Sunday 4th June,200612382العددالأحد 8 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"وَرّاق الجزيرة"

السياحة والآثار في ماوان السياحة والآثار في ماوان

بكرم أهل الدلم استضاف خالد بن زيد المانع نخبةً من المهتمين بالتاريخ والآثار والجيولوجيا، وهم: الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن لعبون، والدكتور عبدالعزيز الغزي، والأساتذة: عبدالعزيز الأحيدب، وسعد الدريهم، وسلمان بن عفيصان، وعبدالله العسكر، وحيث توجهنا إلى وادي ماوان، وكنا بصحبة الشيخ منصور المانع وهو متخصص في العلم الشرعي إلا أن له اهتماماً بالتاريخ والأدب الشعبي.
وكان خير دليل وكانت معلوماته غزيرة، وفي طريقنا إلى الوادي مررنا بمزارع جميلة ووادي الخبي وهو كثير الأشجار وحوله منشآت حجرية، وبعدها وصلنا إلى وادي ماوان، وقد ذكره الشيخ عبدالله بن خميس في كتابه تاريخ اليمامة الجزء الأول صفحة 12 (ماوان لا يزال يعرف باسمه الآن وادٍ من أودية (العلاة)، (عُليّة) الآن. من أكبر أوديتها التي تسيل مشرقة وتصب في (الخرج)، وهذا الوادي إذا تداركت عليه السيول يظل ماؤه يجري مدة طويلة، وبه خصائص ومستقرات مياه تمكث مدة أطول. انتهى كلامه. وقد وقفنا عند هذه المستقرات، وهي عبارة عن مكمن صخري عظيم ما زال يحتفظ بالماء وتشاهد في حواف الصخور آثار (الرشا)، وهي حبال تُستخدم في سحب الماء من الأسفل، وقد أثرت في الصخور وهو بلا شك يؤكد بأن المنطقة كانت مستوطنة حيث توجد على ضفاف الوادي العديد من المنشآت الحجرية.
وقد ذُكر وادي ماوان في الشعر حيث ذكره الشاعر الأحسائي (علي بن المقرب العيوني) مادحاً الأمير محمد بن أحمد العيوني فيقول:


سائل ديار الحي من ماوان
ما أحدثت فيه يد الحدثان
وأطل وقوفك يا أخي بدمنة
قد طال في إطلالها إدماني

ثم تابعنا المسير اتجاه أسفل الوادي، فوجدنا قصوراً قال خالد المانع عنها بأنها قصور آل زامل وهم حكام الدلم ما بين القرن العاشر الهجري وأوائل القرن الثالث عشر مستنداً إلى آراء كبار السن، وقد ذكرها الشيخ ابن خميس في نفس المصدر السابق، واصفاً إياها (طلول وآثار وأسوار تدل على قوة أهلها ومنعتهم، ولا تزال بعض أسوارها وقصورها محتفظة بها كلها وجدرها العريضة).
وبعد وصولنا لموقع القصر ترجلنا من السيارة وأخذنا جولة داخل السور وهو عبارة عن جدار بارتفاع خمسة أمتار تقريباً، وقد بُني من الحجر، وتمت كسوته بالطين وله برجان وجدرانه مستمرة منحدرة إلى أسفل الوادي ويؤكد الدكتور الغزي، وهو أستاذ علم الآثار في جامعة الملك سعود أن أسلوب ونمط البناء موجود في وادي الدواسر، ويؤكد بأن هذا ليس قصراً، وإنما هو عبارة عن حصن وهو بلا شك يحتاج إلى دراسة واهتمام.
وبعدها نزلنا في وسط الوادي وهو وادي سحيق وعلى جانبيه توجد مغارات، وعندما صعدنا إلى أعلى الوادي وعلى جانب الطريق لفت انتباه الدكتور الغزي منشأة حجرية، وترجلنا لمشاهدتها حيث إنها مذيلة بطول (150) متراً ولكن مع الأسف قد نبشت، وتم العبث بها، ولكن تظل من أهم المنشآت الحجرية التي شاهدناها.
وسيكون هناك رحلة أخرى بعد أن يرحل الصيف عنَّا، وقد وعدنا الشيخ سعد الغنيم، وهو من أهل الدلم الذي رحّب بنا وأبدى اهتماماً وطلب منا تكملة البحث عن تاريخ الدلم.
إنَّ ما شاهدناه من مواقع وشواهد أثرية تشجعنا على إكمال مسيرة البحث، وكذلك تستحق الدراسة وأتمنى أن يكون لهيئة السياحة مشاركة حتى تكتمل الدراسة، فالموقع من أفضل المواقع السياحية حيث تكوينات الوادي الطبيعية، وكذلك كثرة الشواهد الأثرية، فهو بلا شك من أهم المواقع السياحية وجميع الخدمات متوافرة وإن لم تتوافر فهي ممكنة لقرب الحضارة الحديثة من الحضارة القديمة.
كلنا أملٌ في صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض في دعم البحث والدراسة لوادي ماوان بتكوين فريق علمي أثري متخصص حتى يكون الوادي منتجعاً سياحياً يقصده السُيَّاح.
عبدالرحمن بن عمر بن حسين
مدير مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved