يقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}، وقال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، ويقول سبحانه: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}، ويقول صلى الله عليه وسلم: (لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين).
محمد رسول الله.. نبي الأمة.. الرحمة المهداة.. صاحب الحوض المورود.. ذو الخلق العظيم.. افترى عليه المفترون.. فهبت أمة الإسلام للذود دفاعاً عن نبيها وحبيبها وقائدها - صلى الله عليه وسلم -، وهذا واجب المسلم أيا كان موقعه.
وهنا أقف مع التربويين في الميدان التعليمي (المعلم والمعلمة)، وأذكرهم بالواجب تجاه النبي القدوة والمعلم الأول - صلى الله عليه وسلم -؛ فدورهم عظيم، وموقفهم جسيم، وأثرهم حاسم مع طلابهم الذين يقضون في مدارسهم ذروة نشاطهم اليومي حيث تفتح الذهن، والاستعداد لتقبل العلم والتربية؛ فعلى المعلم أن يذكر طلابه بالواجب عليهم تجاه نبيهم محمد - صلى الله عليه وسلم - عبر ثلاثة مرتكزات أساسية، يمكن التفرع منها شرحا وتبسيطا، حسب المرحلة الدراسية للطالب، وذلك بأسلوب تربوي شيق، محبب للنفس، حتى يبقى أثره في الطالب قولا وسلوكا. وتلك المرتكزات هي: المحبة والاتباع والدفاع.
يبين لهم سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، مع التركيز على العبر المستفادة منها، فليس القصد المعرفة دون الاعتبار والاقتداء، وكذلك زرع المحبة للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ (إن المحب لمن يحب مطيع)، واتباعه - صلى الله عليه وسلم - بطاعته في ما أمر وتصديقه في ما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع، ثم الدفاع عنه - صلى الله عليه وسلم - وعن سنته، دفاعا موضوعيا مستمرا، وليس وقتيا ينتهي بانتهاء الحدث والأزمة، وذلك داخل الإطار الشرعي، كما ورد في القرآن والسنة، واستعراض الأحداث الجارية هذه الأيام حول غضب العالم الإسلامي ضد من تطاول على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والتركيز على النقاط الإيجابية مثل توحد المسلمين ووقوفهم صفا واحدا، والتشديد على أنه مع الغضب العارم ضد هؤلاء فإنه يجب ضبط السلوك، فلا يتم الاعتداء على الآخرين، أو ممتلكاتهم.
والمعلم في أي مادة دراسية يستطيع أن يؤدي دوره من خلال الآلية التالية أثناء الحصة الدراسية؛ فيبدأ الحصة أياً كانت بنبذة عن سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأسلوب مناسب لمرحلة الطالب العمرية، إضافة إلى طرح المسابقات بين الطلاب حول السيرة النبوية، وتلخيص كتاب، وكتابة البحوث، وإعداد الندوات، وإصدار النشرات التربوية، واستدعاء المشايخ والتربويين لعقد المحاضرات، وحث الطالب على تطبيق سنته ومحبته - صلى الله عليه وسلم - من حين استيقاظه حتى منامه، مع ما يتخلل تلك الفترة من أداء للعبادات الواجبة والمستحبة، وطاعة الوالدين وأولي الأمر، وصلة الرحم، والالتزام بالأخلاق الحسنة، إضافة إلى مقاطعة منتجات تلك الدول التي أساءت إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.
ختاما.. أذكر المعلم بالقدوة الحسنة لطلابه، في أداء أمانته التربوية، وتعامله الحسن، وأخلاقه الفاضلة، حتى تصل رسالته للطالب؛ فالطالب لن يتقبل من معلمه ما لم يحبه ويرى فيه القدوة الحسنة، فتتكامل النظرية مع التطبيق. ورحم الله شاعرنا العظيم أحمد شوقي حين قال:
قمْ للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا أعلمتَ أشرف أو أجلّ من الذي يبني وينشئ أنفساً وعقولا |
|