سقى اللهُ الجبالَ الناعساتِ
رذاذاً.. من قدودِ الفاتناتِ
وعينُ الشمسِ.. كالأعمى ينادي
على دربِ المجرّة: أين ذاتي؟
ويستجدي الغيومَ.. ولا سماعٌ
وتركله الكواكبُ.. في الشتاتِ
سبقنا صوتَ فرحتنا.. مشينا
نظرنا.. في مرايا المعجزاتِ
وأسقطنا ثمارً اللوزِ بِكراً
فتبلعها العَشايا.. ناضجاتِ
ملأنا الجوَّ ضحكاً.. وانتبهنا
لضحكِ الماءِ.. في رِمشِ النباتِ
أمازحُها.. أداعبُها.. كغصنٍِ
تدلّى.. من جنانِ العاطفاتِ
تقولُ الشعرَ مكسوراً وعذباً
كريقِ الفجرِ.. من عينِ الفُراتِ
ومن جلدِ الثلوجِ صنعتُ قُطناً
وأهديتُ الغواني الهارباتِ
بودّي.. لو أمدّ العصرَ شهراً
وأحتكرُ الشهورَ القادماتِ
وأرمي ساعتي.. والليلُ يُلقي
على السُمّار.. ثوبَ الرَّاهباتِ
تُعلِّمنا الليالي.. كيف يغفو
على سيقانِها.. نجمُ الجِهاتِ
لقاء.. كان حقاً.. صار حُلماً
تهاوَى.. في ضبابِ التُّرّهاتِ
كأني في كهوفِ الوهْم.. وحدي
أُلملمُ.. ما تبقّي من فُتاتِ
سلامي للحبيبِ.. إنْ تناسى
سيبكي.. لو رأى يوماً رفاتِ
وقلبٌ لا يُبالي.. سوف يحيا
سليماً.. رغم حقدِ النائباتِ