* تحقيق- عماد بن عبدالرحمن العتيبي(*)
نمر في فترة تعتبر حرجة بالنسبة لأبنائنا الطلاب، وهي فترة الاختبارات حيث توقيت جني ثمار الجهد المبذول طوال العام، وهي فترة وقتية يعتريها كثير من المنغصات التي قد تتسبب في ضياع أبنائنا الطلاب وتصرفهم عن هدفهم الجاد في الحياة.
يضاف إلى ذلك أنها فترة تشهد نشاطا منقطع النظير من أصحاب السوء لنشر فسادهم ومنكرهم تستوجب جهودا واعية للتصدي لأهوائهم وشرورهم.
ومن الأجهزة الأمنية التي تتصدى لهؤلاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تقوم وتبذل قصارى جهدها في الحفاظ على الأعراض والتصدي لمن يحاولون التعدي على محارم المسلمين سواء بالتحرش أو بالمعاكسات.
ولقد كان للرسالة جولة لرصد هذه الجهود، ودور هذا الجهاز المبارك في الحفاظ على أبنائنا خلال الفترة فكان هذا التحقيق.
نشعر بالراحة
في البداية التقينا عددا من الآباء حيث أكد الأستاذ نايف الصقري على أهمية دور الهيئة في المحافظة على الفتيات أثناء خروجهن من المدرسة بقوله نحن الآباء نشعر بالراحة عندما نرى دوريات الهيئة تجوب الشوارع المحيطة بالمدرسة، لأننا غالباً نكون في العمل فلا نتمكن من إرجاع بناتنا إلى المنزل يضاف إلى ذلك أن بعض الطالبات يقع بيتهن قرب المدرسة، ولكن مع وجود هؤلاء الشباب العابثين الذين لا يتركون أحدا في حاله ولا يفكرون أنهم غدا سيصبحون آباء وسيكون عندهم بنات.
شرائح المجتمع
ويضم الأستاذ ناصر الروقي صوته لصوت الصقري بقوله: إننا نعاني من تعرض الشباب للطالبات أثناء خروجهن من المدرسة، ولكن ماذا نعمل فأكثرنا في أعمالهم، ومن الصعب خروجنا في فترة خروج الطالبات، لذلك نستودع بناتنا الله في أن يرجعن إلى البيت لوحدهن، وإذا فكرنا في تلك السيارات التي تنقل الطالبات رأينا أسعارها الغالية التي لا تتناسب مع جميع شرائح المجتمع لذلك فمالنا بعد الله عز وجل إلا رجال الهيئة ورجال الأمن لنتوكل عليهم بعد الله في حماية ذرياتنا، والمعول عليهم مؤاخذة من يرى وهو يتحرش بالطالبات لكي يكون عبرة يعتبر بها غيره من المستهترين.
فترة حرجة
ولبيان حساسية الوضع ولنكون أقرب في تشخيص الداء اتجهنا إلى الأستاذ سلطان بن ناصر العبدالجبار المرشد الطلابي بمدرسة الإمام السوسي المتوسطة والثانوية حيث بين لنا أن فترة الاختبارات النهائية تمثل فترة حرجة على جميع المستويات، فهي حرجة للأسرة داخل المنزل، وحرجة للشاب أو الشابة، وكذلك على الأمن والمدرسة، فتكثر المشاكل أثناء هذه الفترة بشكل ملحوظ حيث يجد الشاب أو الشابة فرصة من الوقت صباحاً تمكنه من الذهاب بدون علم الأسرة، والقيام بالعديد من الأمور غالبها للأسف الشديد سيئ حيث تضعف رقابة الوالدين في هذه الفترة الخاصة فينتشر التفحيط والمعاكسة في الشوارع والأسواق والمشادات الكلامية والجسدية علاوة على الخروج إلى المقاهي والأماكن البعيدة والتحرش الجنسي، وكل ذلك بسبب الخروج من الاختبارات بدون متابعة أو السماح لهم بالعودة مع زملائهم مع السائق لوحدهم أو مع زميلهم إذا كان معه سيارة، وكذلك بعض المدارس تسمح للطلاب بالخروج بين فترتي الاختبار أو الخروج المبكر.
وأكد العبد الجبارعلى وجوب تضافر الجهود بين الأسرة والمدرسة ورجال الأمن في متابعة الطلاب، وعدم ترك المجال لهم للذهاب لمثل هذه الأماكن والتأكيد عليهم بضرورة العودة للمنزل بعد الخروج من المدرسة وعدم السماح لهم بالذهاب مع أي شخص كائن من كان.
التفريط في التوجيه
من جانبه قال الأستاذ فهد العثمان: إننا نرى كثيرا من الآباء يفرط في توجيه أبنائه، وخاصة الشباب حيث تجده يعطي ابنه المراهق ما يطلبه، وما لا يطلبه وذلك من التدليل الزائد، ويقابل ذلك استخدام سيئ من بعض الشباب، فيخرج الطالب من المدرسة في فترة الاختبارات في وقت مبكر في حوالي الساعة 10 صباحاً ووالده الذي يتابعه لا يأتي إلى المنزل إلا بعد الساعة 2 مساءً فترى المراهق يدور بسيارته ليقضي وقت فراغه في الشوارع، ويؤذي غيره إما بتفحيط أو تحرش بالطالبات، لذلك أرى أن على رجل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤولية عظيمة في التركيز على مدارس البنات خلال هذه الفترة، وكذلك على رجال الشرطة بذل المزيد من الجهود رغم ما يبذلونه في متابعة الشباب المستهترين الذي يؤذون الناس.
تحذير تربوي
من جانبه حذر الشيخ فهد العيبان الأستاذ بمعهد القرآن الكريم بالحرس الوطني من غفلة كثير من الآباء والأمهات عن واجب الرعاية وقال بل: إن بعضهم قد لا يعرفون معنى هذا الواجب، فكثير منهم يظن أن الرعاية تكمن في المطعم والملبس والدراسة، ولا يشعرون بمدى الخطورة التي تؤدي إليها غفلتهم عن أبنائهم وبناتهم بل إن بعضهم لا يعرف عن واقع الشباب والشابات شيئا، ولا عن تلك السلوكيات السلبية التي تعصف بالمجتمع التي هي نتاج لذلك الواقع الإعلام الفضائي المؤلم ونتاج لواقع التربية المؤسف، ونتاج للتقصير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله.
وأكد فضيلته أن فترة الامتحانات هي من الأوقات التي يكثر فيها نشاط شياطين ا لإنس والجن لإضلال الشباب والشابات مع تحذير الكثير من العلماء والتربويين من خطورة أوقات الفراغ لأنها سبب رئيس في انحراف المراهقين ومن أوقات الفراغ التي يعيشها الشباب والشابات في فترة الامتحانات هي فترة بعد خروج الطلاب والطالبات من المدرسة حيث يكون أولياء الأمور مشغلين في أعمالهم، وبذلك يهدر بعض الشباب ذلك الوقت في الذهاب إلى المقاهي والاستراحات وبعضهم الآخر يضيعه في معاكسة الطالبات أثناء خروجهن من المدرسة، لذلك أوصي إخواني الآباء ألا يتركوا بناتهم يرجعن إلى البيت لوحدهن مما قد يعرضهن للتعرف على صديقات السوء أو الذئاب البشرية والتي لا ترعى للأعراض حرمة ولا دينا.
للهيئة دور
وفي هذا الجانب ولبيان ما تبذله هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التقينا الشيخ أحمد بن عبدالعزيز السعيد رئيس مركز هيئة عرقة الذي قال: إن للهيئة دورا واضحا وجليا خلال فترة الامتحانات التي تعد مرحلة وقتية تستوجب بذل المزيد في مجال العمل الصباحي والمسائي حيث يقسم أعضاء الهيئة إلى فرق منها الراجلة، ومنها المتحركة، ويكون التركيز على المدارس لأهميتها، وخاصةً لتغطي فترة خروج الطالبات من المدرسة بشكل يعظم معها مسؤولية رجال الهيئة في المحافظة على الطالبات من تحرش بعض الشباب هداهم الله.
وأضاف السعيد أن هذه الفترة تزداد حرجاً لتزامن خروج الطلاب مع خروج الطالبات بالإضافة إلى الفراغ لدى الشباب مما يدفع ضعاف النفوس- هداهم الله- للدوران حول مدارس البنات ومضايقتهن، ولهذا حرصت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على تكثيف الجهود خلال هذه الفترة لتدارك ما لا تحمد عقباه من هذه التصرفات غير المسؤولة.
وأكد فضيلته أن الكل يعرف ويلمس دور الهيئة خلال هذه الفترة لما له من أهمية من خلال تواجدها المستمر عند مدارس البنات للحفاظ عليهن من محاولات التحرش التي تتجلى بدوران بعض الشباب بدون حاجة إلى المدرسة وكذا حمايتهن ممن يحاول الاحتكاك بهن في تعبير واضح لما يعتقده بعض الشباب للأسف بأن فترة الاختبارات هي للمعاكسات.
وأما عن معالجة الهيئة للواقع فقبل أن يقبض على المعاكس فإن للهيئة عدة خطوات تخطوها معه حيث تبدأ المعالجة بالنصح ابتداءً، وتأمر المعاكس بعدم الدوران عند المدرسة عندما يتبين لها أنه يدور بدون حاجة شرعية، وإذا تكرر منه ذلك طبق بحقه النظام.
وفي المقابل ننصح الطالبات اللاتي يبدر منهن بعض التصرفات المشجعة للشباب التي تقود لمعاكستهن ومطاردتهن.
المخالفات أنواع
وعن المخالفات التي ترصدها الهيئة خلال فترة الامتحانات بين السعيد أنها تتراوح بين المعاكسات، وتبدأ برمي الرقم، ومن ثم مضايقة الفتاة أثناء ذهابها للمنزل ومنها الخلوة المحرمة.
ووجه السعيد نصيحة لأولياء أمور الفتيات بقوله أنصح أولياء الأمور بأن يقوموا بتوصيل بناتهم إلى المدارس مع الحرص على إرجاعهن إلى البيت للحفاظ عليهن من العابثين، مع التأكيد على الفتيات تجنب مواطن الريب والتهمة، وأن يتحلين بالحجاب الشرعي الذي يحفظ على الفتاة عفتها وكرامتها فهي مصونة بحجابها ثم بما يبذل من جهود في سبيل صونها عن يد العبث أياً كانت ابتداء من جهود ولي أمرها ثم العاملات في مدرستها، وبعد ذلك جهود الأجهزة الأمنية من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجال الشرطة.
وأكد السعيد على أهمية تواصي ولي أمر الفتاة لمعاضدة الصرح التعليمي الذي تدرس فيه الفتاة في هذه الفترة لما تمثل من حرج في توقيت الانصراف، فقد توجد فجوة في ذلك بشكل يوجب بذل جهود مركزة ومتواصلة لقطع الطريق على من دأب العبث بأعراض المسلمين دون وازع من دين أو أخلاق أو عرف.
وشدد السعيد على أهمية غرس وتأصيل مخافة الله في نفوس البنات والشباب ليس في هذه الفترة فقط بل جعل ذلك أسلوبا تربويا طوال العام لما للرقابة الذاتية من علاج ناجع لا يترك مجالا للوقوع في الزلل ولا يفتح المجال له.
(*) إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. |