Thursday 18th May,200612285العددالخميس 20 ,ربيع الثاني 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

هذرلوجيا هذرلوجيا
صهيل الجواد الأدهم
سليمان الفليح

عبدالله نور
يعرف أكثر منَّا النور
عانى أكثر منَّا الظلمة
عانق أكثر منَّا الكلمة
عادى أكثر مِنَّا الجور
**
عبدالله نور
رجل أبنوسي أسود
مثل الليل العربي الممتد
لكن لما حيناً يحتد
يتجهم مثل الديجور
**
عبدالله نور
يصمت حيناً مثل الموت
يسكت حتى أقصى الصمت
لكن.
لما يصل المقت
يعرف أيضاً كيف يثور
**
يتفجر مثل البركان
يشتم حيناً أياً كان
يتشظى عبر الأركان
يبقى مثل الموج يمور
يبقى مثل الموج يمور
عبدالله نور
***
كان ذلك في الزمن الأخضر وكانت تلك أنشودة الصعاليك كتبتها في أواخر السبعينات الميلادية في الكويت ولم تكن هنالك وسيلة اتصال كي تصل إليه فالتجأت إلى الصديق الراحل فهد العريفي وكلفته بالبحث عن ذلك (الصديق الآبق) كما كنا نسميه ولكن المرحوم فهد لم يجد له أثراً في المدينة كما هي عادته التي يعرفها به الأصدقاء وإنْ رجّح أبو عبدالعزيز أن يكون عبدالله نور برعاية المرحوم الأمير فيصل بن فهد - طيب الله ثراه - كما هي عادته حينما (تحدّه) الأيام ويفرغ منه الجيب إذ يذهب إليه ويأخذ منه (الجُعل) - كما كان يسميه إذ إن الأمير المرحوم قد (جعل) للصديق إياه (شرهة) كلما ضاقت به الأيام وهو يمنحها له بلا (منّة)، بل يعامله معاملة الصديق المثقف كما كان يقول لنا دوماً عبدالله نور، لذلك يشيد بالأمير فيصل على رؤوس الأشهاد بل في كل مجلس يحل فيه. المهم أنني نشرت القصيدة في جريدة السياسة الكويتية وبعد فترة ليست بالبعيدة قمت بزيارة الأصدقاء في الرياض ووجدتهم يرددون هذه الأنشودة ويرقصون على إيقاعها في أغلب الأحيان. أما هو فقد تفاجأت يوماً بمن يوقظني وأنا في ضيافة الصديق الشاعر عبدالله الصيخان ويقول لي: قم أيها الجثة الهامدة اسقِ الورود (فالضيف أسوأ من المعزب) وقد قام هو بسقاية الورد وتشاجرنا حتى العراك كما كنا نفعل في بدء كل لقاء.
وذات (جنادرية) سابقة كان الضيوف يستقلون الحافلة إلى أحد النشاطات الثقافية لمهرجان الجنادرية وكان يجلس بجانبي الشاعر الكويتي الصديق حمود البغيلي الذي كان يغني بصوته الجميل أحد أبياتي فانبرى له شاعر عربي وقال له: اسكت يا حمود بيتك مكسور! وفجأة هبت بالحافلة عاصفة سوداء انقضّت على الرجل بقضه وقضيضه وكان صوت أبي عبدالرحمن يهدر كالرعد القديم موجهاً كلامه للشاعر العربي: لقد أخذتم منَّا التاريخ والجغرافيا والفن والعروبة فاتركوا لنا على الأقل الشعر، فنحن أربابه، فقد نبغ من هذه الأرض وأخذ يخبط بقدمه على أرضيّة الحافلة. ثم من قال لك أيها المبجل إن البيت مكسور أيها الجاهل. إنني قد أسكت عن كل شيء إلا (العروض) فقد كان يدرسنا أستاذ سوداني ضخم كان يمسك أحدنا من تلابيبه إذا ما أخطأ بالعروض أو النحو ويقذفه من نافذة الفصل.
ثم راح عبدالله يغني مع حمود بأعلى الصوت وهو يترنم بذلك البيت وكان يحدق بي (كالصلّ) ؛ لماذا تسكت عنه أيها (الضفعهْ؟!) ساعتها سألني أحد الصحفيين في الحافلة: مَنْ هذا (الخنفيش) يا أبا سامي؟، وهنا صرخت بالصحفي: مَنْ لا يعرف عبدالله نور؟!!
***
غاب عني عبدالله نور لحولين متتاليين ثم شهدته في أقصى صالة إحدى المحاضرات وكان يشير لي بإشارتنا المعهودة أن (نغزو) أحد الأصدقاء وغالباً ما كنا نتشاجر على الغنيمة ولكننا سرعان ما نهدأ إذا ما رددنا البيت:
(إذا ما غنمنا مغنماً صار قسمة..
ولم نتّبع رأي الشحيح المتارك)
***
في تلك الليلة (غزونا) الصديق حمد البراق ووجدنا لديه الصديق الشاعر سليمان الصقير الذي راح يصارع عبدالله نور للتأكد من قوته الجسدية وقد طرحه عبدالله أرضاً وهو يترنم بأحد أبيات (عنترة بن شداد)..
***
وذات ليلة حاولت استثارته بأنه لم يكتسب شيئاً، بل أن يدعي وفي الصباح جاءني وهو يحمل مخطوطة ضخمة بعنوان (قبيلة عنزة قبل الإسلام) وقذفها بوجهي قائلاً: أعرف أصلك أيها البدوي ثم اتبعها برواية وجه بين حذاءين، ورواية بذور الثعبان الضوئية؛ والراية السعودية ولهاث الشمس.. ولي تكملة معه.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved