Wednesday 31th May,200612298العددالاربعاء 4 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

(جلمود) (جلمود)
وصايف بنت إبراهيم الخويطر

يدخل جلمود من ذلك الباب .. ويخرج منه بعد ساعات طويلة .. وكأنّه لم يكن هناك قط!! تتكلم مع جلمود مراراً ومراراً .. إلاّ أنّك لا تخرج معه بأيِّ نتيجة .. إمّا لأنّه صامت .. أو سلبي .. في كل شيء! (جلمود) .. هو الشخص الهادئ الأناني .. المتكبِّر والبارد .. القاسي .. الجامد ..!! في الحقيقة لا أعرف كيف أصفه فأحياناً أشعر بأنِّي أستطيع أن أكتب صفحات عنه .. وأحياناً من فيض غيظي يخونني القلم .. ولا أجد تلك الكلمة! أجلس مع (جلمود) أحاول أن أجد حميمية في الحوار .. أحاول أن ارتبط بشيء خاص أتذكّره به .. ولكن بدون نتيجة .. فبعد خروجي من الجلسة .. لا يوجد إحساس .. لا توجد مشاعر .. فقط .. لا شيء! جلمود يالكِبَرك .. وأنت صغير لدرجة أنّهم لا يرونك تضحك هازئاً من ذلك الشخص وتنعته وحياته بالتعاسة .. ولكن صدِّقني يا جلمود .. كلُّ أولئك الذين تحدّثت عنهم .. إنّهم غالباً .. أسعد منك.
(جلمود) مستحيل أن يتحرّك .. أو يبادر .. أو يسبق أحدهم إلى شيء ما .. إلاّ إذا كان يصبُّ في مصلحته الخاصة .. والخاصة جداً .. فإنّه يفكر مبدئياً .. في التفكير!!
جلمود .. أشعر بأنّ كلَّ من يقابلك لا يرتاح لك .. وأرى أنّ كلّ من يتكلم معك .. لا يتكلم معك مرة أخرى فماذا بربِّك أفعل معك .. أصارحك لأندم؟ أم أسكت .. حتى المرض!! أشرب مع (جلمود) القهوة الصباحية .. آه كم أنت شخص بارد .. ألا يوجد لديك شيء من التواصل؟ .. أين تختبئ عاطفتك؟ .. ألا يوجد لديك ما تقوله أبداً؟ قل شيئاً .. يرتشف جلمود القهوة وأنا أنظر إليه .. وأحياناً .. - أحياناً فقط - أتمنى أن أقلب كوب القهوة عليه .. لعلّه يتحرّك!! ويحس ببعض الحرارة .. لعلّه يشعر بأنّ بشراً هنا!! .. فحياتك يا جلمود ثلجٌ أحمر .. وكيف استطعت أن تصنع ثلجاً أحمر أيُّها الموهوب .. لا أعلم! تبتسم جلمود .. وأبادلك الابتسام .. لكنّها ليست ابتسامة حب ولا رضا .. بل استخفافاً بك .. وأأسف لذلك .. فكما بمقدروك أن تفعل كلّ ذلك بنا .. فأنا بمقدوري أن أهينك .. بابتسامتي ..
جلمود؟ .. كيف استطعت أن تغيظني وأنت لم تفعل أيّ حركة تغيظ؟! أنا حقاً لا أفهم! .. كيف تلعب بأعصاب الناس وأنت ذلك الصخر الجامد الخالي من الأعصاب؟! جلمود من أنت؟ وماذا تريد مني وهل أنت هكذا مع كلِّ الناس؟! أم إنّها أنا فقط! جلمود .. إلى متى ستظل لابساً البرود؟! .. ربّما أنا سأنسحب هذه المرة .. ولكنك إن فضلت على هذه الحال .. فالكل سينسحب منك .. ويوماً ما ستفوق من حلمك الجلمودي .. وحيداً مذموماً مكسورا ً.. ورغم كلّ ذلك لن تتغيّر .. ستظل جلموداً
* جلمود: إنسانٌ أجده أحياناً قريباً جداً مني .. وأحياناً بعيداً لدرجة انّني أكاد لا أعرفه ..
(جلمود) .. بقربي وقربك .. وقربهم (جلمود) أحياناً أنا .. أحياناً أنتم!!
(جلمود) قد تجده في الواقع كاملاً كما وصفته .. وقد تجد بعضه ..
دقِّق بمن حولك جيِّداً وستجده .. فهو حتماً .. موجود!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved