Thursday 8th June,200612306العددالخميس 12 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

رحمك الله يا عماه رحمك الله يا عماه
عبدالرحمن بن صالح بن عبدالعزيز المشيقح

بنفوس تؤمن بالقضاء وتغالب مصائبها ابتغاءَ الثواب والجزاء تلقت عموم أسرة المشيقح نبأ وفاة الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز بن حمود المشيقح - رحمه الله رحمة واسعة - الذي شُيِّعَ جثمانُه مساء الاثنين للثاني من شهر جمادى الأولى من عام ألف وأربعمائة وسبعة وعشرين عن عمر قارب الثمانين عاماً.
كان عمراً حافلاً بالكفاح والعطاء والعصامية والبناء متوازناً بين جهد البناء المعيشي والعمل المهني استجابةً لأمر المولى تعالى الذي حث عليه في كتابه العزيز وأكده تشريع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم واستجاب له سائر الأنبياء. من جانب ومن الالتزام بمطلب الآخرة باذلاً الجهد لحياة الغد المرتقبة والمحتسبة عند الله تعالى ونحسبه كذلك.
كانت سيرته مشحونة بالدروس العملية والآراء والحكم المنطقية المكتسبة من المواقف والاجتهادات الموفقة، بلورت ذلك جميعه رجاحة في العقل وروية وحكمة في اتخاذ القرارات وبعد عن الفاحش من القول أو تجريح وقت المواجهة والحوارات.
إن من يسبر أغوار شخصيته - رحمه الله - سيخرج بصور مضيئة عن طبائعه وعن خصائصه السلوكية تستحق التأمل والمتابعة. فقد حاول أن يسير في طريق الحياة بتوازن بين المتنافرات من الطبائع حيث كان يأنف حياة الضعف والابتذال ويحارب التكبر والتعالي. تحاوره أو تحادثه فتجد شخصية متوهجة مليئة بالتفاؤل، وفي تقييمه للأمر يستمع إليك أكثر مما يتحدث. وإذا تحدث كان واسع الأفق متعدد الخيارات في الرأي، وكان أبعد ما يكون إلى التسرع في الرأي والاقتراح الساذج.
كانت مؤهلاته العلمية وقفات محدودة مكتسبة من الدروس العلمية في مجالس والده ومن أحاديث مشايخه الذين نوعوا في الدروس العلمية بين أصول الدين وقواعد اللغة ومبادئ الحساب، لكنه بزَّ على أقرانه بالتطبيق العملي لتلك الخبرات واستثمارها فقد رُشح إماماً للمصلين جلّ حياته ومتحدثا مفهوهاً في المجالس العامة والخاصة ومديراً ومشرفاً عاماً لجملة من المشاريع الاقتصادية والاستثمارية أثبت الواقع نجاحها ومنافستها حتى أصبحت نماذج وأساساً للمشاريع الاستثمارية التي جاءت بعدها في منطقة القصيم بمختلف أشكالها ومجالاتها من عمرانية وعقارية وتنمية للثروة الحيوانية وتعاملاً مع المصانع العالمية.
أما عن أسلوب تعامله مع الأشخاص فقد كان يرسم - رحمه الله - صوراً مُثلى في بناء العلاقات. تقف أمامه فتشعر بشخصية مهابة لم يكتسبها من غلاظة القول وفجاجة الطرح أو تعالٍ في المكانة. ولكن من خلال الصورة التي يلتزم بها، حيث تجد لديه عناية كبيرة في الهيئة والمظهر بدرجة لا تنتقده في مكوناتها وتناسق أجزائها ثم في قدرته على امتلاك مشاعرك وإقناعك برؤاه واحترامه لوجهة نظرك وفي استيعابه لطرحك.
إنه رغم شدة المرض الذي لازمه وقتاً ونال من معظم أجزاء جسمه، فقد ظل قوياً في عزيمته ثابتاً في بشاشته صابراً على ما أصابه وكأنه يستكمل الدروس العملية التي يلقيها على أبنائه ومحيطيه بضرورة مواجهة المواقف الصعبة بشجاعة واحتساب.
رحمكم الله أبا عبدالعزيز وأبدل دنياك بآخرتك وألهم ذويك ومحبيك الصبر والسلوان.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون}.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved