عبدالله بن سعيد القحطاني
طبيعة أسواق المال عدم التنظيم ووجود فوضى في التداول حيث إن تلك الأسواق ميدان يدخله مستثمرون من كافة الفئات والأصناف أفراداً وشركات وخبراء وعديمي خبرة، كل ذلك يجعل عدم التنظيم نتيجة طبيعية في أسواق المال. وهذا لا يشكل خطراً إلا إذا بدأت تلك الفوضى تأخذ شكلاً منظماً.
المتابع للسوق السعودي مؤخرا يجد أن هناك فوضى موسمية منظمة تختلف في كل موسم عن الآخر. وفي الآونة الأخيرة على سبيل المثال تحولت التداولات اليومية إلى مضاربات لا تتجاوز بضع دقائق بعد أن كانت سياسة جني الأرباح في نهاية كل أسبوع وشهر وربع سنة.
الخطورة في الشكل الجديد للتداول مؤخراً هو أن خطة العمل للمستثمر أصبحت يومية بل لحظية بعد أن كانت تتراوح ما بين أسبوع وشهر وربع سنة. طبيعة التداول في سوق الأسهم هو الاحتفاظ بالسهم لفترة زمنية معينة حتى لا تحدث التقلبات المفاجئة.
في التوجه الجديد في السوق السعودي أصبح جني الأرباح يومياً ولا خطورة في ذلك إذ إن هذا التوجه مازال يشوبه الفوضى فيحدث جني الأرباح في أوقات متفرقة خلال اليوم الواحد مما جعلنا نشاهد تقلبات حادة خلال الأيام الأخيرة. إلا أن الوضع يصبح خطيراً إذا أخذ هذا التوجه طابعا منظما حيث سنرى جني الأرباح اليومي في أوقات محددة خلال اليوم الواحد وهذا يدفع المستثمرين وبخاصة الصغار منهم إلى إيجاد خطة عمل لحظية يومية الأمر الذي سيكون نتيجته الحتمية التقلبات وعدم الاستقرار وانعدام الثقة حيث سيصبح هذا الوضع مألوفاً، وعند تغيير هذا التوجه ستحل فوضى أخرى لتأخذ شكلاً منظماً.
هذا يعني عدم الاستقرار والتقلبات الموسمية التي راح ضحيتها الكثير بالرغم من الجهود المضنية لدعم الثقة في السوق وتحقيق الاستقرار فالدعوة واضحة للحذر والبعد عن خطة اليوم الواحد واعتماد خطة بيعية متوسطة الأجل لتجنب مأزق العرض والطلب المعتاد في سوقنا وهو عدم وجود مشتر أو بائع لبضاعتنا.
|