Saturday 20th May,200612287العددالسبت 22 ,ربيع الثاني 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"تحقيقات"

رغم وجود مناطق أثرية نادرة.. ومزارع خصوبتها عالية رغم وجود مناطق أثرية نادرة.. ومزارع خصوبتها عالية
«مغيب» بلد الآثار والزراعة غابت عنها الخدمات وجهود الباحثين التاريخيين

* الرياض - سعود الشيباني:
تقع بلدة مغيب في وسط منطقة السر شمال محافظة الدوادمي وتتوسط المناطق الزراعية في المنطقة وتأتي في منتصف المسافة بين محافظة الدوادمي ومركز ساجر.
وتبعد بلدة مغيب عن العاصمة الرياض (270) كم وتشتهر بزراعة القمح وجميع أنواع الخضروات وخاصة البطاطس وتعتبر فاكهة البطيخ التي تزرع في بلدة مغيب من أفضل إنتاج مزارع منطقة الرياض من البطيخ ويتم تصديرها إلى معظم أسواق المملكة والخليج وخاصة دولة الكويت.
(الجزيرة) وفي جولة ميدانية للمنطقة زارت مغيب وخرجت من الجولة بالمحصلة التالية:
في بداية جولتنا التقينا بعدد من أهالي مغيب ومنهم الشيخ صعب بن سعد الحداري والذي حدثنا عن مغيب بقوله: إنها سميت بهذا الاسم لوجود ماء قديم يقصده البدو الرحل، وقد ورد ذكرها في العديد من كتب التاريخ. وقال الحداري: يوجد في منطقة مغيب مناطق أثرية منها (غرّب) وجبل (مصيقرة). مشيراً إلى أن (غرّب) من المناطق الأثرية القديمة وقد ذكرت في العديد من قصائد الشعراء الجاهليين، ويوجد بها حصن قديم اندثر منذ سنين ولا تزال آثاره باقية إلى اليوم.
وأضاف الحداري قائلاً: منذ فترة طويلة قام الباحث التاريخي (الجنيدل) بزيارة إلى المنطقة وكان يسأل عن جبل (غرَّب) والحصن الموجود به، وعن جبل (مصيقرة) مشيراً إلى أن جبل مصيقرة جبل صغير يقع غرب بلدة مغيب، وقد سمي بهذا الاسم لأن طيور الصقور كانت تعيش فيه ويوجد في جبل (مصيقرة) الكثير من النقوش التاريخية القديمة وبعض الكتابات التي تعود إلى عصور زمنية سحيقة.
وأضاف الحداري: (للأسف الشديد لا تزال هذه المناطق الأثرية المهمة عرضة للتخريب من قبل المارة وصغار السن والذين لا يقدرون قيمتها وذلك بسبب عدم وجود عناية أو مراقبة لها من قبل وكالة الآثار والمتاحف).
أما رئيس مركز مغيب عبدالله بن سعد الحداري فقال: (إن بلدة مغيب لها أهمية تاريخية وزراعية حيث تغذي المنطقة والمناطق المجاورة بالمياه والمحاصيل الزراعية مشيراً إلى أن مشاريع المياه في محافظة الدوادمي وعفيف تعتمد بشكل أساسي على المياه الجوفية في منطقة بلدة مغيب).
وقال: (إن بلدة مغيب يوجد بها ما يقارب من (800) مزرعة تنتج سنوياً ما يقارب الخمسين ألف طن من القمح وآلاف الأطنان من الخضروات والفواكه والتي تصدر إلى معظم أسواق المملكة ودول الخليج وبعض الدول العربية مثل سورية ولبنان. وقد قامت (الجزيرة) بجولة إلى المناطق الأثرية في غرب ومصيقرة وكان يرافقها أحد كبار السن من أهل بلدة مغيب المواطن فايز السميري والذي عرفنا ببعض الآثار في كل من (غرّب) و(مصيقرة) فقال: إن منطقة غرّب يوجد بها جبال وتلال صغيرة على شكل حصن قديم وهو واضح للعيان ولكن اندثر الكثير من أجزائه بسبب العبث ومرورالسنين حيث يعود إلى سنوات قديمة عندما كان الناس يسكنون في الجبال خوفاً من الحروب والغزوات وقطاع الطرق.
وقد لاحظنا وجود بعض الكتابات الحديثة والحفريات في جبل مصيقرة والتي شوهت النقوش والرسومات القديمة والتي يمتلئ بها جبل مصيقرة، وقد طالب المواطن السميري هيئة السياحة بحماية هذه الآثار التاريخية والإشراف عليها قبل أن تندثر كلياً والتي تعتبر معلماً مهماً للمنطقة وقد انتقل المواطن السميري إلى رحمة الله اثر حادث أليم بعد أيام من إجراء التحقيق وقبل فترة وجيزة من نشره.
كما تحدث ل(الجزيرة) المواطن سيف بن غالب الحافي قائلاً: إن منطقة مغيب أخصب المناطق الزراعية في المملكة ومن خلال خبرتي الزراعية في أكثر من منطقة وجدت أن إنتاج مغيب من القمح والخضروات وخاصة البطاطس يعتبر الأفضل في الجودة أكثر من مناطق مشهورة بالزراعة في المملكة.
وعن مطالب المزارعين في المنطقة قال الحافي: إن المطالب تتركز في وجود فرع للزراعة في بلدة مغيب ليخدم ما يقارب من (800) مزرعة فالفرع الذي يخدم المنطقة هو فرع (خف) وهو بالكاد يغطي مزارع بلدة خف والمناطق القريبة منها، كما شدد على ضرورة إيصال التيار الكهربائي إلى المناطق الشمالية من مزارع مغيب التي لا تزال تعيش في ظلام دامس كما طالب وزارة النقل بضرورة الإشراف على الطرق الزراعية في بلدة مغيب فالكثير من هذه الطرق تضررت من السيول والأمطار ويحتاج إلى الصيانة مع العلم بأن هذه الطرق قد ساهم المزارعون بسفلتتها ولم يكن للوزارة دور فيها.
وتحدث المواطن عبدالله بن مطلق الحداري فقال: إن بلدة مغيب التي تشتهر بالزراعة بحاجة ماسة إلى فرع للبلدية حيث إن البلدة تتبع لمركز ساجر والتي تغطي البلدية ساجر وإقليم السر بالكامل.
أما سطام الحداري ومحمد بن سعود الحداري وتركي الحداري وممدوح عبدالله ومساعد الحداري فكانت مطالباتهم الآثار التاريخية، ثم إن البلدة بحاجة إلى فرع للدفاع المدني نظراً لكثافة السكان فيها ووجود مزارع على مساحات شاسعة وعرضة للحرائق حيث إن أقرب فرع للدفاع المدني يوجد في مركز ساجر والتي تبتعد تقريباً (50) كم من بلدة مغيب وفي حالة اندلاع حريق يقضي الحريق قبل ووصل فرق الدفاع المدني.
كما طالبوا بافتتاح مدرسة ثانوية بنين وبنات حيث تم مطالبة إدارة تعليم محافظة الدوادمي منذ سنوات مشيرين إلى أن الطلاب في المرحلة الثانوية يقطعون (40) كلم لكي يصلوا إلى مدارسهم (ولا زلنا نعلق آمالا كثيرة على المسؤولين لإنشاء مدارس بالمرحلة الثانوية).
كما طالبوا بإنشاء فرع للهلال الأحمر نظراً لوقوع حوادث كثيرة على الطريق الذي يربط مغيب مع بلدة خف وكثرة المارة على الطريق أغلبهم ناقلو إنتاج المزارع، ومن ضمن المطالب استكمال طريق مغيب الدوادمي، مشيرين إلى أن المقاول الذي ينفذ المشروع يعمل شهراً ويتوقف أشهرا، ولا يزال المواطنون ينتظرون هذا الطريق الذي يربطهم بأكبر مدينة في المنطقة والذي يختصر على أهل وسالكي المنطقة أكثر من (50) كم كذلك بزيادة الخطوط الهاتفية للمنطقة والتي يقطن بها أكثر من (2000) شخص.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved