Saturday 29th April,200612266العددالسبت 1 ,ربيع الثاني 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

حادي الركب ولي العهد حادي الركب ولي العهد
صالح بن ناصر المجادعة / الرياض

عز الرجال وحادي الفرسان، أسطورة العطاء على مر العصور والأزمان، ممتطي صهوة المجد ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز..
هكذا أنت دوماً سائر بعزيمة لا تلين فيك إصرار الحر الأمين تلبية لنداء الوطن وعز رجاله ووفاء لعهد الولاء لوصية الوالد الموحد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.. فكما بدأ البناء بوضع لبناته الأولى، فقد سار على نهجه من خلفه من ملوك المملكة الأوفياء، وهذا ما نشهده من جهدٍ كبيرٍ يبذله سمو ولي العهد في هذا المجال يجسده سموه الكريم في التواصل المنهجي في بناء العلاقات الدولية وخصوصاً الاقتصادية منها، وذلك لعلم سموه اليقين بأن الاقتصاد هو عصب الحياة السياسية وبالدرجة الأولى.. ثم أن الاستقرار الاقتصادي للبلد له مردودات إيجابية كبيرة على جميع المناحي الحياتية في البلد، فكما هو معروف كلما كان البلد مستقراً اقتصادياً وذا بنية اقتصادية قوية ومتنوعة المناشئ أدى ذلك إلى تعدد إبداعات الكوادر الوطنية وخصوصاً الشابة منها كلما كان ذلك مدعاة للاستقرار وتوفير فرص العمل لكافة أبناء الوطن بدءاً من رجال الأعمال وتأثيرهم المباشر في تقدم البلد من خلال المشاريع المتنوعة التي يتم تنفيذها من قبلهم وصولاً إلى توفير فرص العمل للأيدي الوطنية والقضاء على البطالة ومالها من أثر سلبي وقاتل للشباب بالإضافة إلى هدر الثروات البشرية منها والمقدرات الاقتصادية الداعمة للبنى الأساسية والسياسية للوطن وأبنائه.
ثم إن هذه الزيارة التي قام بها سمو ولي العهد إلى بلد اليابان الصديق أتت في فترة زمنية مهمة من الانفتاح العالمي الذي يشهده عصرنا الحالي، وانضمام المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية إلا زيادة في أواصر التعاون التجاري والصناعي بين البلدين الصديقين في المجالين البترول والبتروكيماويات خصوصاً لما لأهمية هذين القطاعين في الصناعة الإقليمية والدولية، إذ يعتبر هذان المجالان شريان الصناعة الحيوي لما يرتكز عليهما من مردودات اقتصادية كبيرة في مجال التنمية الاقتصادية للبلد ضماناً لمستقبل أجياله واستقلالاً لطاقاته الاقتصادية التي منَّ بها الله سبحانه وتعالى على بلدنا الحبيب..
ومن جانبٍ آخر لقد أكد سمو ولي العهد خلال هذه الزيارة على استمرار العلاقات وتبادل المنافع المشتركة بين البلدين الصديقين التي امتدت على مدى عقود من الزمن، وما شهدته من تطور خلال العقود الأربعة الأخيرة من تنامي الجانب الاقتصادي بين البلدين.
ثم إن الرحلة الميمونة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز سدد الله خطاه تأتي من الأهمية في شتى الجوانب الحياتية لما تحتله اليابان من منزلة اقتصادية دولية باعتبارها صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، كما أنها ثاني شريك تجاري للمملكة بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك تكون هذه الزيارة قد أكدت الحرص الدائم من لدن القيادة الرشيدة لهذا البلد في نهوضه وتقدمه من خلال تطوير لمهاراته ودفعاً لإنسان هذه البقعة المباركة نحو التطور والرقي.
وعلى الرغم من المسؤوليات الكبيرة والنشاطات الكثيرة التي قام بها سموه الكريم لم يثنه ذلك من اقتطاع بعض من وقته للقاء أبنائه.. فتراه متناسياً مهامه الكبيرة ليبرز الجانب الأبوي من شخصيته عندما انضوى تحت ظله من اغترب بعيداً عن الوطن والأهل والأحباب وأثر الاستزادة من المعرفة والتسلح بالعلم.
وفي مجلس سموه استقبل الجميع ببشاشته المعروفة جلس وأطال الجلوس وتحدث فأشفى الصدور بعذب حديثه، حاثاً وداعماً لمواصلة البذل والعطاء خدمة للوطن العزيز وطاعة وولاء لولاة الأمر فيه أثلج الصدور بحواره وأعاد الثقة للنفوس حتى جاءت زيارة سموه قوة معينة على عناء الفراق ودفعة للزيادة في الإبداع.. جدد بأطلالته الحماس وبث بكلماته الثبات. زرع في النفوس الإصرار خدمةً لهذا الوطن ورفعته.
ثم غادر مودعاً شد على الأيدي سرت حرارة التواصل بين الأب وأبنائه.
هكذا أنت يا سيدي نعم كما عرفناك ملأت المكان عبيراً، سرت وفي نفوسنا زهو كبير.
لقد أكدت لأبناء هذا الوطن سواء من اقتضت الضرورة والمصلحة العامة أن يكون خارج الحدود أو من تشرف بخدمة الوطن على أرضه الحبيبة. إن الوطن أمانة في أعناقنا جميعاً وإن عملية نهوضه موكولة بنا نحن أبناؤه المخلصون.. كما أن لهذا الوطن عزةً وكبرياءً علينا المحافظة عليه كما حفظه آباؤنا الأولون وألا ننسى الجانب الأخلاقي وهو ما حثنا عليه ديننا الحنيف واقتدينا به من لدن سموكم الكريم في عكس صورة هذا البلد المسلم الكريم من خلال الخلق القويم والجد والإخلاص في العمل.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved