Tuesday 9th May,200612276العددالثلاثاء 11 ,ربيع الثاني 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"مقـالات"

شبكة العزَّاب...! شبكة العزَّاب...!
حسين أبو السباع

(تعالَ التقِ فتيات مبررات يعشقن الحب في شبكة العزَّاب على (...)
(أنا نجاة جديدة هنا، وأبحث عن الحب عبر الهاتف اتصل على (...)
(حبيبي أين أنت؟ أبحث عليك من البارحة تعالَ حبني على (...)
ما أكثر العزَّاب الذين يتلقون هذه الرسائل التي ترد على الهواتف الجوالة، تقريباً كل يوم نجد مثلها تخترق هواتفنا، وما بين الأقواس الصغيرة هو رقم تليفون دولي يتم الإرسال من خلاله، كلها تدعو إلى الاتصال لممارسة الحب، على حد تعبيرهم، لأن المفردة التي نعرفها باسم الجنس، تغيرت حروفها لتصبح (الحب) حتى تكون أكثر جاذبية لمن ترسل إليه مثل هذه الرسائل، فكثير من الشباب السلبي قتل تفكيره الفراغ الإرادي أو الجبري على الاستسلام لمثل هذه الحيل التي تجره نحو هاوية الإنفاق في محاولة معرفة ما وراء هذه الرسائل، جربت ذات مرة أن أتصرف مثل أي إنسان لا يفكر فيمن أرسل إليه هذه الرسائل وظن نفسه (شهريار) عصره وأوانه، وأن بنات الجنس اللطيف يتربصن بوسامته، فاتصلت بأحد هذه الأرقام، فلم أجد إلا كمبيوتر يرد عليَّ يطالبني بأشياء مثل: ضع اسمك، سجل حديثاً خاصا عن نفسك، ستسمع قائمة من المشتركين الذين تجاوز عددهم الملايين حول العالم لتتواصل مع من تريد، هذه رسالة مسجلة، لو أردت إرسال رسالة إلى صاحب أو صاحبة هذه الرسالة، اضغط الرقم كذا، ولو أردت مراجعة القائمة منذ البداية اضغط الرقم كذا، وتسمع أصواتا كمبيوترية كلها ساخنة جداً حتى تجعل من يتصل ينسى أنه يتحدث إلى رقم دولي، ويتم الاستدراج الكمبيوتري للمتصل، ولا يشعر إلا وصافرة إنذار نهاية كارت الشحن يرن في أذنه، وينقطع الخط وتطير المائة ريال ثمن الكارت، ثم يقتله الفضول فإذا به يشتري كارت شحن آخر، حتى يكمل مارثون الحديث الساخن، وحينما يتصل يجد الرد الكمبيوتري يبدأ معه منذ البداية، وحتى قبل الوصول إلى الوهم المنتظر، يعود صوت الصافرة مرة أخرى معلناً نهاية هذا الكارت أيضاً، وهلمَّ جرا، إلى أن يمل المتصل أو تنفد نقوده، فيعود إلى عمل أي شيء آخر موهماً نفسه بأنه لم تتم سرقته، ولم يتم استدراجه، ويتكتم الخبر، وفي جلسات الصفاء و(الفضفضة)، قد يخرج من بين شفتيه الحديث عن محاولته التحدث إلى هذه الشبكة الساخنة، ويكون قد خسر مبالغ كثيرة، وقليل منهم يفطن إلى الشرك المنصوب له، فيغلق السماعة فور سماعه صوت الكمبيوتر وهو يرد عليه بصوته الأنثوي الساخن، فيدرك أنها الخدعة فيغلق السماعة فوراً، ويبحث عن أي شيء آخر يسلي به فراغه الطوعي أو الجبري، وقد ينضم إلى شبكة العزاب التي تستدرجه لممارسة الوهم الجنسي عبر الهاتف الجوال، والمستفيد الوحيد هو الجهة التي تستقبل المكالمات، والخاسر الوحيد هو المتصل الذي تؤدي به هذه الممارسات إلى اضطرابات نفسية خطيرة.
الأرقام التليفونية التي ترد منها هذه الرسائل خطر كبير على شبابنا الذي يبحث عن أي شيء يوهمه بوجوده بعد أن قتلت الفضائيات إبداعه وجعلته فقط متلقياً لأي عري يصادفه في الفضائيات، أو على مقاطع البلوتوث، أو عبر الإنترنت ومواقعه التي تتلوى كالأفعى بتغيير أسمائها المحظورة، لكي لا يتم حجبها، أو أن تفتح موقعاً علمياً تقصده للاستزادة من العلم فإذا بك تفاجأ بموقع إباحي يفتح أمامك، لكن هذه الأرقام التليفونية الآتية من الخارج تتكرر دائماً، فهل يتم حجبها مثل المواقع العنكبوتية، أم نترك شبابنا فريسة لهذه الشبكات التي تخدعهم لتسلبهم أموالهم وعقولهم؟
ملحوظة: بعض الأرقام التي وردت إلى هاتفي الجوال أحتفظ بها للجهة التي تريد أن تعمل على حجبها لحمايتنا جميعاً من هذا الخطر الذي يفتت شبابنا بعد أن ألهاه كثير من الفضائيات الماجنة التي عملت على توسيع الفجوة بين أفراد الأسرة بإطالة فترات الصمت لمشاهدة هذه القنوات باستغراب لما يتم بثه الآن من عري صريح (استربتيز)، وبعد ذلك هل نستغرب إذا سمعنا عن جرائم محاولة خطف أو ما شابه؟

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved