* لندن - أبوجا - الخرطوم - الوكالات:
قال مسؤول سوداني إن حكومة بلاده مستعدة لتقديم تنازلات للمساعدة في التوصل إلى اتفاق في إقليم دارفور من خلال المحادثات الجارية حالياً في أبوجا بنيجيريا، غير أن هذه المحادثات تسارعت وتيرتها مع أكثر من تمديد على موعد انتهائها ومع تدخل مسؤولين أمريكيين منهم مساعد وزيرة الخارجية روبرت زوليك الذي التقى مسؤولين سودانيين الأربعاء ساعياً إلى تنازلات من شأنها حمل حاملي السلاح على التوقيع على مسودة للاتفاق قدَّمها الاتحاد الإفريقي.
وكانت الخرطوم قد وافقت على مسودة الاتفاق إلا أن المتمردين طالبوا بإدخال تعديلات فيما يتعلّق بالترتيبات الأمنية وتقاسم السلطة، ومن هنا انطلقت الجهود الأمريكية من أجل الحصول على تنازلات من الخرطوم.
وقال المستشار الإعلامي للوفد الحكومي السوداني عبد الرحمن الزومة في أبوجا إنه لم يعد سراً أن الحكومة بدأت تتعامل بطريقة إيجابية مع المبادرة الأمريكية التي قدَّمها بهذه المناسبة السفير الأمريكي كاميرون، مشيراً إلى أن الحكومة السودانية أعلنت على لسان الناطق الرسمي أنها تأمل في أن تكون عملية الموافقة على هذه المبادرة تأتي بتقدم للحل النهائي.
وكان روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية الأمريكية قام يوم الأربعاء بجولة ثانية من المحادثات مع وفد الحكومة السودانية إلى أبوجا واستمرت الاجتماعات حتى وقت متأخر من المساء وقال دبلوماسيون غربيون وسودانيون إن المباحثات كانت مفصلة وجوهرية.
وكان زوليك وصل يوم الثلاثاء إلى العاصمة النيجيرية أبوجا، حيث تجرى المحادثات مع تكثيف الضغوط الأمريكية للتوصل إلى اتفاق.
وقال دبلوماسي غربي على صلة وثيقة بالمحادثات (الأمر كله يتوقف على صراع القوة بين واشنطن والخرطوم وإذا كان باستطاعة الأمريكيين انتزاع تنازلات من السودانيين تكفي لأن يتوجهوا للمتمردين ويقولوا هذا هو ما استطعنا أن نحصل عليه من أجلكم). وقال ريتشارد ميلز المتحدث باسم زوليك إن الوفد الأمريكي لاحظ تحقيق تقدم في المحادثات. وأضاف (ما رأيناه يشير إلى أن الطرفين يريدان فيما يبدو التوصل إلى اتفاق).
وقال دبلوماسيون إن الأمل في تحقيق انفراج في المحادثات معلّق بالجهود الأمريكية للتوصل إلى تنازلات متبادلة في قضيتين أمنيتين محل خلاف شديد انطلاقاً من فكرة أن مثل هذه التنازلات يمكن أن تذلل الصعوبات في المفاوضات ككل.
ويقضي اقتراح أمريكي بتعديل جزء من مسودة الاتحاد الإفريقي يطالب الحكومة بنزع سلاح مليشيات الجنجويد أن يلقي المتمردون سلاحهم بحيث يلائم الحكومة بدرجة أكبر. وفي المقابل تقبل الخرطوم بخطة مفصلة لدمج أعداد محددة من مقاتلي المتمردين في قوات الأمن السودانية. وهذا من المطالب الرئيسية للمتمردين.
وقال دبلوماسي سوداني رفيع إن المقترحات الأمريكية (تثير الاهتمام) لكن الخرطوم لن تقبل إلا إجراءات تعتبرها (عملية وذات تكلفة معقولة). وقال إنه متفائل بإمكان التوصل إلى اتفاق. لكن لا يزال من غير الواضح إن كان من الممكن إقناع المتمردين بالتوقيع على الاتفاق حتى لو حصلوا على بعض التنازلات.
وينقسم المتمردون إلى حركتين وثلاثة فصائل لها تاريخ من الخلافات والصراعات الداخلية مما يصعب عليهم الاتفاق على أي قرار كبير.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه يرحب بمسودة الاتفاق وحث المتمردين على التوصل إلى اتفاق نهائي مع الحكومة السودانية أو أنهم سيواجهون حظر السفر إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وتجميد أرصدتهم في تلك الدول.
وقال بيان صدر من النمسا الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي (أن أي طرف يقف في طريق الاتفاق يتعيّن عليه أن يواجه العواقب المبينة في قرار مجلس الأمن 1591)، ومن المقرر أن ينضم أكبر مسؤولين في الاتحاد الإفريقي وهما رئيس جمهورية الكونجو دينيس ساسو نجويسو الذي يرأس الاتحاد الإفريقي وألفا عمر كوناري رئيس المفوضية الإفريقية إلى هذه الجهود قبل نهاية المهلة الأخيرة.
وقال دبلوماسيون إن مشاركتهما قد تكون مفيدة لأن الرئيس السوداني عمر حسن البشير يريد أن يكون رئيس الاتحاد الإفريقي في العام القادم الأمر يعطي أكبر مسؤولين في الاتحاد الإفريقي مزيداً من القدرة على التأثير على موقف الخرطوم. وكان من المفترض أن يتولى البشير رئاسة الاتحاد الإفريقي هذا العام وتولاها ساسو نجيسو بدلاً منه بسبب الصراع في دارفور.
وبالإضافة إلى ذلك من المتوقع أن يصل عدد من رؤساء الدول الإفريقية إلى نيجيريا لحضور مؤتمر بخصوص الصحة، واقترح الرئيس النيجيري اولوسيجون اوباسانجو على كبير وسطاء الاتحاد الإفريقي أن يشارك الزعماء في محادثات دارفور لزيادة الضغوط.
|