Thursday 27th April,200612264العددالخميس 29 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

وإنا لفراقك يا الصالح لمحزونون وإنا لفراقك يا الصالح لمحزونون

عبدالله صالح العثيم/الرئيس التنفيذي لشركة العثيم القابضة
مَنْ منا لم يتألم لفَقْد الأب المعلم الفاضل الشيخ الجليل الذي أفنى جُل عمره في أداء أشرف رسالة وأعظم أمانة لم تصلح إلا له ولم يصلح إلا لها. فالراحل المقيم أشرف على تنشئة أجيال وأجيال من الرجال كانوا نعم الرجال لوطنهم وأمتهم، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
إن الكلمات لتعجز، ومن حقها أن تعجز، أو تعذر في أن تعبر عن صدق مشاعرنا وعمق حبنا وتقديرنا لفقيدنا الراحل الشيخ عثمان الصالح (رحمه الله) معلم الأجيال الذي حمل مشاعل العلم والنور حتى لحق بالرفيق الأعلى.
لقد بدأ فقيدنا الراحل أول مشواره معلما في مدرسة أهلية بالمجمعة ثم أصبح معلما لأبناء سمو الأمير عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود، ثم انتقل لتدريس أبناء الأمير سعود بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد رحمه الله في (مدرسة الأنجال) التي تحولت - فيما بعد - إلى (معهد العاصمة النموذجي)، الذي ما ذكر إلا وذكر عثمان الصالح كأشهر من تولى إدارته.
ومهما تحدثنا عن حبه للناس أو حب الناس له قد لا نحصي أسباب هذا الود المتواصل الممتد عبر عشرات السنين، فالجميع يحمل الحب والتقدير لفقيدنا الراحل ويثني على جهوده المباركة في تعليم وتربية الأجيال، وفي هذا السياق يشار إليه كأول من ألقى الدراسة بألواح الخشب في معهد الأنجال، كما عرف عنه انه كان حازما يساوي بين طلابه، وهناك بالطبع من أحبه لجوانب متعلقة بشخصه وسلوكه وطريقة عمله وتعامله مع غيره، فقد عرف بدماثة الخلق وطيب المعشر والهيبة والوقار وهو يقود العملية التعليمية التربوية.
لم تقف جهود الشيخ المعلم الفاضل في حقل التعليم في قاعات الدراسة بمعهد العاصمة النموذجي، بل امتدت خارج محيط المعهد ليعلم ويربي ويثقف الأجيال، فكانت ندوته الشهيرة (اثنينية عثمان الصالح) التي أصبحت منتدى ثقافيا وفكرياً وأدبياً راقياً، حيث يلتقي المفكرون والعلماء والمثقفون والأدباء وطلاب العلم والمعرفة لينهلوا من بحرها الزاخر بفنون المعرفة والثقافة، حيث يجدون في ساعاتها الرائعة ينابيع الثقافة الراقية والأدب الرفيع.. تلك الندوة المتميزة كان (رحمه الله) يختار موضوعاتها والمتحدثين فيها وروادها بعناية فائقة، وكانت بحق امتدادا لرسالة فقيدنا التي بدأها في قاعات الدراسة وانتهى بها إلى ساحات المثقفين والمفكرين والأدباء.
كان الشيخ عثمان الصالح عَلَم من أعلام المجتمع على مدى عقود من الزمان، دائم التواصل مع مجتمعه أفرادا وجماعات، مشاركا للناس في أفراحهم مواسيا لهم في أحزانهم مربيا ومعلما لأبنائهم في مجتمع أميّ، محظوظ من يجد فيه معلماً يعلمه.
كان الفقيد أديباً وشاعراً وصحفياً لامعاً عرف عنه كتاباته الرصينة ومشاركاته المستمرة في الصحف والمجلات، فهو من مؤسسي مؤسسة الجزيرة الصحفية، أما في مجلس الأوقاف فقد أشرف لسنوات عدة على مجلة للبحوث تصدرها دار الإفتاء السعودية. (ألا رحم الله شيخنا بقدر ما أعطى، ونسأل الله له المغفرة، وأن يسكنه الجنة ويبعثه مع الصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا).

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved