تتنوع الأشجار، تتشبث بالتربة الصالحة تنمو في أجواء صحية لتثمر في يوم من الأيام..
فما بالكم أعزائي القراء (إذا كانت هذه الشجرة المثمرة هي أنتم)، نعم فالكيان الإنساني يحمل من الأدوات والمعارف الصحيحة التي تجعله يشق طريقه في الحياة بشكل إيجابي، لتتجذر بداخله شجرة العطاء.
لذلك لابد للإنسان مقاومة كل ما يجابه في هذه الحياة من كلمات أشد جرحا من السيف أو مواقف يراها بأم عينيه.
فكل جرح خارجي يندمل مع مرور الأيام سيبقى له أثر، ولكن يتناسى المرء حرارته وألمه ويتوقف نزف دمائه، بينما جرح القلوب يظل ينزف لأنه في جزء مضمر، مخفي عن الأعين فلا أحد يشعر بعمق الجروح وحرارة الأحزان ورهبة الألم الذي يطبق على الأجفان.
إذا ليس كل جرح صعب علاجه، بينما نسيانه هو أهون ما سوف نتعامل معه بكل سلاسة في أمور حياتنا، إذا عقدنا العزم على التقدم للأمام ونسيان أن أمور الحياة تخلق مناخا واسعا تتكاثر فيه الظروف المؤلمة، لذلك نجد أن بعض البشر يعملون على التقليل من شأن الآخرين ليس هذا فحسب بل تجريحهم واحتقارهم والتلفظ عليهم بكلمات قاسية.
متناسين جروح القلب، متناسين أن من أساء إليهم في القول والعمل أنه أخ، صديق، جار، قريب، والأعمق من هذا كله إنسان يحمل بداخله قلبا يخفق يتألم من ظلم الناس وقسوة الظروف.
تعلمون أعزائي القراء.. أنه هناك الكثير من أفراد الأسرة أصبح في معزل عن الآخرين لذلك عندما نريد أن نخفف عما يلقاه هؤلاء من نقد ومسؤولية كبيرة لا يشعر بها الآخرون إلا القول: (إن الشجرة المثمرة هي التي تُقذف بالحجارة) نعم الشجرة المثمرة بداخل كل إنسان يمتلك قوة الإرادة التحمل، الصبر على الظروف الصعبة، يا ترى كم واحد منا عانى مرارة الحزن، وتألم من نزف الجروح بالرغم من ذلك لم يرفع راية الاستسلام
ازرع جميلا ولو في غير موضعه ما خاب قطُّ جميل أينما زرعا |
إذا علينا بالمقاومة الحقيقية، الوصول للطريق الذي يقود للهدف المنشود الذي بالطبع لن يكون مفروشا بالورود والرياحين، بل كثيرا ما يكون الوصول للهدف مملوءا بالعقبات والتعثر المستمر حتى لحظة تحقيق ما نريد.
وأخيرا لنا أن نرى ارتفاع النخيل ومدى مقاومتها للعوامل الجوية فهي تظل صامدة، شامخة، يقول الشاعر:
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا بالطوب يرمى فيلقيه أطيب الثمر |
|