.. وتفرغ ما بك من شحنة هموم الحياة ومصاعبها..
آه ما أجملها من ذكريات.. كنت أعيد هذه الذكريات إلى نفسي فتخرج صرخات من أعماق قلبي تريد إيقاف هذا النزيف المستمر.. ولكن أين لي وشبح الماضي يطاردني..
أخذت أعيد سرد الذكريات من البداية عندما كنا نبني أحلاماً وآمالاً وكانت هذه الأحلام تتجدد مع إشراقة شمس كل يوم..
آه.. ما أصعبها من لحظات إنه دولاب الحياة يدور مع مرور الزمن..
وثبات الحال من المحال ((إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب))..
في تلك اللحظة تتمنى أن الموت أرحم لك من أن ترى محبك لا يتذكر أي شخص حوله..
كأنهم أغراب بالنسبة له.. ولا يتذكر إنهم عاشوا معاً في بيت واحد، وتحت سقف واحد.
ووالله إنه عذاب وإيما عذاب عندما ترى من أحببت قد مسحت من مخيلته، مسح اسمك، مسح رسمك، مسحت ذكرياتك معه..
و((إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد))
أقف قوية، صامدة أمام العاصفة الهائجة، عاصفة المرض الموجعة التي حطمت آمالي وأحلامي ولم تترك خيطاً واحداً من الآمال..
فأخذت أصرخ يا زمن أرجع فرحتي الضائعة!
ومضة:
كل واحد منا عنده ذكريات
يفتكرها ساعات.. وينساها ساعات
أما لو تسألوني...
لو قلت ما راح تصدقوني
هي أحلى الذكريات.. هي كل الذكريات
هي عمري كله اللي جاي.. واللي فات
هي ساعة زمن.. من كم سنة
هي ساعة زمن.. حب وهنا
عشنا فيها زمن.. هو وأنا
|