كل ما طرقت مسمعي وهواجسي هتافات النّصر بعد (فتح الرياض) بقيادة الملك عبد العزيز عام 1319هـ امتزجت الذكرى ببزوغ نجم جديد في كيان الجزيرة العربية، زامنت ولادته ولادة ذلك العهد الجديد (عهد التأسيس) الذي عاش آباؤنا في تجاويف معاناته، ثم نعموا ونعمنا بعده في ظلاله، وصرنا نسيجاً في نسيجه، تفتحت عيوننا على نهاية عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - وبداية عهد الملك سعود - رحمه الله - فكان ذلك العهد عهد الشباب بكل ما ينطوي عليه من معاناة، وبدايات جادة في التنشئة والتعليم، وملامح لا يمكن أن تغمرها عوامل النسيان لانغراسها في الذاكرة وأعماق الوجدان، وفي مراحل العمر المتتابعة تترى عهود التنمية والبناء وتتصل في ارتقاء متناغم مع التطوّر الذي شهدته المملكة في كل المواقع والقطاعات في عهد الملك فيصل وخالد وفهد رحمهم الله وانطلقت منذ البداية أقلام التاريخ والتوثيق تسجّل الأحداث والإنجازات، والفعاليات الوطنية، وتدوّن كلّ المعلومات والوقائع للحقيقة والتاريخ، وينبثق التّساؤل بعد هذه المراحل التاريخية المتصلة عن حقبة الملك سعود الذي كان عهده امتداداً لمرحلة البناء والتأسيس والتنمية في نظم البنية الأساسية من تاريخ المملكة الفتيّة بعد توحيدها، التساؤل عن تاريخ هذه المرحلة التي تزيد على عقد من الزمان استمر من عام 1373هـ حتى عام 1384هـ يُعدّ مرحلة حافلةً بالأحداث والفعاليات والمواقف والإنجازات على المستوى المحلي والدولي، يتّجه التساؤل عن تاريخ تلك الحقبة إلى كلّ منابر الفكر والتاريخ والتوثيق العلمي والسياسي والاجتماعي، إلى الجامعات والمؤسسات التعليمية والتوثيقية والأدبية: أين هي النّدوات العلمية والأدبية والتاريخية عن مرحلة الملك سعود؟ وأين هي الكتب والدراسات والبحوث عن تلك المرحلة؟ ولماذا لم تُنشر على المستوى الأنسب لتعريف الأجيال بتاريخ الوطن وأحداثه وفعالياته المتصلة لارتباطها بحياته وشئون تنشئته وتعليمه وتطوّره وطموحاته.
- ويتكرّر هذا التساؤل عندما نقرأ مؤلفات وبحوثاً ودراسات عن تاريخ المملكة خارج الوطن باللغة العربية، أو المترجمة.
- وفي الحقيقة: الكتابة عن التاريخ تتطلب إلماماً بأحداثه ومعاصرةً لتجلّياته، واستحضاراً لكل ملامحه وتفصيلاته، وتقتضي المصداقية، والرغبة العميقة في إضافة بعد ومعنى إلى ذلك الحضور الواقعيِّ لعناصر هذا التاريخ وفعالياته ورؤاه وإيحاءاته، وتتطلب حضوراً واعياً، وشفافية مسكونة بالبراءة والحذق والإقناع، ولا بُدَّ أن توفّر أدوات هذه الفاعلية لمن يتصدّى لكتابة أحداث التاريخ للتمكن من إحكام صياغتها وامتلاك عناصر تجلّياتها عبر ذاكرته وشهوده ومساربه التي يتحرك خلالها معبّراً عما سمع وقرأ واكتشف، ودار من وقائع، وما رأى من صور ومشاهد ناطقةٍ لافتة، أو عابرة، أو مثيرة، أو ذات
دلالات أخرى.
- وبين يديّ الآن كتاب توثيقي بعنوان (تاريخ الملك سعود الوثيقة والحقيقة) تناول فيه الباحث الدكتور الأمير سلمان بن سعود بن عبد العزيز سيرة والده الملك سعود - رحمه الله - وفترة حكمه، وأبرز الأحداث في حياته، في ثلاثة أجزاء كبيرة مدعمة بالمراجع والمصادر والوثائق والدراسات المحكّمة، واحتوت الأجزاء الثلاثة على مجموعات من الصور النادرة، والصور التذكارية المعبّرة.
مقدمة الكتاب
لن أستطيع أن ألمّ بمحتويات هذا المؤلَّف الضخم، ولكنني سأقف على عناصر من تلك المحتويات أبدؤها من مفاتيحه في مقدمة الكتاب التي يقول فيها مؤلفه الأمير الدكتور سلمان بن سعود: (يتحدث هذا الكتاب عن الرجل الفذّ العظيم برؤية تاريخية تطمح إلى العلمية، وتبتعد عن الإنشائية والعمومية، وتستمد مادتها من ما سجلته المقالات والكتب والوثائق التي حصلت عليها بعد جهدٍ جهيد، وعناء أكيد لترصد بعين ثاقبة ونظرة علمية سيرة حياته، ومسيرته العلمية منذ فتوّته وجهاده مع والده الذي استمر ثمانية عشر عاماً في توحيد أجزاء البلاد المترامية الأطراف، بدءاً من (معركة جراب) سنة 1333هـ ومروراً بغزوات متعدّدة في الصراع مع الخصوم وحتى (حرب اليمن) التي أعقبت توحيد المملكة، ثم ينتقل الكتاب إلى تبيان أدواره التي قام بها حين ما أصبح وليّاً لعهد والده العظيم سنة 1351هـ، واستمر على مدى أكثر من عشرين عاماً (1351 - 1372هـ) قضاها في مؤازرته، كان من أبرز أحداثها افتداؤه والده بنفسه، وتلقيه طعنة المعتدي في أثناء الطواف بالكعبة سنة 1353هـ، وجولاته العربية والأوربية، والأمريكية، واهتمامه بالقضية الفلسطينية، وإصداره إصلاحات عرفت باسم (إصلاحات ولي العهد) بمرسوم صدر سنة 1372هـ، وقد شملت تلك الإصلاحات معظم نشاطات الحكومة المالية، والقضائية، والدينية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والنفطية، كما تناولت إعادة تنظيم الإدارات القائمة، وإنشاء إدارات جديدة ومجالس تنظيمية، وتأسيس شركات تعاونية، وتوسيع مجلس الشورى ووضع نظامه إلى جانب تعيينه قائداً عاماً للقوات المسلحة سنة 1372هـ، وتوليه رئاسة مجلس الوزراء سنة 1373هـ (1).
وهكذا يتناول الكتاب بسلاسة هذه الأحداث كأنّما هي شواهد ناطقة تتحرك أمامنا، وبخاصة في ذاكرة الجيل الذي عاصرها أو سمع ممن عاصر، أو قرأ بعمق وعناية, ثم يستطرد الباحث المؤلّف عرضه في مقدّمة الكتاب فيقول عن أسلوب تناوله:
(ثم يتناول الكتاب أعماله وسيرته حينما أصبح ملكاً للمملكة العربية السعودية سنة 1373هـ وما كان له من مآثر وإصلاحات ومنجزات لا تزال شامخة بارزة للعيان، سواء في مجال الإعمار والبنيان، أو في ميدان (بناء الإنسان) ومن أبرزها تقوية العلاقات مع دول العالم من خلال جولاته وزياراته للدول العربية والإسلامية والأجنبية، والسعي إلى تكامل البنية التحتية للبلاد بإنشاء ما تحتاج إليه من وزارات وإدارات ومصالح ومؤسسات ومشاريع) ....إلخ (2).
ولن أستطيع أن ألمّ بمحتويات هذا الكتاب الضخم وإنّما سأتطرّق لأهم المفاتيح لمضمون الكتاب التوثيقي والعناوين التي اندرجت تحتها أقسامه ومحاوره في نقاط على النحو الآتي:
* الجزء الأول:
ويتكون من (839 صفحة) وعنوانه (السيرة والمجال الإسلامي، والفكر السياسي).
وقد قسّم المؤلف محتوياته إلى (ثلاثة محاور) ويندرج تحت هذا الجزء:
- المحور الأول: يضمُّ أربعة فصول تناول فيها بالتفصيل: سيرة الملك سعود - رحمه الله - وفترة حكمه بهذا العنوان.
- المحور الثاني: (جهود الملك سعود في المجال الإسلامي) ويضمّ خمسة فصول موثَّقة بالمصادر والمراجع والصور الفوتوغرافية (واعتمد المؤلف رصد المصادر والمراجع لكل محور بعد نهايته بصفة مستقلة، وفي هذا تيسير على القارئ، وعلى الباحث الذي يرغب في الرجوع إليها للرّصد والتأكّد من التوثيق.
- المحور الثالث: وعنوانه (منظومة الفكر السياسي عند الملك سعود) ويحتوي هذا المحور على قسمين:
- القسم الأول:
بعنوان (دراسة نقدية للأدبيات السياسية في الخمسينيات والستينيات، وتحليل منظومة الفكر السياسي عند الملك سعود) وقد استقطب هذا القسم بفصوله الثلاثة نماذج من القراءات التحليلية، والرؤى لعدد من الدراسات والرسائل الأكاديمية، والمقالات والكتب والقراءات التي تناولت تلك المرحلة في عهد الملك سعود، وتطرّق فيها المؤلف إلى نقد عدد من الكتب التي تناولت (العلاقات العربية العربية) ومنها على سبيل المثال:
1- كتاب أ. غسّان زكرّيا بعنوان (السلطان الأحمر 1991م).
2- كتاب أ. سامي جمعة بعنوان (أوراق من دفتر الوطن من 1946 إلى 1961م) صدر عام 2001م.
3- أ. محمد حسنين هيكل في كتابيه (ملفات السويس) الصادر عام 1412هـ - 1992م وكتاب (سنوات الغليان) الصادر من مركز الأهرام عام 1409هـ - 1988م.
وقد انتقد المؤلف أسلوب التناول في هذه الكتب نقداً عقلانياً واقعيّاً صريحاً من واقع نقد سلبيات الخطاب العربي السياسي في أدبيات فترة الستينيات ومأزق التدوين الخاطئ للتاريخ.
- القسم الثاني:
وعنوانه: (الملك سعود وإدارة أزمات سنوات الغليان، وتفاعلاتها، وقد تضمن هذا القسم كما أراده المؤلف: رؤية تحليلية للدوائر الخمس.
ولا بُدّ من وقفة هنا تفسيرية أمام العنوان ليتبيَّن ما وراءه، إذ لا بُدّ أن يعرف القارئ ماذا تعني (سنوات الغليان). فيشير المؤلّف إلى فترة الخمسينات والستينيات من القرن الميلادي العشرين في أكثر من كتاب بهذه الصفة (سنوات الغليان) فقد صدر كتاب لوزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر يحمل هذا العنوان، ثم تلا ذلك زمانياً كتاب بالعنوان نفسه للكاتب محمد حسنين هيكل) (3).
أما دوائر التفاعلات الخمس فقد بيّنها المؤلّف في شكل توضيحي على النحو التالي:
1- الملك سعود، ودوره في تعظيم نتائج مباريات التنازع والتحالف في إدارة أزمة 1956م.
2- التفاعلات العربية - العربية، والعربية الدولية: رؤية الملك سعود لخطر المشروع الصهيوني عربيّاً ودوليّاً .
3- التفاعلات العربية - العربية، والعربية الدولية، ودور الملك سعود في دعم المثلث الإستراتيجي للأمة العربية والإسلامية.
4- الملك سعود، وإدارة تفاعلات المساعي الحميدة، والوساطات والدعم الدبلوماسي والعسكري في سنوات الغليان.
5- الملك سعود، وإدارة تفاعلات النفط والسياسة: رؤية من الماضي للمستقبل (4).
وقد ضمّ هذا القسم تمهيداً وستة فصول ختمها المؤلف كالمعتاد لديه بالمصادر والمراجع، وختم الجزء الأوّل بالفهارس.
الجزء الثاني من الكتاب
وعنوانه: الإصلاحات الإدارية، والتطور الاقتصادي.
وحجمه: 647 صفحة.
ويحتوي هذا الجزء محورين فقط.
- المحور الأوّل: وعنوانه (الإصلاحات الإدارية في عهد الملك سعود بن عبد العزيز).
وقد اختلف هذا المحور عن المحاور الثلاثة في (الجزء الأوّل)، حيث ضمّ أربعة أبواب، احتوى كل منها مجموعة من الفصول، بينما قرأنا في الجزء الأول فصولاً منبثقة أو متفرّعة من كل محور.
ومن عناوين أبواب هذا المحور تتبيّن ملامح وعناصر الفصول التي تنطوي تحتها، فأقتصر هنا للإيجاز على عناوين الأبواب الأربعة وعدد الفصول المنضوية تحتها:
الباب الأول: تنظيم العمل الحكومي في عهد الملك سعود:
وينضوي تحته فصلان: الفصل الأول: بناء الإدارة المركزية: مجلس الوزراء جاء في أربع عشرة صفحة موثّقة دون التطرّق إلى أية مباحث أو تفصيلات أخرى.
الفصل الثاني: تنظيم وزارات الدولة، وقد انضوى تحته ثلاثة عشر مبحثاً، احتوى ثلاثة منها عدداً من التفصيلات الفرعية.
الباب الثاني: وعنوانه: المؤسسات العامة في عهد الملك سعود:
ويضم تمهيداً وسبعة فصول بعدد المؤسسات، يوضّح كلّ فصل مهمات المؤسسة وعملها مثل: مؤسسة النقد العربي السعودي، ومعهد الإدارة العامة، ومؤسسة الضمان الاجتماعي.
الباب الثالث: تنظيم أجهزة الرقابة في عهد الملك سعود:
ويضمُّ تمهيداً وثلاثة فصول هي أجهزة التنظيم والرقابة: ديوان المراقبة العامة، ديوان المظالم، وديوان الموظفين العام.
الباب الرابع: تنظيم حركة التنمية والإدارة المحلية في عهد الملك سعود:
ويضمّ فصلين هما:
1- تنظيم حركة التنمية: المجلس الأعلى للتخطيط.
2 - تنظيم الإدارة المحلية: نظام المقاطعات، بالإضافة إلى رصد بالمصادر والمراجع لهذا الباب.
- المحور الثاني: وعنوانه: التطور الاقتصادي في عهد الملك سعود بن عبد العزيز:
وقد افتتح المؤلف هذا المحور بفهرس للجداول البيانية التي تطرّق إليها في صفحات فصول هذا المحور، وبعدها نشر كشّافاً بأبرز الأحداث الاقتصادية في عهد الملك سعود - رحمه الله - يمكن أن يستعرضها القارئ والباحث قبل قراءة (الفصول السبعة) التي شملت تفصيلات شواهد وعناصر التطوّر الاقتصادي في عهد الملك سعود في قطاع النفط والمعادن، والقطاع الصناعي، والزراعي، والتجاري، وقطاعات النقل والطرق بأنواعها والعمل والاتصالات. وقد افتتح هذا المحور بمقدمة توضيحية وتمهيد تطرّق فيه بالتفصيل إلى (قطاع البترول والمعادن) بصفته أهم القطاعات من حيث الإنتاج والإسهام في بناء التنمية في عهد الملك سعود وبيَّن في (جداول بيانية) رصد عملية اكتشاف النفط وإنتاجه وإيرادات المملكة منه في ذلك العهد، حيث كان له الدور الفاعل في البناء والتنمية.
وقد اختتم المؤلّف الدكتور سلمان بن سعود هذا المحور الثاني والجزء الثاني بفهرس الموضوعات والمصادر والمراجع.
الجزء الثالث
عنوانه: التعليم والإعلام، والرعاية الصحية، والتطور الاجتماعي.
وقد افتتح المؤلّف هذا الجزء بكشّاف يبيّن في (31 نقطة) أبرز الأحداث التعليمية في عهد الملك سعود - رحمه الله - تلا هذا الكشاف مقدمة موجزة عن محتويات هذا الجزء، يليها (تمهيد) بعنوان (اهتمام الملك سعود بالعلم والتعليم) منذ أن كان وليّاً للعهد إلى أن أصبح ملكاً، استغرق (خمسة عشر صفحة) تطرق فيها إلى تاريخ التعليم منذ نشأته في عهد الملك عبد العزيز عام 1344هـ موثقاً بالمصادر والمراجع مكاتباته في هذا الشأن.
وقد ضمّ هذا الجزء أربعة محاور، يحتوي كل محور على مجموعة من الفصول، فقد ضمّ المحور الأول (ثلاثة عشر فصلاً) يحتوي كلّ فصل على عدد من المباحث التفصيلية، وكان موضوع المحور الأول وعنوانه (التعليم في عهد الملك سعود) تناول فيه المؤلف التعليم قبل نشأة وزارة المعارف، وتأسيس عدد من الصروح التعليمية التي كان من أهمها: معهد الأنجال، ثم تأسيس (وزارة المعارف) بموجب (مرسوم ملكي) صدر في 18 ربيع الثاني عام 1373هـ وعُيّن به الأمير فهد بن عبد العزيز وزيراً للمعارف (5).
وكان من أهمّ أساسيات التعليم في عهد الملك سعود إنشاء المؤسسات التعليمية التالية؛ ومنها ما كان امتداداً للتأسيس التعليمي المعرفي في عهد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله.
1- المعاهد العلمية: وقد افتتح (معهد الرياض العلمي) في عهد الملك
عبد العزيز عام 1370هـ، وافتتح في عهد الملك سعود (معهد بريدة وعنيزة العلميان) عام 1373هـ ثم توالى افتتاح المعاهد العلمية في عهده، حيث افتتح عام 1374هـ (خمسة معاهد) في كل من الهفوف، المجمعة، صامطة، شقراء ومعهد إمام الدعوة بالرياض.
2- افتتاح كليتي الشريعة واللغة العربية بالرياض في شهر شوال من عام 1737هـ.
3- إنشاء معاهد المعلمين الليلية عام 1375هـ.
4- تأسيس (رياض الأطفال) عام 1376هـ.
5- تأسيس (جامعة الملك سعود بالرياض) 1377هـ.
6- إنشاء إدارة رعاية الشباب بوزارة المعارف عام 1380هـ.
7- افتتاح (معهد النور للمكفوفين) عام 1380هـ.
8- تأسيس (الرئاسة العامة لتعليم البنات) عام 1380هـ.
9- إنشاء (معهد الإدارة العامة) عام 1380هـ.
10- إنشاء معاهد المعلّمين الثانوية عام 1381هـ.
11- إنشاء معاهد المعلمات الابتدائية عام 1381هـ.
12- إنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1381هـ.
13- إنشاء كلية التربية بمكة المكرمة عام 1382هـ.
14- إنشاء كلية الهندسة بالرياض عام 1382هـ.
15- إنشاء كلية البترول والمعادن بالظهران عام 1383هـ.
16- اشتراك المملكة في المؤتمر العام لليونسكو بشأن مكافحة الأمية، عام 1384هـ - 1964م.
17- افتتاح أول مدرسة متوسطة لتحفيظ القرآن الكريم في الرياض عام 1384هـ.
وكانت المعاهد والكليات التي أُنشئت في عهد الملك سعود نواةً لجامعات أُنشئت في ما بعد (6).
- المحور الثاني:
وعنوانه: الإعلام في عهد الملك سعود.
ويضم هذا المحور ثلاثة فصول، كان من أبرز عناصر التأسيس والتنمية والتطوّر فيها ما يلي:
1- إنشاء المؤسسات الصحافية الأهلية.
2- تطوير الإذاعة التي أُنشئت في عهد الملك عبد العزيز عام 1368هـ وإنشاء (المديرية العامة للإذاعة) عام 1374هـ. وتأسيس (إذاعة نداء الإسلام) عام 1381هـ بمكة المكرمة.
3- تأسيس التلفزيون عام 1383هـ.
4- إنشاء (وزارة الإعلام) في عام 1381هـ تم تحويل المديرية العامة للصحافة والنّشر إلى وزارة، وصدر الأمر الملكي بمنح الأستاذ عبد الله بلخير لقب (وزير دولة لشئون الإذاعة والصحافة والنشر) ثم صدر الأمر الملكي عام 1382هـ بتعيين الأستاذ جميل الحجيلان وزيراً للإعلام (7).
- المحور الثالث: وعنوانه: الرعاية الصحية في عهد الملك سعود:
ويضم (خمسة فصول) تبيِّن بالتفصيل تطور الخدمات الصحية في عهد الملك سعود، ومن أهمّها (إعادة تنظيم وزارة الصحة) التي أُنشئت في عهد الملك عبد العزيز عام 1370هـ.
- المحور الرابع: وعنوانه: التطوّر الاجتماعي في عهد الملك سعود.
ويضمّ (خمسة فصول) تناول فيها أهم أحداث التطوّر الاجتماعي في عهد الملك سعود التي كان من أبرزها:
1- إنشاء مجموعة من الأندية الرياضيّة، ومنها (نادي النصر الرياضي) و(نادي النصر بمكة المكرمة) عام 1373هـ وتأسيس (نادي الأولمبي بجدة) عام 1374هـ ونادي الهلال عام 1378هـ، وكان اسمه (نادي الأولمبي).
2- إنشاء ديوان المظالم عام 1374هـ.
3- إنشاء أمانة مدينة الرياض عام 1375هـ.
4- إنشاء وزارة العمل والشئون الاجتماعية عام 1382هـ.
5- إنشاء مصلحة الضمان الاجتماعي عام 1382هـ.
6- تأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عام 1376هـ.
7- استكمال مشروع الملك عبد العزيز لتوطين البادية.
8- مراحل التطوّر العمراني بالمملكة.
وفي نهاية (الجزء الثالث) نشر المؤلف نماذج من الوثائق المتضمنة صوراً من الخطابات الموجهة إلى عدد من رؤساء الهجر والقرى (8).
الخاتمة
وقد بذل الأمير الدكتور سلمان بن سعود بن عبد العزيز جهداً مميّزاً في إعداد هذا الكتّاب وإخراجه بهذه الصورة التي تُعدّ تيسيراً على القارئ والباحث من حيث ترتيب الموضوعات ووضع (الجداول البيانية) التي توضّح الأرقام الإحصائية ومراحل التطوّر في القطاعات والمؤسسات الحكومية، ورصد المراجع والمصادر لكل باب، أو محور، كما أبدع في وضع (كشّاف موجز) لكل باب أو محور ليختصر على القارئ معاناة البحث في صفحات الكتاب وييسّر له استعراض الموضوعات ليصل إلى ما يرغب قراءته بسهولة.
الملاحظات
أولاً: من الملاحظات الإيجابية في هذا الكتاب قلة الأخطاء الطباعية، والنحوية، وربما أن المؤلف استفاد من التجربة السابقة في النشر وبخاصة في كتاب (الملك سعود في وجدان الشعراء) فكثّف العناية بالمراجعة والتصحيح رغم صعوبة ذلك في كتاب بهذا الحجم من الصفحات والمعلومات.
ثانياً: العناية بالتقارير والرصد الصحافي في كل الفهارس.
ثالثاً: في الجزء الأول من هذا الكتاب، وبالتحديد في الفصل الخامس من المحور الثاني خصّص المؤلف فقرة (أولاً) منه بعنوان (عطف جلالته على الشعب والمواطنين) وكان الأنسب أن تدخل في فقرة واحدة مع الفقرة التي تليها (ثانياً) بعنوان (دعم جلالته لأعمال البر والمشاريع الخيريّة) لاتحاد الموضوعين، حيث إنّ عطفه على شعبه من البرّ ومن أعمال الخير التي قام بها الملك سعود للمواطنين السعوديين ولغيرهم من شعوب الأمة الإسلامية. ومن ناحية أخرى لم يشر المؤلف هنا إلى لفتة الملك سعود رحمه الله المهمة في إنشاء (مصلحة الضمان الاجتماعي) لخدمة فئات كبيرة من المواطنين بصفة هذا الإنجاز من الأعمال الخيرية الرائدة، وإن كان قد خصّص في الفصل الثالث من (المحور الرابع) من الجزء الثالث فقرة (ثانياً) بعنوان (مصلحة الضمان الاجتماعي) إلاّ أنّها تُعدّ من الأعمال الخيريّة التأسيسية الباقية المتجدّدة في تاريخ المواطن السعودي وذاكرته ووجدانه (9).
رابعاً: مع تقديري لقيام المؤلف الدكتور الأمير سلمان بن سعود بنشر اللوحة التذكارية لافتتاح (مستشفى الملك سعود) بمدينة الرياض، هذا المستشفى الذي يُعدّ من أكبر المشروعات الرائدة في عهد الملك سعود - رحمه الله - إلاّ أنّه أشار في أثناء تناوله لمسمى هذا المستشفى إلى أنّه (مستشفى الرياض المركزي، المعروف الآن بمستشفى الشميسي) (10) والصحيح أن اسمه الحالي هو (مجمع الرياض الطبي)، وبهذه المناسبة فإنني أقترح أن يعاد إليه اسمه الأساس أو يطلق عليه (مجمع الملك سعود الطبي) وفاءً لمؤسسه وتخليداً لذكرى افتتاحه بتاريخ الثامن من ربيع الثاني عام 1376هـ.
وفي الختام أودُّ أن أشكر الباحث الأمير الدكتور سلمان بن سعود بن عبد العزيز على ما بذله من جهد واهتمام بالغين في نشر هذا الكتاب الوثائقي عن عهد رجل كان له دور عظيم في ذلك العهد، وقدّم خدمات وإنجازات أثيرة نعمت بها أمته وشعبه في مرحلة من أهم مراحل التأسيس والتوحيد مع والده المؤسس الموحّد وبعده لا تزال شاهدةً معبّرة، رحم الله الملك عبد العزيز والملك سعود رحمة واسعة. والله الموفّق.
الهوامش:
(1) الجزء الأول: (ص24).
(2) المرجع نفسه.
(3) الجزء الأول: من هذا الكتاب (ص633).
(4) شكل 13 في ص 634 من الجزء الأول.
(5) صفحة (58) من الجزء الثالث.
(6) من ص11 إلى 14 ومن ص (25-26).
(7) ص 373 - 374 من الجزء الثالث.
(8) ص 593 - 598 من الجزء الثالث.
(9) ص 479 - 598 من الجزء الأول، وص 538 من الجزء الثالث.
(10) ص 403 من الجزء الثالث.
|