Saturday 6th May,200612273العددالسبت 8 ,ربيع الثاني 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الطبية"

فيتامينات إدارية فيتامينات إدارية
الإدارة الصحية والعولمة
منذر جبق

يواجه معظم المديرين في وقتنا الحالي تحديات كبيرة حيث يعملون في بيئة تنافسية مع الشركات الأخرى وينطبق الأمر على المنشآت الصحية أيضا حيث يدرك هؤلاء المديرون أن استمرارية منشآتهم ونجاحها في القرن الجديد مشروط بتحولها إلى بيئة وثقافة جديدتين تحملان في طياتهما صفات ومقومات وميزات البيئة والثقافة العالمية الجديدة التي يطلق عليها العولمة.
وقد يعتقد الكثير أن هذا الأمر يسير ولكن تعقيد هذا النظام وصبغته المتغيرة أبداً تجعله صعباً ولا يمكن التكهن بنتائجه.
وفي المنشآت الصحية على وجه الخصوص حيث المنتج هو خدمة وليست سلعة يدخل العامل البشري وبشكل مباشر في أعماق كل عملية تقوم بها هذه المنشآت ويقوم بتقييمها في نفس وقت تقديمها.
ولكي تستطيع هذه المنشآت التأقلم مع المتغيرات المتواصلة لهذه البيئة يتحتم على مديريها فهم القوى التي تتفاعل داخلها التي تدفع باتجاه الفرص الجديدة أو المخاطر القادمة.
فالبيئة العالمية أصبحت وبشكل مفاجئ على الأبواب وهي منفتحة وذات ثقافة خاصة ونبض وإيقاع سريعين ومنافسة لا ترحم.
وهناك قوى تعمل داخل وخارج المنشآت تفرض أنماطاً من القرارات اليومية يتوجب على المديرين اتخاذها وهذه القوى قد تكون الموردين والموزعين والعملاء والمنافسين. إضافة إلى البيئة العامة للعمل التي تفرض إطاراً أوسع من القوى الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية والثقافية وحتى السياسية والقانونية العالمية التي تفرض أيضا إيقاعها على المديرين.
وقد زالت الآن الأفكار التي كانت سائدة لقرون التي ترى العالم دول ومناطق متفرقة ومتباعدة وأصبحت المنافسة في ساحة واحدة وتحت سماء واحدة وأصبح على المديرين فهم إدارة العمليات والمنافسة على هذا المستوى المفتوح الذي أصبحت حدوده أطراف الأرض وأعماق السماء.
فماذا يعني هذا للمديرين في المنشآت الصحية؟ وهل يدركون أهمية المباشرة في العمل على فهم هذه القوى ووضع الآليات وتدريب الأشخاص الذين يمكنهم العمل عليها والتعامل معها؟
قد نجد في المستقبل القريب أن الإدارة الصحية في القرن الجديد ليست مجرد تقديم خدمة صحية لمجموعة من الأمراض أو المشكلات تأتي وتذهب بأنماط لم نتعودها بل قد تكون كقيادة سفينة في بحر لا يتغير فيه إلا شدة العواصف حيث العمل على التغيير والتأقلم والإصلاح يجري تحت ضغط الأمواج الهادرة ولا يستحمل انتظار الوصول إلى المرافئ. وسنحاول في المقالات القادمة بإذن الله طرح هذه القوى (العولمية) الجديدة بشكل مفصّل.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved