Saturday 27th May,200612294العددالسبت 29 ,ربيع الثاني 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"عزيزتـي الجزيرة"

لك الشكر أيضا أبا (يارا) لك الشكر أيضا أبا (يارا)

في صبيحة يوم الأحد الموافق 23-4-1427هـ كان لنا موعد مع الإبداع ومع سيمفونية رائعة ذات كلمات كرنفالية تفيض كفيض الماء الزلال من معصرات الخيال، قصيدة نشرت في هذه الجريدة الرائعة لأبي يارا شاعر القرن، شاعر الثقافة، شاعر الأدب، وأسطورة هذا العصر بإبداعه، بثقافته، بحنكته، وبعلمه الغزير، الشاعر الكبير الدكتور غازي القصيبي شاعر ما أن يقول قصيدة ما حتى تطير على كل لسان ويتناقلها الركبان في كل مكان.
كان آخرها قصيدته التي بعنوان (لك الحمد) قصيدة تتكون من عشرين عقدا بحرها بحر طويل تكنُّ أعماقه من اللآلئ والجواهر والدرر النفيسة ما الله به عليم


لك الحمد والأحلام ضاحكة الثغر
لك الحمد والأيام دامية الظفر

هذا مطلع قصيدة غازي القصيبي، قال صلى الله عليه وسلم: (عجبا للمؤمن فأمره كله خير إن أصابته سراء شكر وإن إصابته ضراء صبر) فهنا نلاحظ أن شاعرنا بدأ قصيدته بحمد الله فهو يحمد الله في السراء والضراء وفي الأفراح والأتراح فهو لريب الدهر لا يتضعضع، فتكرار الحمد هنا له أبعاد دلالية مفعمة بالإيمان والحزن العميق، وذلك بعد أن أصيب شاعرنا بمصائب تكالبت عليه إثر فقده لأشقائه الذين غادروه إلى الدار الآخرة فهو صابر ومحتسب أجره على الله، فعندما رفع أكف الضراعة لله وقال:


قصدتك يا رباه والأفق أغبر
وفوقي من بلواي قاصمة الظهر
قصدتك يا رباه والعمر روضة
مروعة الأطيار واجمة الزهر

فنعم المقصد ونعم الوكيل، ووالله إنك قصدت من لا يخيب قاصده ولا يخسر طالبه فأبشر ولا تحزن إن شاء الله تعالى


أجر من الآلام ما لا يطيقه
سوى مؤمن يعلو بأجنحة الصبر

بيت يتجرع الحزن العميق الذي يعيشه شاعرنا، وذلك مما حل بسويداء قلبه ولكنه مع ذلك صابر ومحتسب لله جل وعلا؛ لأنه مؤمن بقضائه وقدره. كما أن تواتر الأبيات وسلاستها التي حبكت بذور الذهب ورصانة معانيها تجعل اللسان يعزف ويعجز عن الوصف، ثم لاحظ معي جيدا عندما يقول:


ولم أخش يارباه موتا يحيط بي
ولكنني أخشى حسابك في الحشر

كلا، فهو لا يخاف من مصيبة الموت، فالموت كأس وكل الناس تشربه، ولكنه يخاف من حساب ربه له يوم الحساب، يوم تشخص الأبصار وترتجف الفرائص، ولكن أبشر عندما قلت:


إليك عظيم العفو أشكو مواجعي
بدمع على مرأى الخلائق لا يجري

فالله هو الغفور الرحيم، وهو العفو العظيم ويحب العفو. فشاعرنا هنا يبين أنه لا يظهر دمعه للناس ولكنه عندما يخلو بربه فإن دمعه كالمطر.ثم أخيرا يترحم على إخوته الذين رحلوا من هذه الدار الفانية إلى الدار الباقية، نسأل الله أن يجمعه وإياهم في دار كرامته مع محمد وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر المؤمنين.. آمين.
عبدالله بن غازي الحنيني
بكالوريوس لغة عربية

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved