الاثنين 28 من شوال 1392هـ - الموافق 4 من ديسمبر 1972م - العدد 467
التفاؤل.. والتشاؤم

عاملان مؤثران في عالم الأنفس الكل يتوق لحوز عنانها. فتجد النفس الضعيفة شرا ممزقا بين القوتين، هدفها متعاكس، وعملها متباين. نرى القوة الثانية وهي التشاؤم، وهي تريد الأثرة. في تلك النفس المتداعية لتجعلها تدين بولائها وترسف في قيودها، متعذبة، تجدها قد أضناها الأسر، الأسر التشاؤمي المر. تتذوق آلامه وتحتسي صديده القاتم فتلبس منظاراً يضفي على دنياها الجميلة الحالمة، ألوانا تتسم بطابع منظارها؟ فتشعر في قرارة نفسها كل ألم وحزن وترى أرضها قد زرعت مروجها شوكا وعذابا. ترى الزهور اليانعة المتفتحة في أكمامها بأثوابها القشيبة وبألوانها الوردية، فتعبس وتتألم، تتألم من منظر خلاب. ومن أفق فسيح ترفرف بين جوانب طيور التفاؤل فتضفي على الروح رداء الأمل الصافي. وظلال البسمة المرحة، فتجعل النفوس بشعاعها التفاؤلي، تكتسي صرحا وغبطة فتستقبل الحياة بملء نفسها. وقد أمنت في الخوض في عبابها لتنال مقامها المحمود وتكون عضوا عاملا ينبض رقيا مؤمنا.. وموطدا نفسه على أن يقيم لفنه وزنا.آخر مشوار:حقا ما أعذب النفس حين يهدهدها الأمل الرقراق، وما أعظم الروح حين تسبح في آفاق التفاؤل والسعادة. تجد النفس في يم التفاؤل. قد أخذت بطابع وهاج كله رفاهية وهناءة. قد تعلقت بخيوط الأمل الصقيلة فتسمو إلى معارج تعبق أملا وسناء لتلقي كيانها بين أحضان روح التفاؤل.