* حائل - عبدالعزيز العيادة - :
نجح مواطن سعودي من حائل في شق طريقه نحو الثراء وعالم المال والأعمال في أمريكا، وسجل اسمه ضمن رجال الأعمال الناجحين والمميزين ولم يتأثر بأحداث 11سبتمبر رغم تعالي صيحات عدد من المقيمين العرب في أمريكا بعد الأحداث محولا أسباب الإخفاق من حوله إلى نجاح، كما فعل عند قدومه لأمريكا عندما حوّل عدم مواصلته للدراسة إلى نجاح لافت تجاريا بعد أن اتجه من أول عام يصل به بقصد الدراسة إلى تكوين معالم تجارته الأولى من خلال المشاركة بمزادات مبسطة، تاركا قاعات الدراسة ومتجها بعمق نحو المعادلات الحسابية عمليا.. ولم تكن أحداث 11 سبتمبر تعني له شيئا رغم عواصفها التي طوقت الكثيرين، بينما هو كان ولازال رجل أعمال سعودي متميز في أمريكا، فشعر خلال وبعد تلك الأحداث أن عليه واجبا وطنيا وإسلاميا مهما بالاستمرار والعمل بكل قوة وإيمان على إبراز صورة المسلم الحقيقية رغم كل ما حدث فتواصلت نجاحاته وتنامت تجارته وشكل رقما صعبا في قوة الإرادة وصدق التوجه واستطاع إبراز تحول إيجابي للنظرة الأمريكية الشعبية للسعوديين بعد الأحداث، خصوصا وأنه بقي يعيش ويعمل بتفوق في أمريكا قبل وخلال وبعد الأحداث وتشكل هذه القصة أنموذجا فريدا لنوعية مختلفة من رجال الأعمال الناجحين والمسالمين والذين أصبحوا يتفننون بأساليب التعايش الخيري والإنساني مع الجميع وفي مختلف اوجه الحياة، ورغم كل الظروف من حولهم رافعين دوما ومطبقين في تعاملاتهم الدين المعاملة تماما كما فعل تجار المسلمين الأوائل الذين جابوا بلاد العالم واستطاعوا أن يجذبوا الكثيرين للدين الإسلامي بتعاملهم.. إنه(أحمد) ابن الشيخ حمود المعجل الفرج، وقد قيل: ابن الوز عوام، والذي يعرف الشيخ حمود المعجل رجل الأعمال والخير الناجح أو والده لا يستغرب ولا يستبعد أن يكون احمد امتداد طبيعيا لتجربة تجارية وخيرية ثرية في بلادنا وفي بلاد الجبلين (حائل) أحفاد حاتم الطائي..وتواصلاً مع حلقات (وجوه حائلية) تتوقف (الجزيرة) هذا اليوم أمام قامة خيرية رائدة أصبح فيها الشيخ حمود المعجل مثلا نادرا في العطاء والمواطنة الحقة والقدرة على التأثير الإيجابي في بناء مجتمع أفضل شعاره الإنتاج والتطور ولكي لا أطيل عليكم التفاصيل في هذه الحلقة الثالثة، والتي خصصت لرجل الخير ورجل الماء الشيخ حمود بن معجل الفرج.. تابعوها ففيها مواقف وجوانب مثيرة وفريدة وأخرى تنشر لأول مرة.
لا للفردي.. نعم للجماعي
إنها حكمة الكرماء الذين يبحثون دوما عن فائدة للكل وليست فائدة فردية محدودة، إنها الحكمة التي أصبحت منهجا لأعمال الشيخ حمود المعجل الخيرية وفيها إشارات جديرة بالتأمل والمقارنة لكثير من وجوه الخير الحالية، وفي هذا الصدد يؤكد الشيخ المعجل أنه رجل بنظرة دقيقة للأشياء خصوصا في زمن اصبح التسول مهنة من لا مهنة له، وأصبحت بعض الأمور لا تسير في اتجاه الحقيقة وقد طرق عمليا عدة أبواب خيرية رائدة وبعضها غير مسبوق في أعمال الخير واستفادت منها مناطق واستفاد منها كثير من الناس حتى أصبح أول فائز بجائزة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل للأعمال الخيرية في أول عام لإنشائها ونال شرف الجائزة، بل وصل إلى الجائزة الأخرى، وهي جائزة محبة الناس في حائل وفي كثير من مناطق المملكة وتبرز سماته الأخلاقية العالية والتي يأتي على رأسها التواضع والبساطة والنأي عن مواضع الاختلاف أو التشكيك إلى ما هو واضح وجلي وبعيد عن التأويلات، وهذا يجعلنا نستعيد التاريخ ونتساءل.. لماذا على مدى هذا الزمن الطويل لم يسمع عنه إلا الذكر الحسن؟ ولماذا لا يوجد له أعداء أو خصوم حيث هو الإنسان الناجح والعضو الفعال في مجتمعه ووطنه وناسه.. كلها أسئلة إجابتها إجابة واحدة.. لأنه حمود المعجل بعطاءاته وإسهاماته في وجوه الخير وخدمة الوطن والمواطن!!
تبرع بلا إرهاب
بالفعل انه إنسان استثنائي ليس لأنه يبذل المعروف كغيره من آلاف الطيبين في أرضنا الطيبة ولكن لأنه من القلة الذين يتصدقون مما يحبون ولا يستكثر على الخير أي شيء مهما كانت له أهمية في ماله أو أولاده، فكان أن تبرع لوجه الله للجمعية الخيرية بحائل بعمارة خمسة أدوار قيمتها تتجاوز خمسة ملايين ريال لتنتقل معها الجمعية الخيرية إلى مرحلة اكثر تطورا وقدرة لأداء مهامها الخيرية ولم يكتف بذلك بعد تبرعه بل قام بعمل وتنفيذ مصاعد كهربائية بنفس المبنى من أجل أن يساعد ذلك بوصول عوائد الجمعية المالية إلى أعلى مستوى، ثم كان له وقفة دعم كبيرة للجمعيات الخيرية بالمنطقة ببناء مقرات حديثة لها على حسابه الخاص لتكون مقرات خيرية رائدة تستطيع أن تطور خدماتها وتوسع أعمالها ولا عجب أن هتفت حائل له بالحب من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها ورددت جبه صدى المحبة في الغزالة وعانقت سميراء فرحة الشملي بوجود رجل الخير والبناء الشيخ حمود المعجل وهذا يقودنا إلى زاوية مهمة في العمل الخيري والتي وقع بها عدد من الخيرين بدون قصد واستغلها الكثير من المنتمين للفئات الضالة، وراح ضحيتها بشكل مباشر أو غير مباشر أرواح بريئة مسلمة من أبناء الوطن والأشقاء العرب والمسلمين ومقارنة منهج الشيخ حمود المعجل الخيري مع غيره، وكيف نجح بالابتعاد عن كل تلك المزالق الخطرة، وكيف لازال نهرا خيريا متدفقا بالعطاء بلا تردد ولا كلل ولا حساب!!
كتاب الله بالقلب
وعندما نصل إلى الحديث عن كتاب الله فإن جمعية تحفيظ القرآن الكريم ستكون أمامنا وسيكون الفعل الفريد من الشيخ حمود المعجل ماثل أمامنا بكل تفاصيله خصوصا وقد تبرع بعمارة سكنية وتجارية لجمعية تحفيظ القرآن الكريم وجعل من الاهتمام بالقرآن إلى ما هو اشمل من دعم الجمعيات وحفظة كتاب الله ماليا إلى الاهتمام بتشجيع حفظه من أبنائه وبناته ويكفي أن نذكر للدكتورة نادرة حمود المعجل حفظها لأكثر من اثني عشر جزءا من القرآن لنكشف مدى عمق إيمان هذه الشخصية للشيخ حمود المعجل ومدى قوة تمسكه بكل ما يخدم كتاب الله ويطور أعمال جمعية حائل لتحفيظ القرآن، وقد امتد دعم الشيخ حمود المعجل لتقديم العون السنوي للجمعيات الخيرية بمبالغ كبيرة تتجاوز مليون ريال سنويا فضلا عن دعم سنوي للجنة رعاية أسر السجناء والمفرج عنهم وكان تجهيزه لمباسط الخضرة ودعمه للسجناء المفرج عنهم دليلا على عشقه للتحدي وبناء مستقبل جديد لمثل هؤلاء، كما تبرع بعمارة لتوعية الجاليات كانت نافذة مضيئة لهداية وإسلام المئات من الوافدين الذين كانوا يجهلون كل شيء عن الإسلام، وبجهود أعضاء الجاليات بحائل أصبحوا بعد توفيق الله من المسلمين.
الكلمة الطيبة
يجهل الكثير من أهالي حائل جوانب عديدة من حياة أبرز رجل خير بالمنطقة رغم أن اسمه أصبح يحفظه الصغير قبل الكبير ورغم هذا فالكل يجمع على أنه صاحب الكلمة الطيبة ودائما لا يسمع منه إلا كل طيب بل أن جهل البعض يجعله لا يعلم عن جوانب تفوقه التجاري منذ الصغر حيث ورث المهارة من والده وجده وكان كثير الأسفار للشام والعراق والأردن يجلب البضائع ويبيعها وتنامت تجارته وأعماله وعقاراته بعد أن سكن واستقر بالعاصمة الغالية الرياض قبل أكثر من خمسة وأربعين عاما شهدت خلالها كتابة بماء الذهب اسمه كأحد الأسماء الكبيرة ومتميزة في عالم المال والأعمال والخير ومع هذا لم تغب حائل ولا أهلها عن ذاكرة الشيخ الوفي لوطنه ومنطقته الصغيرة فكان أن تجاوب وأعطى بسخاء لأوجه خير متنوعة وما زال!!
مشاريع إنمائية
وقد وسع الشيخ حمود المعجل آفاق العمل الخيري في بلادنا واستطاع أن يكسر قاعدة كانت قائمة إلى وقت قريب بحصر أعمال الخير في جوانب محدودة كإقامة جامع ومسجد أو تبرع مالي لأسر محتاجة إلى ما هو أشمل وأكبر ويبقى كالصدقة الجارية، وذلك حينما وجد أن هناك قرى في حائل تئن تحت وطأة العطش ولا يوجد لديها مصادر ومورد مائي يسقي أطفالها وعجائزها فكان أن تجاوب سريعا وبلا إلحاح من الدال على الخير فتبرع بمبلغ يقترب من العشرة ملايين ريال ليقيم خلاله مشروعا خيريا لحفر الآبار في النفود وجلب الماء عبر الخط الناقل لست قرى على رأسها: قنا وأم القلبان والمندسة والطوال وروض جبه ورجامه رغم المسافة الطويلة بين الآبار وبين تلك القرى.
وقد تجولت (الجزيرة) على جوانب المشروع والذي يعد مشروعا فريدا ومتكاملا ويعبر عن إرادة رجل كريم وشجاع حول المستحيل إلى سهل وحول مرارة الحاجة لدى أهالي تلك القرى إلى عذوبة وفرحة ولم تمنع الكثبان الرملية في النفود قيام هذا المشروع بتحدٍ كبير تتجاوز خلاله عزيمة الشيخ حمود المعجل كل العقبات لتعانق المياه العذبة مشاعر أهل تلك القرى الكرماء والذين لازالوا يرددون بوفاء كل معاني الشكر لهذا الحاتمي الكريم!!
خدمة المرأة الحائلية
اظهر الشيخ حمود المعجل بعداً حضارياً في عطائه الخيري ووقفته مع نساء الوطن وكأنه يؤكد على أهمية الدور المؤثر للمرأة في مجتمعنا حاليا وضرورة وقوف الجميع لدعمها ووصولها للنجاح المأمول لتكون عنصرا فعالا في بناء حاضرنا ومستقبلنا وكان ركيزة أساسية لقيام واستمرار جمعية أجا النسائية الخيرية بحائل مستثمرا الدعم الذي وجده من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل وصاحبة السمو الأميرة هالة بنت عبدالله آل الشيخ حرم أمير منطقة حائل، فأقام مبنى على نفقته ليكون مقرا دائما وملكا لجمعية أجا الخيرية النسائية بحائل وذلك بتكلفة تجاوزت اكثر من مليون ريال بعد أن كانت الجمعية في مقرات مستأجرة ومؤقتة ودعم برامج الجمعية المختلفة وكان صوتا داعما للمرأة الحائلية في كل مجالات العمل والإبداع وفق تعاليم ديننا الإسلامي وتقاليدنا العربية.
دعم الصحة ووحدات الغسيل
وقد اتسعت شمولية العطاء عند الشيخ حمود المعجل إلى مجالات مهمة في حياة الحائليين ومنح الصحة جل اهتمامه وأسهم بماله ومتابعته في تطوير وتحسين جوانب من الخدمة الصحية بالتبرع بالأجهزة الطبية المساعدة ومنها تبرعه السخي بمجموعة من وحدات غسيل الكلى في العديد من المستشفيات بمنطقة حائل وخصوصا في بعض المدن والمحافظات التابعة للمنطقة والتي كانت لا تحتوي على وحدات غسيل للكلى، فكان أن تغيرت أحوال المرضى في تلك المواقع والذين كانوا يضطرون إلى السفر بشكل مستمر إلى حائل من أجل إجراء الغسيل كما تبرع لنادي الطائي بأجهزة طبية لوحدة العلاج الطبيعي بالنادي بمبلغ تجاوز عشرة آلاف ريال وتبرع لعدد من المدارس بالمنطقة وتبرع بإنشاء صندوق الشيخ حمود المعجل الخيري بحائل لدعم اوجه الخير بالمنطقة وتبرع لعدد من الفعاليات الثقافية بالمنطقة وتبنى مصاريف إقامتها بالكامل.
حائل تنادي!!
وفي مجال العمل الخيري الذي يخدم الكل يبرز أمام الأنظار الحاجة الماسة التي تعاني منها حائل حاليا عبر إيجاد مراكز عيادات متخصصة يتواجد بها استشاريون متخصصون يستطيعون اكتشاف أسباب الأمراض وعلاجها قبل أن تستفحل ويكونوا عونا مباشرا للعيادات بالمستشفيات والتي يشتكي منها الكثير من المرضى والمراجعين للضغط المضاعف عليها وقد بادرت (الجزيرة) بتبني مقترح بإنشاء مقر نموذجي للعيادات التخصصية يكون إمَّا في مساحات الفضاء في مستشفى حائل العام أو مستشفى الملك خالد وقد تفاعلت مديرية الصحة بحائل ويبقى دعم المشروع بمبادرة خيرية عاجلة تسهم بإيجاد هذا الصرح الطبي لخدمة المرضى خصوصا، وقد أكدت مديرية الصحة بحائل حرصها على دعم مثل هذه المراكز الطبية الخيرية بالكوادر الطبية اللازمة بعد الانتهاء من إنشائه ويبقى تفاعل الشيخ حمود المعجل مع مثل هذا المشروع مهما وليس مستغربا خصوصا وهو رجل الخير المبادر دائما لكل ما يطور المنطقة ويعلي من شأنها ويتوافق مثل هذا المشروع الخيري مع حكمة ومنهج الشيخ حمود المعجل الخيري والذي يتوقع معه تفاعله المثمر كعادته مع مشاريع الخير بالمنطقة والوطن.
الخاتمة
باختصار إنه رجل حائلي المنشأ، متسامي الطموح تدفعه وطنيته وعشقه لتراب الوطن وللقيادة الحكيمة بأن يمنح كل شيء وأغلي شيء لأهله وناسه، وأن يعيش هموم غيره وكأنه هو من وقع فيها ليجعل من شخصيته عنوانا مشرفا للمنطقة وامتدادا لأولئك الكرماء الذين ورثوا من حاتم الطائي كريم العرب الشهير ابن حائل كل خصاله الرائعة والباقية في ذاكرة التاريخ، ويكون بالفعل قدوة ومثالا للأجيال القادمة والعاشقة حد الهيام بعروس الشمال حائل!!
|