|
انت في |
اختلف الناس في الفقر والغنى على أربعة مذاهب:
وهذا الأديب القاضي أحمد المزجد الزبيدي القائل:
وآخر من العلماء يجعل الفقيه هو الفقير بعينه وإنما استدارت راء الفقير، فصارت هاء، فيقول:
ولقد ذهب غير واحد من الفقهاء والمحدثين إلى تفضيل الفقر على الغنى، ومنهم الإمام الفقيه أبو جعفر الترمذي رحمه الله، ومنهم المحدث الفقيه عبدالله بن زَبْر الذي ألف كتاباً أسماه (تشريف الفقر على الغنى). بَيْدَ أن المسلك الأعدل والخير الأمثل، إن شاء الله هو الكفاف وهو ما كفَّ عن الناس وأغنى، فلا هو بفقر يكاد يكون كفراً، ولا هو بغنى مُبْطر يُوِّلد نكراً. ومن هنا فقد عقد الدلجي رحمه الله في كتابه (الفلاكة والمفلوكون) أي الفقر والفقراء فصلاً خاصاً بذكر الآفات التي تنشأ عن الفاقة والفقر، منها: قال: هي أكثر من أن تحصى أو يحملها قلم. منها: ضيق الصدر والانكماش عن الناس. ومنها: القهر الذي يلازم الفقير المملق. ومنها: الحسد لذوي النعمة وحب زوالها عنهم. ومنها: رؤية الفقير نفسه أنه أحق بتلك النعم. ومنها: الوقوع في أعراض الناس والغضب منهم. ومنها: أن الفقر يُخمل الإنسان ويغل اللسان ويضعف البيان. ومنها: القلق النفسي الذي يلبس الفقير في حاله ومستقبله.ولهذا يقول أبوالوليد القرطبي في كتابه (الجامع من المقدمات): والذي أقول به في هذا:تفضيل الغنى على الفقر وتفضيل الفقر على الكفاف، وفي كلٍ خير. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |