قمت بمعية زملائي أعضاء المجلس البلدي بالخبراء بزيارة لنائب أمير القصيم المعيّن الدكتور الأمير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود، هالنا منه جمّ التواضع، والتموضع في موضع المواطن كما لو أن المواطن هو الأمير والأمير هو المواطن. انطباع توفر لي ولغيري من أهالي القصيم الذين زاروه أو هو زارهم، فكان صدى ذلك كلمات كتبتها من القلب وعن حبٍ وتقدير.
لو لم يكن من كونك في الواجهة الاجتماعية في محيطك من مميزات إلا لقاء ذوي المزايا الاجتماعية الرفيعة، لكان كافياً. فما بال أن تحظى بلقاء من تتلازم فيه المكانة الاجتماعية الرفيعة مع الخلق والتواضع الجم، وطيب العبارة، ورقة اللسان، وحسن المعشر، مجتمعة في شخص واحد تحيطه الرتبة الاجتماعية الرفيعة من كل جانب. ولو لم يكن أمير الفروع والجذور حيث هو حفيد ملك بن ملك لاستحق اللقب، بما يحيط زائره به من أدب رفيع، حيث يهولك منه جمّ التواضع، حينما يحرجك في ذاتك بالتموضع في موضعك. حيث يشعرك بلطفه وتواضعه أنك أنك برتبة الأمير المقصود، وهو الزائر، فتقعد الدهشة لسانك عن كل حديث، ولا تستحضر ما جئت من أجل صوبه، إلا قول الثعالبي: (لولا بديع صنع الله ما نبتت تلك الفضائل في لحم ولا عصب)، قد تشرفت ضمن من تشرفوا من جماعتي بلقاء نائب أمير القصيم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز. وكانت انطباعاتي تسبقني إليه بأننا سنقابل أمير سليل سلسلة ملوك. أمير في الرتبة الاجتماعية، وأمير في الدرجة العلمية. ليس لنا أمامه إلا أن نطأطئ أمام ما يحق له به الفخر علينا من كل ناحية. وحينما حان الوقت وقبل أن تبصره عيوننا إذ باعتذاره منا عن التأخير يسبقه بصوته إلينا. يدخل ويتجه لأولنا مصافحاً بحرارة، مردداً اسم كل من عرف بنفسه بالسؤال عن الحال بتكرير السؤال والمسألة. وكأنه بنا يحتفي ويتحفى بإكرامنا. فيذهب بدهشتنا من بساطة لقائه وحسن حديثه، وتبسطه مع محدثه، وحسن إصغائه، وطيب جوابه.. حتى أشعرنا بأننا أمام صديق طفولة وصبا وشباب، ولسنا أمام أمير الرتبة الاجتماعية الرفيعة والمرتبة العلمية العالية والوظيفة الإدارية الكبرى.
في طريق العودة تذكرت قراءتي للقاء صحفي معه.. اختصر كل هذه الدهشة، حين قال: تعلمت من سمو سيدي سلطان بن عبدالعزيز، حيث كان يعمل مستشاراً لسموه الكريم.. وبما أن سيدي سلطان بن عبدالعزيز، محل للحديث فسأتوقف، حيث لا تجزي عبارات الثناء، والوصف، والتورية والمجاز، والجناس، والطباق لتفي سلطان بن عبدالعزيز حقه على مواطني مملكتنا الغالية المحمية بإذن الله من كل مكروه.. وجزى الله والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بأحسن الجزاء عن رعيته، وأمته. وعنا نحن أهالي القصيم عامة وخاصة على حسن تلطفه بنا بحسن الاختيار. فحينما أبكانا نقل الأمير عبدالعزيز بن ماجد، أسعدنا تعيين الأمير فيصل بن مشعل بن سعود، ليكون سنداً وعوناً لأميرنا المحبوب فيصل بن بندر الذي أسعد القصيم وأهلها بجهوده الرائعة في سبيل تطويرها ولا يزال جاهداً في زرع الخير والنماء فيها. وفقه الله.
|