* كتب - عبدالله الهاجري:
قد لا تجد أحداً في منطقة عسير لا يجيد الغناء والتغزُّل في الهواء والجبال وصناديد الرجال ..وفي عسير، بادية وحضراً، يشعر الإنسان بصوته مع ارتفاع الجبال حين يرجع الصدى إليه ..ويعشق أهالي عسير الغناء فيجعلونه (قوت) يومهم وبلسمهم أثناء العمل، وقديماً كانوا يُغنون وهم يزرعون ويرعون أغنامهم ويغنون (كثيراً) في وقت الحرب والسِّلم والأعراس، وحتى في لحظات (الختان) الحاسمة.وتوارثت الأجيال هذا الصوت العذب وتشعَّبت الألحان والرقصات حتى بات يجيدها الطفل والكَهْل ..وتتميّز (عسير) بموروثها الشعبي الذي (ميَّزها) بل إنّها تملك موروثاً ضخماً لم يحفظه أحد حتى الآن ..ورغم توارث الأجيال لهذه الألوان المتمازجة إلاّ أنّها تقلّصت مع انحسار الزراعة والرعي وانعدام مراسيم الختان واقتصار الغناء على (أفراح الزواج).ويمتلك أهالي عسير أصواتاً (جميلة) رجالاً ونساءً، وهم بذلك يقاسمون الجبال ارتفاع الصوت والسهول اخضرارها.وتتعدّد الألوان الشعبية هناك فلا يمكن حصرها هنا، ولكن أشهرها (العرضة, الدمَّة، القزوعي، الدوَّارة، الخطوة، الزَّحفة)، وتجيدها قبائل دوناً عن الأخرى مستخدمين فيها حركات موحدة وإيقاعاً (يميِّز) كلّ لون وألحاناً هي الأخرى تختلف من لون لآخر، ولا مانع من الرقص بالسيوق والخناجر والبنادق إمعاناً في الفرح.
|