|
انت في"الرأي" |
|
في السابق، وفي أيام طفولتنا، كانت الحياة تتسم بالبراءة والبساطة، والوداعة، والبعد عن التعقيدات التي نعيشها في وقتنا الحاضر. في تلك البيوت الطينية القديمة والشوارع التي قضينا فيها أيام صبانا، كانت مشاعر السعادة تغمرنا، ونحن نشعر بالأنس والمحبة، والوئام والألفة، وذلك حين نجتمع مع الأهل وسائر أفراد الأسرة على مائدة واحدة للغداء أو للعشاء، فنلتف حولها نتناول الطعام حامدين شاكرين، كانت البركة تشمل الجميع صغارا وكباراً، ونشعر في كل جوانب حياتنا حيث التفاهم والود، والتراحم والحب. ولم نكن نسمع عن تلك الضغوط النفسية، وأمراض الضغط، وتصلب الشرايين، إلا في النادر. حتى جاءتنا المدنية الحديثة بما لها وما عليها، فضعفت العلاقات الاجتماعية، ولم يعد الناس يتحكمون في وقتهم كما يريدون وتباعدت المسافات والقلوب فيما بين الناس، وقلت البركة في حياة الناس إلا ما شاء الله. والذي حملني على كتابة هذه السطور هو أنني بين الفينة والفينة أمر بحارتنا القديمة فتحملني أجنحة الشوق والحنين إلى الماضي، وأتذكر حين كانت والدتي يحفظها الله ترسلني وأنا صغير إلى السوق لأشتري ما يحتاجه البيت من خضراوات، وفواكه، وغيرها. وكان السوق يفوح رائحة زكية رائحة الخضر والفواكه وغيرها من الأشياء الطبيعية والمحلية حيث لا كيماويات ولا هرمونات ولا غيرها. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |