لمن العيون دوامع وذوارفُ؟
بمن الدموع هوامل وسواكفُ؟
ما للوجوه ذوابل وجناتها؟
ما للقلوب خواشع ورواجفُ؟
أرأيتَ قومي كيف أُفزِعَ شملُهم
لما نعى الناعي الفجيعُ الآسفُ
رحلت لطيفةُ.. ثم حشرج صوتُه
ومضى يداري دمعه ويكفكفُ
رحلت.. وباتت في الحناجر غصةٌ
ودهى القلوب جوًى وحزنٌ عاصفُ
ساد الوجومُ فلست تسمعهم سوى
إجهاش باكٍ بالرضا يستخلِفُ
ونشيجُ ثكلى أثقلتها آهةٌ
زفرت بها حرّى... وجُرحٌ نازفُ
أرحلْتِ حقاً يا لطيفةُ؟.. أينها
مَن باللطافة والبشاشة توصَفُ؟
أين الأمومةُ إذ تفيّأَ ظِلَّها
أبناءُ برٍّ.. والبناتُ.. ونايفُ؟
أين التي بالبرِّ يشهد والرضا
أمٌّ حَنَتْ.. وأبٌ رؤوفٌ عاطفُ؟
بل أين أحلام وقرةُ أعينٍ
لأبي بنيها؟... أين ظلٌّ وارفُ
غابت.. وغابت بسمةٌ بشفاهنا
وأدامَ فزعتَنا زمانٌ واقفُ
صبراً بني قومي فإنَّ عزاءَنا
أجرٌ يرَجَّى للصَّبور مُضاعَف
فاجعلْه يا ربَّاه عقبى صبرِها
يَثْقُلْ به ميزانُها وصحائفُ
واغفرْ لها.. وارفعْ لها الدرجاتِ في
جناتِ عدنٍ غرسُهنَّ خرائفُ