Monday 5th June,200612303العددالأثنين 9 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"وطن ومواطن"

أعني وزارة الزراعة أعني وزارة الزراعة
سد الأرطاوية هل تبخر مع المياه ومات مع النخيل؟؟!!

الوضع الذي تعيشه الأرطاوية بدون وجود سد... مطالب مضى عليها سنون طويلة.. تذكرت تلك النخيل التي ماتت واقفة.. برزت صورتها أمامي وكأنها رسمها فنان ماهر... بريشته وأتقن رسمها... بعد أن ماتت واقفة نخيل ماتت واقفة في مزارع أصحابها... ونخيل أخرى مازالت تحاول مقاومة العطش، ولكن لابد أن يأتي إليها الموت الذي قتل جارتها وهي واقفة.. حقاً تموت النخيل واقفة.. ماتت الكثير من النخيل وأصبحت واقفة لم تقع على الأرض بل هي شاهدة على عصرٍ مضى كانت هي السبيل الوحيد لمعيشة أصحابها... كانت هي المصدر الوفير بعد الاعتماد على الله لبيوت طينية شيدت من حولها وينتظرون المواسم التي تخرف فيه تلك النخيل... أما الآن فهي تقاوم الريح فقط تأتي إليها الرياح وتحاول أن توقعها على الأرض ولكنها تقاوم ومازالت واقفة... فعلاً هذا هو واقع تلك النخيل التي قلت المياه التي تسقى منها... وتحولت مزارعها من أرض خضراء إلى صحراء قاحلة... تذكرت الكميات الكثيرة من الأمطار التي تجف وتستقر في مواقع معينة ومع طول الأيام تتبخر... قلت في نفسي هل هذا المطلب تبخر كما تبخرت مياه الأمطار... حاولت أن أخلق أملاً يساعدني على الكتابة عن هذا المطلب وتحاملت على نفسي وقلت لعل هذه المرة تستيقظ وزارة الزراعة وتقتنع فعلاً، وتأتي مسرعة بأكملها وعلى هرمها الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة - من أجل أن تلحقوا بما تبقى من تلك النخيل وتستدركونها، وتأتي برافد مياه قوي لها حتى لا تصبح المنطقة من غير زراعة إطلاقاً مع مرور الأيام، وإذا اختفت المعالم الخضراء والمياه المستقرة لن يكون لوزارة الزراعة أي أثر بالأرطاوية إن الرابط الذي يربطنا في هذه الوزارة هو الزراعة حيث إنه هو الجسر الذي يصل بين الأرطاوية وبين (وزارة الزراعة) نريد هذا الجسر دائماً أخضر كما عودتنا الوزارة على المناظر الخضراء وتشجيعها لكل من يزرع شتلة خضراء.. أو نخلة مثمرة... أو شجرة تقضي على التصحر، تسعى وزارة المياه إلى إيجاد أكبر مساحة خضراء بكل بقعة من أرض هذه البلاد... فكيف إذا علمت ن اختفاء الخضرة بسبب عدم وجود (سد مياه بالأرطاوية) يؤمن مياها وفيرة للمزارع... من منا يكره الخضرة ويكره المياه لا أحد يوجد حتى لدرجة أن وزارة الزراعة جعلت الطابع الأخضر يغلب عليها.. فكيف تريد أن تقضي على اللون الأخضر لدينا... هي لن تتعمد ذلك مباشرة ولكن التجاهل المستمر هو الذي سوف يجعل هذه المدينة مع مرور الوقت والأيام لا يوجد فيها أي بقعة خضراء سوى تلك النخيل الواقفة التي ماتت من سنين مضت... التصحر سوف يكون هو الطابع الرئيس للأرطاوية إذا استمر غياب السد... هذه الأيام والأمطار على الأبواب ونحن في فصل الشتاء وعندما تهطل أمطار غزيرة لا يستفاد من المياه بتاتاً بل تذهب حيث لايوجد أي سد يحجزها مما جعل الأمر ينعكس على وضع البلد في فصل الشتاء... حيث الآبار تجف... والمزارع تموت.. وأسعار المياه ترتفع.. والمواطن يتكبد أعباء كثيرة بسبب هذا الأمر... من سنين طويلة والأرطاوية وأهاليها يطالبون بإيجاد سد ليحميهم من العطش ويساعدهم على زراعة النخيل والأشجار المثمرة... ويساعد أيضاً على توفر المياه الجوفية... ولكن للأسف وللأسف مازال هذا المطلب غائباً... كان هذا الطلب أولا يدور في أروقة وزارة الزراعة والمياه... وبعدها أعتقد أنه انتقل إلى وزارة المياه، ولكن قد يكون أخطأ طريقه وعاد مرة أخرى إلى (وزارة الزراعة) رفيقة دربه القديمة بموقعها الحالي وها هو مازال يئن تحت وطأة النسيان.. الطلب يئن في وزارة الزراعة والأهالي يئنون في الأرطاوية ويتحملون لهيب الصيف وارتفاع أسعار المياه... ويتحسرون على نخيلهم التي انتهت من الوجود... ويأملون وينتظرون ويتطلعون إلى الخبر الذي ينقل إليهم... كل يوم ينتظرون أن تزف لهم البشرى حتى يطمئنوا مع قدوم فصل الصيف القادم... حتى لا ترتفع أسعار المياه.. وحتى لا تموت الأشجار... وحتى لا تتصحر الأراضي... وحتى لا تجف الآبار... وحتى تعود المياه إلى مجاريها... والخضرة إلى مواقعها... الكل يسعد بتوفر المياه... من هنا نهمس في أذن وزير الزراعة ونقول الأرطاوية تنتظر السد يا معالي الوزير... وإلى اللقاء...

مناور صالح الجهني
الجزيرة - الأرطاوية

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved