* بين فينةٍ وأخرى نقرأ من الشعارات ما نقرأ.. لعل بعضنا لا يعيرها أي اهتمام أو أن بعضهم يراها رتوشاً تزين فيها الشوارع بلوحات جميلة الرسومات والعبارات.
* وبين فينةٍ وأخرى نقرأ في إحدي الزوايا الصحفية كلاماً.. قد يعده البعض استهلاكاً وتعبئة فراغ وتحقيق التزام لزاوية تورط فيها معدها..
* وقد نشاهد لقطة نحسبها إحدى دعايات التلفزة وما أكثرها لتجعلنا نحكم بعشوائية ان الغث والسمين تقارب التشابه بينهما..
* يكفي.. عبارة بسيطة الكلمة عميقة المعنى.. تجتر معانيها جروح من يعرفون معناها..
* يكفي كلمة يستوجب أن نتفهمها ونفهمها للغير.. ولا نقولها بهمس.. بل نصرخ بأعلى أصواتنا لأحبتنا ان يكفي أن تذهب أرواح بريئة.
* في الذكرى الأربعين وباحتفائية دار العرب لذكرى تأسيس مجلة العرب التي أسسها علامة الجزيرة المرحوم الشيخ حمد الجاسر كنت بين المدعوين الذين تشرفوا بالسلام على أمير الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. وكان يجلس بجواري طبيب يقول إنه من مستشفى الحرس الوطني المتخصص بجراحة العظام حينما علم بأنني من طبرجل قال إن أغلب المنومين عندنا ضحايا الطريق الإقليمي من القريات لأبو عجرم فدومة الجندل.
وكنت أحسب أن مستشفى القريات وسكاكا وطبرجل التي تُملأ بضحايا هذا الطريق إضافة إلى المقابر وكراسي المقعدين.
* إذن أصبح هذا الطريق (طريق الموت) أشهر من نارٍ على علم.. كنت ولا أزال وبمعدل أُجزم أنه أقرب للدقة، كل ثلاثة أيام اسأل نفسي هل من يتدخل بهذا النزيف الدموي لهذا الطريق..؟!
* بكينا أحبة.. افتقدنا أقارب.. ذهب معارف.. زُهقت أرواح أبرياء.. تيتمت بيوت.. وضاع مستقبل أسر ونزف الجرح واندمت القلوب فقدنا أصدقاء وغيرهم ضحايا في حوادث هذا الطريق..!!
* السرعة السبب؟ لا اعتقد أنها وحدها السبب.. الجهل والغفلة والإهمال.. أيضاً لا أعتقد أن هذا السبب يكفي.. باعتقادي هو انعدام اللفتة..!!
* الطريق الإقليمي من القريات فالناصفة فقليب خضر فالعيساوية فطبرجل فالنبك أبو قصر فأبوعجرم فدومة الجندل ضحايا بمعدل حادث دامٍ يومياً على قلوبنا وبعض الحوادث فيه تعد بحساب الكوارث التي يستوجب من ذوي العلاقة التدخل الشخصي والرسمي بها.. فالصمت باعتقادي أنه أمر لا يُرتضى..
* بعض الضحايا تموت دون أن تجد الوسائل الإنقاذية لها أي أنها تموت في الطريق حينما يتم تحويلها لسكاكا 255 كم أو للقريات 110 - 120 كم فلا وسائل إسعافية مجهزة تجهيزاً يوازي ما يقع باستمرار من كوارث الحوادث فلا مقطعية في مستشفى طبرجل ولا اخصائيين يستلزم وجودهم لو وجدت الدراسة الحقيقية التي تقاوم إزهاق الأرواح.
* إن مستشفى طبرجل وفرقة الهلال الأحمر السعودي بطبرجل بكل العاملين بهما على ما اطلعت عليه ووقفت عليه شخصياً في جهودهم بإنقاذ المصابين الذين يستقبلونهم يستحقون الشكر والثناء لكن.. ليس بأيديهم حيلة في غياب أجهزة الإنقاذ التي أجهلها ويعلم ضرورة وجودها الإخصائيون والمعنيون بالأمر.
* أنا في هذه المقالة النداء.. لا أعلم من أوجه له الأمر فأصواتنا بحت فهل من منقذ من حوادث الطريق الإقليمي كل ما يملك المعنيون من قدرة وتبصر وغيرها ألا يكفي حقاً من يموت خلال أسبوع واحد كم من الشباب.. حقاً ألا يكفي..
|