* بريدة - بندر الرشودي:
يعد مجمع الأمير سلطان للمتفوقين بمدينة بريدة ظاهرة تربوية فريدة على مستوى المملكة، نبعت فكرتها من خيال صاحبها المربي الفاضل الأستاذ صالح بن عبد الله التويجري المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة القصيم، وباركها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، وبلورتها ودعمتها وزارة التربية والتعليم، لتتحول الفكرة من حلم إلى واقع ملموس يحتضن المتفوقين من الصف الخامس حتى الثالث الثانوي.
ويضطلع المجمع برسالة سامية تتمثل في العناية بالمتفوقين من خلال تقديم تعليم تربوي بأسلوب يواكب التطور العلمي والتقني؛ ليشكل منظومة نموذجية متكاملة تثري الطالب وتحقق مخرجات متميزة ذات فعالية عالية، مزودة بالقيم الإسلامية معرفة وسلوكاً وممارسة، ومكتسبة المعارف والاتجاهات النافعة، وقادرة على التفاعل الإيجابي مع معطيات العصر.
برامج إثرائية منهجية
ويتبنى المجمع الأسلوب الإثرائي المتضمن تقديم برامج إثرائية منهجية تعزز معلومات الطالب في مفردات إضافية للمنهج الدراسي، إضافة إلى تنظيم ملتقيات إثرائية متعددة المجالات؛ حيث يقدم ما لا يقل عن (150) دورة طلابية في العام الدراسي، مقسمة على فصلين، يشترك فيها الطالب بما يتلاءم مع قدراته وميوله، وتهدف إلى تنمية قدرات الطلاب وتطوير مهاراتهم. ويقدم الدورات نخبة من المتخصصين في المهارات الذاتية، وكذلك في المجالات العلمية وفي مهارات التفكير والموهبة والمجالات الاجتماعية والأمنية والطبية وغيرها.
وتسعى إدارة المجمع إلى دعم مسيرته من خلال التواصل والتعاون مع مؤسسات تربوية متميزة من أجل الارتقاء بالطالب نحو آفاق أوسع من التميز والإبداع، ومن أبرز هذه المؤسسات التربوية:
* النادي العلمي السعودي بجدة:
حيث يعد المجمع عضواً بارزاً فيه ومشاركاً فاعلاً في برامجه ورحلاته الداخلية والخارجية.
* مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين:
وهناك تعاون مستمر بين المجمع والمؤسسة من خلال تنظيم برامج خاصة بالموهوبين تشرف عليها المؤسسة وتمولها لرفع مستوى الطلاب وتطوير قدرات الموهوبين منهم.
* قسم رعاية الموهوبين بتعليم القصيم:
يشرف القسم على العديد من البرامج المستهدفة لفئة الموهوبين بالتنسيق مع معلمي الموهوبين بأقسام المجمع الثلاثة.
نظام القاعات الدراسية
وقد انتهج المجمع مساراً جديداً يتمثل في تطبيق نظام القاعات الدراسية بدلاً من الفصول؛ حيث يتنقل الطالب بينها طالباً للعلم، حيث هُيِّئ لكل معلم قاعة أو معمل خاص به.
كما حرص المجمع من خلال دعم رجال الأعمال وأولياء الأمور على تجهيز العديد من القاعات الدراسية والمعامل المتميزة بأحدث الوسائل التعليمية، ومن أبرزها معامل خاصة بتعليم القرآن الكريم والحاسب الآلي واللغة الإنجليزية وغيرها.
النادي العلمي
ويتضمن هذا الصرح التربوي نادياً علمياً مهمته نشر ثقافة الاختراع والابتكار وترسيخها في نفوس الطلاب. وقد حقق النادي نجاحات جيدة تمثلت في ابتكار بعض الطلاب لاختراعات متنوعة، ويسعى المجمع الآن لاستخراج براءات اختراع لإبداعاتهم. كما يضم المجمع بين جنباته مرصد بريدة الفلكي الذي أنشئ على نفقة الشيخ علي بن عبد الله الراشد؛ أحد أعيان بريدة، ومهمته رصد الظواهر الفلكية وبث ثقافة الفلك في أوساط المجتمع من خلال فتح أبوابه للزيارات الخارجية، إضافة إلى رسائل الجوال التثقيفية التي تصدر عن المرصد لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع.
مخرجات إيجابية
وقد حقق المجمع عدداً من المخرجات الإيجابية التي تمنح الفكرة شهادة نجاح، وأبرزها حصول طالب من المجمع على المركز الأول في اختبارات الثانوية العامة على مستوى المملكة العام الماضي، كما يواصل طلاب المجمع حصولهم على مراكز متقدمة في قائمة أوائل الطلاب في اختبارات الثانوية العامة على مستوى مركز القصيم. كما يشكل طلاب المجمع نسبة 20% من طلاب كلية الطب، و40% من طلاب كلية الهندسة بجامعة القصيم.
هذا، وقد حظي مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة بإشادات واسعة من قِبل الشخصيات البارزة والوفود الزائرة، ولعل من أبرزها تأكيد معالي وزير التربية والتعليم الأستاذ الدكتور عبد الله بن صالح العبيد أن المجمع نواة لصروح تربوية تُعنى بالتفوق وتدعم الموهبة، إضافة إلى إشادة سمو نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات الأمير الدكتور خالد بن عبد الله المقرن الذي زار المجمع وأبدى إعجابه بما شاهده من برامج إثرائية تجعل المبدع أكثر إبداعاً والمتفوق أكثر تفوقاً.
تعميم الفكرة
كما طالب رئيس المجلس العربي لرعاية الموهوبين بالأردن الدكتور فتحي جروان بتحويل المجمع إلى أكاديمية للموهوبين والمتفوقين، مؤكداً أن ذلك بات مطلباً ملحاً في ظل توافر عناصر النجاح، كما أشار إلى أهمية تعميم الفكرة داخل المملكة وخارجها، سيما في بلاد الوطن العربي الذي هو في أمس الحاجة إلى صروح تربوية تُعنى بالموهبة وتمنحها حقها من الاهتمام.
|