هذا التحقيق أكمل في مكتبي شهره الرابع عشر!! ومع ذلك رفض مرارا الخروج بإصرار بالغ.. والغريب أنني حملته معي من درج إلى آخر.. ومن مبنى إلى مبنى.. ومع ذلك لم أمله.. ولم يملّني وطيلة عمره الذي قضاه معي.. كان يعرض على نفسه بأدب جم وصبر بالغ.
* ذات مرة كنت في الكويت وبالتحديد في العام الماضي وهناك التقيت بالطير المسافر - ياسر الروقي - ومع ابن الروقة تحدثنا طويلا عن المذيع الجديد الذي غزا سوق الأذن في العالم العربي عن طريق المذياع الكويتي.
وكان حديثا طويلا استغرق أكثر من ساعة.. التقط منه بعض المقاطع مع اعتذاري لفوات مناسبة بعضها.. والنوم العميق الذي قضاه هذا التحقيق لدى
ياسر كيف بدأت!
بداية ياسر الروقي كصوت قديمة كبداية محاولاتنا الإذاعية في الثبات والبقاء يقول عنها ياسر:
عملت في الحفل الإذاعي من عام 56-57 ميلادي وكنت أعمل في أدوار بسيطة كانت تؤلف وتخرج في الإذاعة بجدة واستمررت أعمل في هذه الأدوار حتى عملت الأيام على صقل صوتي وأنا لا أشعر وهيأتني لأن أكون مذيعا أسوة بزملائي وكانت أدوار بسيطة كان أهمها قيامي بأداء تمثيلية بعنوان - رحلة صيد - وقد أخرجها الأستاذ عباس غزاوي السفير الحالي في تشاد وكانت وقتها الإذاعة في مكة.
وبدأ ياسر يشق طريقه ثم انتقل كمذيع في تلفزيون المدينة المنورة مدة ستة شهور.
وبعد يا ياسر..!!
طلب مني العمل في الحقل الإذاعي والتلفزيوني بإذاعة الرياض كمنتدب وبعد أن مرت فترة الانتداب عينت في الرياض وبقية سنتين! وفي إذاعة الرياض كان لياسر قصص أنهاها بالعمل في إذاعة الكويت.. يقول ياسر:
اجتهدت في عملي حتى كونت شعبية بين المستمعين ولكنني انتقلت للكويت.
* وغير ذلك!؟
تبقى الحقيقة الإذاعة السعودية تعتبر مدرسة لتوفر التنافس بين المذيعين وبالتالي سعة صدرها وإتاحتها الفرصة لكثير من القدرات.
* وعيوبها؟!
- سابقا كان من أهم عيوبها احتكار البرامج المنوعة لمذيعين معينين.
* وياسر الروقي بعد مرحلة التحرك التي بدأها ماذا يربطه بوطنه؟!
- قال لي حنيني إلى بلادي العزيزة التي أصبحت محط أنظار العالم العربي والإسلامي ومصدر فخر لي كسعودي.
* أما العمل:
- العمل صرفت النظر عن ذلك مع أن أحد المسؤولين قد عرض على العودة ورحب بي في أي لحظة أعود.
وبلا شك فأن ياسر لابد أن عاش كثيرا مع عدد من المذيعين في إذاعة وتلفزيون الرياض ولا بد أنه يحمل لهم آراء معينة.. د. عبدالرحمن الشبيلي في نظر ياسر مذيعا وطنيا يعتز به.
على النجعي: مذيع نشيط وطيب..
محمد الرشيد أحبه لنشاطه..
خالد اليوسف: مذيع تلفزيون!
* والمذيعات..
أظن فيه مشتركات فقط فمها إبراهيم صوت إذاعي يعتبر من خيرة الأصوات والخامات الإذاعية.
وفي الغربية شيرين شحاتة مذيعة جيدة ومثقفة.
هل نجح الروقي!!
وفي الكويت يتحدثون عن نجاح ياسر الروقي.. ومدى ما يلاقيه من شعبية هناك.. فصوته أصيل كما قيل عنه حيث وصف صوته ناقد فني بأنه من أنقى وأغلى الأصوات.
ويقول ياسر..
وكنت واثقا من نجاحي كما أن المسؤولين كانوا واثقين من ذلك فأول ما التحقت بالإذاعة أعطيت نشرة الأخبار وهي أخبار الظهيرة في الساعة الواحدة.. وأنت تعرف أهمية هذه النشرة بالنسبة لنا وبالنسبة للمستمعين في جميع أنحاء العالم العربي.
والآن أين موقف الروقي من بين مذيعي الإذاعة الكويتية مذيع درجة أولى:
يقولها ياسر وهو يعتدل في جلسته.. ويضيف ومذيع درجة أولى يعني وجود مساعدين له في عمله الإذاعي لم يصلوا بعد إلى مذيعي درجة أولى.
الحديث قد يكون اكثر خطافية وسرعة.. ولكنه لابد منه لتحية هذا البدوي الشاب الذي فرض نفسه على الآذان واثبت القدرة الإذاعية السعودية في العالم العربي مع المذيعين الآخرين من زملائه.
|