بعد انتكاسة مونديال 2002م كانت أصابع الاتهام موجهة في معظمها نحو الإعلام والصحافة الرياضية تحديداً، وأنها لم تحرص قبل النهائيات وأثناء مراحل الإعداد على كشف الأخطاء وضعف مستوى التحضير والمباريات التجريبية والأسماء غير المؤهلة للمشاركة مع المنتخب.
حالياً وقبل أيام من بدء مونديال 2006م اللوم ذاته يتكرر، فالكثيرون يرون أن الصحافة باتت مصدر تشويش وتأثير سلبي على برامج ونفسيات واستعدادات المنتخب، بل إن البعض يطالبها بالصمت وعدم التطرق لأي موضوع فني أو إداري أو إجرائي يتعلَّق بالمنتخب، والاكتفاء فقط ببث عبارات الثناء والمديح والإشادة مراعاة لمشاعر اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية وللرفع من معنوياتهم..
هؤلاء يطالبون بالتعامل مع المنتخب بهذا الشكل، وهم أنفسهم سيوجهون سهام اللوم لممارسة الصمت فيما لو حدث إخفاق لا قدَّر الله، وهذه برأيي إشكالية ثقافية ناتجة عن الهروب من الواقع والعجز عن إدارة الأزمات وحل المشكلات، فبدلاً من الاعتراف بالأخطاء وتسمية المتورطين بارتكابها على الصعيدين الإداري والفني وحتى اللاعبين من أجل أن يسهل علاجها، نجد من يزيدها تفاقماً وتعقيداً بتعميم التهمة على الصحافة بغثها وسمينها، كي يُحال الملف للحفظ وتسجل القضية ضد مجهول..!!
الانتخاب هو الحل
تأييداً وتوافقاً مع ما طرحته في مناسبات ومقالات سابقة، وفي واحدة من أهم قضايا الرياضة السعودية المؤثِّرة على استقرارها ونوعية مخرجاتها وطريقة أدائها، كتب الأستاذ الكبير تركي الناصر السديري عن الواقع الإداري للأندية وضرورة أن تكون للناس كل الناس، وذلك انطلاقاً من العمل بمبدأ انتخاب مجلس الإدارة، والابتعاد عن الوصاية والمزاجية وأيضاً الانتقائية في اختيار الرئيس وبقية أعضاء الإدارة.
انتخابات الأندية ليست بدعة من أحد أو مقترح صحافي أو رغبة عابرة، وإنما تأتي متجاوبة مع التوجه المنطقي والعلمي والعملي للمؤسسات بما فيها الأندية، وهي كذلك ممارسة منصوص عليها في لوائح وتعليمات الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لكنها ما زالت مغيّبة ومرفوضة وغير معترف بها لدى الكثير من الأندية، بسبب هيمنة ونفوذ فئات ذات سلطة مالية أو اجتماعية محيطة بالنادي وتتعامل معه على أنه جزء من أملاكها الخاصة.
عدم اللجوء للانتخابات، والامتناع عن الأخذ بآراء وأفكار منسوبي النادي ومشاركتهم في صناعة واتخاذ القرارات والاستحواذ عليه من فئة محددة، هذه من أسباب عدم استقرار إدارات الأندية واضطرارها للاستقالة بعد مدة وجيزة، لأنها جاءت تحقيقاً لأهواء وعلاقات شخصية وليس بموجب رغبة منها، وبالتالي لا تستمد قوتها واستقرارها وشرعيتها من أصوات الأكثرية من الناخبين كما يحدث في مسار الانتخابات، وكما رأينا بوادرها ولمسنا نجاحها في أندية الوحدة والأنصار والقادسية والخليج.
افتحوا أبواب الانتخابات، وامنحوا الناس حقهم في المشاركة والتعبير وتقرير المصير.
دع القلق وتمتع بالمونديال!
بالقدر الذي تمثِّل فيه نهائيات كأس العالم لنا كسعوديين إنجازاً كروياً يجعلنا ضمن النخبة العالمية، ويثبت من جديد تفوّق وتألق وتطور الكرة السعودية، كما يفرض علينا أن نكون في هذا المحفل العالمي بمستوى الحدث ومؤهلين لإثبات وجودنا ومقارعة منافسينا، إلا أن هذا كله لا يلغي على الجماهير فرصة المتابعة والاستمتاع بمواجهات كروية متميّزة لا تتكرر ولا يحين موعدها إلا بعد أربع سنوات كاملة.. بمعنى آخر.. على الإعلام بمختلف وسائله وقنواته وبرامجه أن يخرج من دائرة الشحن والتحفيز واختزال المونديال برمته في الحديث فقط عن المنتخب السعودي، بأن يقدِّم للجماهير المادة الإعلامية الشاملة واللائقة بقيمة وإثارة نهائيات كأس العالم، والتي تتحرّك باتجاه سائر المباريات وحظوظ المنتخبات بغض النظر عن نتائج ومستويات منتخبنا، وبالذات في حالة تعثره - لا سمح الله - كما حدث في مونديال 2002م، حيث انتهى كل شيء بمجرد إخفاق المنتخب وتفرَّغ الجميع لتبادل الاتهامات والملاسنات والمشاحنات في توقيت غير مجد ويتطلب متابعة المونديال والاستمتاع بأحداثه، وتأجيل الحديث عن المنتخب إلى وقت لاحق.
لنحتفِ بأيام ومنافسات المونديال مثلما تفعل الدول الأخرى، احتفاءً لا يحتمل المزيد من التوترات والمنغصات التي تجلب الصداع وتقتل المتعة الكروية وتسلب إبداعها وإثارتها.. هي دعوة للجميع للدخول في منافسة إعلامية وسباق قوي للوصول إلى عقل وقلب المتلقي وتحقيق رغبته واحترام مشاعره.
ليته سكت!
تحدث رئيس لجنة الحكام مثيب الجعيد عن ترشيح الحكمين ناصر الحمدان وممدوح المرداس للسفر إلى ألمانيا على نفقة رئيس نادي الاتحاد وليته لم يتحدث، فهو يرى أن من حق الحكمين السفر سواء كان ذلك على حسابهما الخاص أو على نفقة البلوي..
صحيح يحق لهما السفر على حسابهما الخاص إلى أية جهة كانت ولأي سبب كان، فهذا أمر شخصي لا يجوز التدخل فيه والتعليق عليه.. لكن حينما يكون بقرار وعلى نفقة رئيس ناد فهنا الوضع يختلف وله حسابات وتأويلات وأهداف تسيء لسمعة الحكمين وتشوِّه صورة ومصداقية اللجنة الرئيسية واستقلالية قراراتها.. وخصوصاً أن الترشيح تم بناءً على صفتهما كحكمين دوليين وليس لأنهما مجرد مشجعين للاتحاد أو منتسبين لمجال آخر غير التحكيم.
الترشيح بهذه الطريقة سيعد مشبوهاً وغير لائق ومثار استهجان في حالة أن يكون المرشح صحفياً أو مسؤولاً في جهة رسمية في اتحاد الكرة، فما بالكم وهو يتعلَّق بحكم دولي مطالب بقيادة مباريات فريق الاتحاد وغيره وسط أجواء بعيدة عن الضغوط وخالية من أية شكوك أو اتهامات سابقة..؟!
غرغرة
* عودة الإداري الحكيم والأمير الخبير خالد بن سعد لرئاسة الشباب استمرار لتألق الليث وتأكيد على نموذجيته.
* موافقة خالد العفنان على قيادة الجبلين في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها النادي دليل على حبه الصادق وانتمائه الحقيقي لناديه.
* بعد الأسطورة وعميد لاعبي العالم العملاق محمد الدعيع ها هو الشاب الخلوق الشمري فهد يثبت أن الوفاء طبع طائي وموروث حائلي لا يغيِّره الزمن ولا تفسده المصالح.
* طيلة الشهور الماضية وإلى المباريات التجريبية الأخيرة أمام تركيا والمدرب باكيتا لم يتوصل بعد إلى تشكيلة مثالية مستقرة.
* لحل مشكلة المنتخب ليس أمام باكيتا سوى اللعب بثلاثة لاعبين في متوسط الدفاع.
* مطلوب من الدوخي اللعب بجدية، ومن نواف التمياط التعاون مع زملائه والتخلّص من الأنانية والاحتفاظ بالكرة.
* من يكسب جولة التغطية الصحافية للمونديال..؟!
|