* بريدة - محمد الحنايا:
يظل سمو ولي العهد غرة في جبين هذا الوطن، فلم يكن الأمير سلطان بن عبد العزيز بحسه وفكره وجوارحه بعيداً عن معاناة أبنائه ولم يكن - حفظه الله - بمنأى عن تطلعاتهم وآمالهم، بل كان دائماً وأبداً ضمن الصف داعماً ومؤازراً ومباركاً لكل عمل بناء يسهم في تعزيز مسيرة الخير في وطن الحب والعطاء حتى أضحى سموه علامة بارزة، وأنموذجاً مشرفاً يحكي ويجسد وفاء القيادة لأبنائها، والتناغم معهم بما يكفل الوصول إلى أسمى الغايات وأجلها.
ولعل مركز الأمير سلطان لطب وجراحة القلب بالقصيم الذي أقيم على نفقة سموه الكريم يؤكد الدور الريادي لهامة من هامات الوطن النابض بالعطاء المتدفق الذي يستهدف الإنسان ليجعل منه بناءً متكاملاً وعضواً فاعلاً ومؤثراً في أسرته ومجتمعه ووطنه.
والمركز رغم أن عمره الحقيقي لم يتجاوز العامين والنصف تقريباً إلاّ أنه حقق نجاحات باهرة أحالت الحلم إلى حقيقة وواقع حي من خلال عمليات القلب المفتوح التي تجرى فيه بكل كفاءة واقتدار حتى بلغ مجموع هذه العمليات أربعين عملية أعادت بفضل الله وتوفيقه ثم بدعم سمو الأمير سلطان البسمة لأصحاب القلوب العليلة الأمر الذي جعل من مركز الأمير سلطان علامة مضيئة اختصرت الزمن وتبوأت مراتب الشرف في سجل القطاعات الصحية في المملكة عموماً وصحة القصيم على وجه التحديد.
داوى القلوب بحبه
المدير العام للشؤون الصحية في منطقة القصيم الدكتور هشام بن محمد ناضرة تحدث عن المركز قائلاً: إن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظه الله داوى قلوب المرضى بحبه وعطفه وحنانه وروح أبوته قبل مشرط الطبيب، فأمير الإنسانية له في كل مشهد مواقف ماجدة تجسد استشعاره الدائم لرسالته في إطار منظومة الحياة وحسه المفعم بروح المواطنة والانتماء وهذا المركز إنما يمثل حلقة في سلسلة متواصلة من عطاءات سموه الكريم لأبنائه المواطنين.
وأضاف د. هشام مؤكداً أنه في كل يوم يشاهد متعافى بإرادة الله ثم من خلال المركز يتذكر الدور الرائد لصاحب البذرة الأولى التي ترعرعت ونمت فأثمرت هذه النجاحات الطبية التي أصبحت مثار إعجاب الكثيرين.
وقال الدكتور ناضرة: إن شكره العظيم لسمو ولي العهد لا ينقطع.. مشيداً بالدور البناء لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم من خلال المتابعة والاهتمام والدعم المستمر لهذا المشروع الحيوي المهم.. ممتدحاً تفاعل معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع وحرصه على تعزيز دور المركز ودعم إمكاناته الفنية والبشرية.
بدايات المركز
وتطرق الدكتور هشام إلى بدايات وعمر المركز مشيراً إلى أن ارتفاع عدد الإحالات إلى خارج المنطقة، وارتفاع التكاليف العلاجية وزيادة معاناة المرضى دفعت إلى عرض فكرة إنشاء مركز قلب متخصص على أنظار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين الذي لم يتوان في دعم الفكرة وتبرع بمبلغ أربعة وعشرين مليون ريال لهذا المشروع، وكوَّن على الفور لجنة إشرافية عليا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، وتم العمل على المرحلة الأولى وهي التخطيط والدراسات والإنشاءات للمبنى والتجهيزات الطبية اللازمة للتشغيل، ثم دخلت المرحلة الثانية وهي التشغيل الطبي للمركز وكان ذلك في يوم لن ينساه أهالي منطقة القصيم لسمو الأمير سلطان لرعايته وتشريفه بوضع حجر الأساس لهذا الصرح الطبي في 10- 7-1422هـ ولم يمض أكثر من سنتين إلا ويقوم سمو الأمير سلطان بالافتتاح الرسمي للمركز في 19- 7-1424هـ والبدء في عمل أول حالة قسطرة قلبية ناجحة.
وتطرق الدكتور هشام إلى المرحلة التي أعقبت ذلك موضحاً أن الإدارة العامة للشؤون الصحية بالمنطقة كانت تطمح إلى استمرار ذلك الوهج والبحث عن المزيد من فرص النجاح عبر موارد مالية كافية ودائمة بعد أن استطاع المركز الوقوف على قدميه بكل اقتدار حيث تمت مخاطبة مقام وزارة الصحة بطلب تشغيل ذاتي للمركز وقد تمت هذه الخطوة القيمة بدعم سمو أمير القصيم وجهود معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع وبناء عليه جاء تحديد الخطة التشغيلية للمركز بأربع مراحل وهي: الأولى: عمليات القسطرة التشخيصية، الثانية: عمليات القسطرة العلاجية، الثالثة: عمليات جراحة القلب المفتوح، الرابعة: قسطرة وجراحة قلب الأطفال وكهربائية القلب ورفع الطاقة السريرية إلى 100 سرير.. كما تم التعاقد مع كادر طبي يستطيع القيام بأعمال المرحلتين الأولى والثانية إلى جانب تأمين الأجهزة والمستلزمات والمستهلكات والأدوية من مخصص البرنامج ومن دعم ولي العهد حفظه الله.
أما المرحلة الثالثة المتمثلة في جراحة القلب المفتوح للكبار فقد بدأت منذ ما يقارب العام وحقق فيها المركز نجاحاً كبيراً ولله الحمد توضحه الأرقام التي وصلت إلى قرابة الأربعين.
في حين أن المرحلة الرابعة وهي قسطرة وكهربائية وجراحة القلب المفتوح للأطفال والتي تحتاج إلى تجهيزات طبية متكاملة وفي حالة توافر ذلك سيشكل هذا الأمر نقلة نوعية مستقبلية تخدم المرضى في المنطقة وعموم أنحاء المملكة.
الدور الكبير
وأكد مدير عام الشؤون الصحية على الدور الكبير الذي يبذله سمو أمير المنطقة وسمو نائبه في سبيل إنجاز المرحلة الرابعة من هذا المشروع.
وقال المشرف العام على المركز الأستاذ تيسير بن عبد العزيز العتيق: إن مركز الأمير سلطان لطب وجراحة القلب في منطقة القصيم أصبح الآن ولله الحمد بفضل من الله ثم بفضل صاحب الأيادي البيضاء سلطان بن عبد العزيز غرة في جبين الخدمات الصحية في المنطقة فالمركز يسير بأفضل مما خطط له مختصراً مسافات زمنية طويلة وقد لا يتوقع ذلك إلاّ من وقف على حجم الإنجازات والنجاحات المتزايدة يوماً بعد يوم ويكفي أن نقول إنه تم في غضون أقل من عام واحدٍ فقط إجراء (40) عملية قلب مفتوح.
أما عدد المرضى الذين تم تنويمهم في قسم القلب فقد بلغ 1841 في حين بلغ عدد المرضى الذين نوموا في العناية القلبية المركزة 1649
كما بلغت حالات القسطرة 1183 وحالات القسطرة التشخيصية 790 والقسطرة التداخلية 393 وعدد منظمات القلب الدائمة 46 كما بلغ عدد منظمات القلب المؤقتة 51 وبلغ 25 CABG حالة وبلغ 59722 TOTALECG وبلغ 4904TOTALECHO
وتطرق الأستاذ تيسير العتيق إلى عدد الأسرة في المركز موضحاً أنها تشتمل على: العناية القلبية المركزة CCV وسعتها ثمانية أسرة.
ووحدة العناية القلبية CHU ستة أسرة، وقسم القلب 30CW سريراً، وقسم جراحة القلب (6) أسرة وإجمالي عدد الأسرة 50 سريراً.
أما الخطة المستقبلية فتتضمن: زيادة عدد أسرة قسم القلب إلى (50) سريراً وإحداث قسم للأطفال بطاقة سريرية 20 سريراً شاملة أسرة جراحة القلب للأطفال، استحداث عدد (10) أسرة لمرضى كهربائية القلب.
وأكد العتيق أن الخدمات والمستوى لمرضى القلب عالية التكاليف شديدة الاعتماد على المتغيرات في التقنية الطبية والتدريب الطبي والسوق العالمي للقوى العاملة والمتغيرات الاقتصادية مما يستدعي الدعم الدائم والمستمر واليد الحانية خصوصاً في هذا المجال الذي يحتاج إلى التطوير المستمر لمواصلة النجاح.
وأشاد العتيق باهتمام سمو أمير المنطقة وسمو نائبه ومعالي وزير الصحة وبمواقف المدير العام الدكتور هشام ناضرة المشرفة.
شكر وامتنان
من جانبهم عبر المرضى المستفيدون من المركز الذين يتلقون العلاج حالياً داخل المركز وهم عبد الكريم الطناني، فريح الحربي، علي الطريقي، عبد الله الشمري، تركي الحربي، صالح الذويخ، محمد السمحان، محمد سرداد عن بالغ شكرهم وعظيم امتنانهم لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز على تفضله بهذا المركز الذي جاء من نفس نفيسة تنظر إلى أبناء هذا الوطن بعين حانية وروح أبوية.
وقالوا: إننا لا نملك إلاّ الدعاء الصادق أن يجعل هذا العمل النبيل في ميزان حسنات سموه الكريم وأن يحفظه ذخراً لأبنائه مؤكدين أن المركز رفع عنهم معاناة المرضى وأعباء العلاج وتكاليفه التي كانت تقض مضاجعهم، مشيدين بكفاءة وإمكانيات المركز المهنية والتقنية وقدرات العاملين، مثمنين لأجهزة المركز الإدارية حرصهم الدائم على تقديم أرقى وأفضل الخدمات.
كما أعرب المواطنون في منطقة القصيم صالح بن حمد الفضل، محمد بن عبد الله السماعيل، عبد الله علي العجلان، علي بن سليمان المقبل عن تقديرهم المتعاظم لسمو الأمير سلطان على هذا العطاء الخير ولوزارة الصحة ممثلة بمعالي الوزير الدكتور حمد المانع جهودها، مؤكدين أن سمو ولي العهد وضع البذرة الحقيقية لهذا الصرح الطبي المتألق.
كما تمنوا من سمو الأمير سلطان التوجيه بإكمال المرحلة الرابعة من المشروع والتي ستكون فيما لو تحققت على يد سموه هدية عظيمة ينتظرها أبناء القصيم بشغف كبير لتدفع بالمركز نحو مشارف المجد والإنجاز.
|