* أحمد أباد - سريناجار - الوكالات:
نزل مئات من قوات الجيش الهندي أمس الخميس إلى شوارع مدينة في غرب البلاد، مع استمرار الاضطرابات الطائفية بين المسلمين والهندوس لليوم الرابع على التوالي.
ووصلت حافلات محمّلة بالجنود إلى مناطق الاضطرابات في مدينة بارودا على بعد 120 كيلو متراً جنوبي أحمد أباد، وهي كبرى مدن ولاية جوجارات.
واستمرت أعمال العنف أمس وهاجمت الحشود مصنعاً كيماوياً وأحرقت المتاجر، لكن حظر التجول ونزول قوات الجيش إلى الشوارع جعل الكثير من شوارع المدينة مهجورة وإن استمر التوتُّر.
وأُصيب عشرات من بينهم عشرة من رجال الشرطة في الاشتباكات التي بدأت يوم الاثنين، حين هدمت السلطات المدنية المزار الذي بني قبل قرنين في بارودا.
وقال ديباك سواروب قائد شرطة المدينة لرويترز أمس: (نزل الجيش إلى بارودا والموقف يسوده السلام .. وردت تقارير عن بعض حوادث العنف المتفرقة والإحراق العمد في المناطق التي يعيش فيها المسلمون والهندوس جنباً إلى جنب).
وكانت السلطات قد قالت إنّها اضطرت إلى إزالة المزار لأنّه يقف عقبة في طريق مشروع لتوسعة الطريق.
وأعلن سواروب أمس الأول عن إحراق رجل مسلم وعن فرض حظر التجول. وقال (أُحرق شاب حتى الموت .. الموقف متوتِّر وفُرض حظر التجول).
وكان الضحية (30 عاماً) والذي يعمل في مصفاة للنفط عائداً من العمل في ساعة متأخرة من الليل حين حاصرته حشود بالمئات بقيادة نشطين من جماعات هندوسية متشددة لها صلة بحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في جوجارات.
وقالت الشرطة الهندية إنّها اعتقلت 60 شخصاً لصلتهم بحوادث القتل.
وصرح مسؤول كبير في ولاية جوجارات بأنّ قرار نزول الجيش إلى المدينة اتخذ مساء الأربعاء، بعد أن ظهر فشل الشرطة المحلية في السيطرة على الموقف.
وذكرت الشرطة أن ثلاثة مصانع أحرقت أمس، كما وقعت حوادث تبادلت فيها الحشود الرشق بالحجارة. ويقول المسلمون إنّهم لا يثقون في حكومة ولايتهم.
وصرح زعماء مسلمون بأنّهم سيرفعون دعوى قضائية ضد شرطة المدينة لفشلها في السيطرة على الاضطرابات الطائفية.
وقال إسماعيل دافار: (لا أثق في الشرطة المحلية .. وقفوا يتفرجون بينما كان متجر الأحذية الذي أملكه يحترق).
وقال معين خان أمس: (حياتنا في خطر .. يحاصر متشددون هندوس مسلحون بالسيوف والسكاين منازلنا .. استنجدنا بالشرطة لكن ما من مجيب).
وأعرب اميت شاه وزير الداخلية في الولاية عن رغبة الحكومة المحلية في السيطرة على الموقف وأعمال العنف، قائلا: إنّها تفعل كلّ ما بوسعها.
وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن نحو 2500 شخص غالبيتهم مسلمون قُتلوا وأُحرقوا حتى الموت وضُربوا في هجمات ثأرية .. وقدر المسؤولون عدد القتلى بأكثر من 1000.
من جهة أخرى قالت الشرطة الهندية إن اثنين من المدنيين قُتلا وجُرح ستة في المنطقة الهندية من كشمير أمس الخميس، حين ألقى مسلحون يُعتقد أنّهم متشددون قنبلة يدوية على دورية أمن في سوق مزدحمة.
ووقع الهجوم في بلدة تشادورا على بعد 150 كيلو مترا غربي سريناجار العاصمة الصيفية للمنطقة المتنزاع عليها، وجاء بعد يوم من اتفاق التحالف الانفصالي الرئيسي في كشمير وحكومة نيودلهي على العمل معاً لإحلال السلام في المنطقة.وحدث تصعيد لأعمال العنف في منطقة كشمير الواقعة في جيال الهيمالايا خلال الأسابيع القليلة الماضية، تزامن مع انتخابات في مجلس ولاية جامو وكشمير، وهي الولاية الهندية الوحيدة التي تقطنها غالبية مسلمة.
ويقول مسؤولون إن تصعيد العنف هو محاولة لتعطيل جهود إحياء عملية السلام المتعثرة.
|