* جنيف - خليج جوانتانامو - الوكالات:
طالبت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب الولايات المتحدة أمس الجمعة بإغلاق أي سجون سرية لها في الخارج وإغلاق السجن الحربي في جوانتانامو بكوبا قائلة إنها تمثل انتهاكاً للقانون الدولي.
وحثت اللجنة التي تضم عشرة خبراء مستقلين التي درست السجل الأمريكي في الداخل والخارج إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش على (العدول عن أي أسلوب استجواب) ينطوي على التعذيب والمعاملة القاسية مشيرة إلى استخدام الكلاب في ترويع المحتجزين.وقالت اللجنة التي لا تتمتع بسلطة لتنفيذ توصياتها إن الولايات المتحدة (يجب أن تضمن عدم احتجاز أي شخص في أي منشأة احتجاز سرية خاضعة لسيطرتها الفعلية وإن تحقق وتكشف عن وجود أي منشأة من هذا النوع).
أضافت اللجنة التي تراقب مدى الامتثال لاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب أو أي معاملة أو عقاب قاسٍ أو غير إنساني أو مهين أن احتجاز أشخاص في مثل تلك الأحوال.. في حد ذاته.. يعد انتهاكاً للاتفاقية.
وتحتجز الولايات المتحدة مئات الأشخاص المشتبه في تورطهم بالإرهاب وأغلبهم اعتقلوا في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 ووضعتهم في سجون تابعة لها بأفغانستان والعراق وخليج جوانتانامو، وترفض الولايات المتحدة التعليق على مزاعم وجود سجون سرية، ودافعت واشنطن التي أرسلت 30 مسؤولاً بارزاً إلى جنيف أوائل مايو أيار للمشاركة في جلسات استماع أمام اللجنة عن معاملتها للأجانب المشتبه في كونهم إرهابيين والمحتجزين في الخارج وإن أقرت بوجود حالات انتهاك فعلية قليلة نسبياً.
واتهمت جماعات حقوق الإنسان الولايات المتحدة بإساءة معاملة المعتقلين من خلال وسائل الاستجواب القاسية ومن بينها التغطيس في الماء.
وفي نتائجها عبّرت اللجنة عن قلقها إزاء (تقارير موثوق بها عن أعمال تعذيب ومعاملة قاسية وغير إنسانية ومهينة) على يد الجيش الأمريكي أو موظفين مدنيين بالجيش في أفغانستان والعراق.
وقالت يجب على الدولة المعنية (الولايات المتحدة) اتخاذ إجراءات فورية لاستئصال جميع أشكال التعذيب والمعاملة السيئة للمعتقلين على يد جيشها وموظفيها المدنيين (بالجيش)... كما ينبغي لها إجراء تحقيق فوري وكامل في مثل تلك الأعمال ومحاكمة كل المسؤولين.
وأضافت اللجنة أنه ينبغي تسجيل جميع المعتقلين والاحتفاظ بسجل لتوقيتات وأمكنة استجوابهم، وطالبت اللجنة الولايات المتحدة بضرورة تقديم تقرير لها في غضون عام.
من جهة أخرى قال متحدث باسم معسكر اعتقال جوانتانامو إن أربعة من السجناء في المعسكر حاولوا الانتحار يوم الخميس وإن آخرين هاجموا الحراس الذين سارعوا لمنع إحدى هذه المحاولات.
وقال المتحدث الكومودور روبرت دوراند أن ثلاثة من السجناء تناولوا جرعات زائدة من أدوية يبدو أنهم كانوا يخزنونها وأن الرابع حاول شنق نفسه. وأضاف أنه لم ينجح أي من المحاولات.
وقال دوراند في هذه المرحلة لا أدري ما الدافع ولا أدري هل هناك أي تنسيق ولا أدري هل هناك أي رسالة مقصودة.
ويضم معسكر الاعتقال في القاعدة البحرية الأمريكية في كوبا نحو 460 سجيناً في خمسة مجمعات منفصلة.
وقال دوراند: إن الحراس يقومون بتفتيش كل الزنزانات، وتعرضت الولايات المتحدة لانتقادات من جماعات حقوق الإنسان وبعض حلفائها لاحتجازها السجناء في جوانتانامو إلى أجل غير مسمى.
والبعض محتجزون هناك منذ افتتح المعسكر في يناير كانون الثاني عام 2002م.
|