عندما يتحدث الأب إلى أبنائه، فحديثه درس من دروس الحياة التي تعلمها قبلهم من تجارب واكتساب معارف ممن سبقوه.. هكذا هي الحياة.. فالأب يتحدث محذراً أبناءه من الوقوع في الخطأ.. وتذكيرهم بالاستمرار في السير قدماً نحو المحافظة على الالتزام بآداب السلوك قولاً وعملاً.
قادني هذا القول بعد أن هاتفني الأستاذ حمد بن عبدالله القاضي متابعاً معي إنجاز عمل إنساني بدأه هو طالباً مني متابعته، وفي أثناء الحديث معه، وهو دائماً حديث ليس ككل الأحاديث التقليدية؛ فهو يحرص على استغلال كل الفرص لإيصال الرسائل كما هو يحبها أن تصل إليه، فمجرد إشارتي أو تساؤلي عن ومتى ننقل الخبر أو الأخبار بمصداقية؟ عندها قال لي: ألم تقرأ تذكير أبي الصحفيين لأبنائه الأمير سلمان بن عبدالعزيز بما معناه (تجنبوا أخبار الصفاة) - أي وكالة أخبار الصفاة إن صح التعبير - وهي أخبار كما وصفها سموه بأنها تتناقل بين العاملين بالحوانيت في أيام سالفة بوسط مدينة الرياض قرب قصر الحكم (ميدان الصفاة)، وهي أخبار شائعات تفتقر إلى صدق التوثيق وتحديد المصدر. ولا شك أن سموه في مجلسه اليومي كان يستمع إلى تلك الشائعات في مهدها ما أمكنه ذلك.. وهذا ما أعتقده جازماً.. أنه يفعل ذلك.
الأمير سلمان بن عبدالعزيز يصعب عليّ أن أكتب عن شخصه؛ فهو فضلاً عن أنه.. لا يحب المبالغة في التبجيل.. فهو أيضاً لا يحب الدخول في أدق التفاصيل لأنه يعرف كيف يوصل الإشارة إلى من يريد أن يفهمها.. وقد رحب وشجع على النقد الهادف ودعا الصحفيين والكُتّاب إلى كشف أي خلل يقع تحت إدارته بمصداقية صحفية لا إسفاف فيها.. فلعلنا أدركنا رسالة رسالته في إطار الوعي والتنوير!!.
|