عاد إلى إسرائيل الأسبوع الماضي ثلاثة مهندسين بعدما عملوا طوال 20 يوما في ترميم بنى تحتية قريبة من المنشأة النووية في مدينة بشهار الإيرانية تضررت من هزات أرضية في السنوات الأخيرة.
وقال أحد المهندسين الإسرائيليين: (لقد أدهشنا حجم الفجوة بين المواجهة العلنية الإسرائيلية الإيرانية وعمق التعاون التجاري بين الدولتين الذي يصل حجمه إلى عشرات ملايين الدولارات سنويا). لقد تم استقبالنا بدفء ولم نشعر بعدائية للحظة واحدة من قبل مرافقينا).
وكانت الحكومة الإيرانية قد استدعت الأعمال التي نفذها المهندسون الإسرائيليون من شركة هولندية أحد أصحابها مواطن إسرائيلي عمل في الماضي في إحدى المؤسسات الحكومية الإسرائيلية.
وقامت الشركة الهولندية بتكليف مهندسين متخصصين من إسرائيل بترميم بنى تحتية قامت ببنائها شركات إسرائيلية بينها شركة سوليل بونيه في السبعينات من القرن الماضي.
وكان نائب مدير عام وزارة الزراعة الإيرانية قد قام بزيارة إسرائيل سرا قبل ثلاث سنوات ونصف السنة لفحص إمكانية تجديد مخزون العتاد الزراعي من إسرائيل.
وتأتي زيارة الخبراء الإسرائيليين الأخيرة إلى إيران بهدف تقديم المشورة لتقوية وتدعيم جسور وشوارع وبنى تحتية مائية.
ودخل المهندسون الإسرائيليون إيران بواسطة تصاريح خاصة لم تذكر فيها هويتهم الإسرائيلية بعد أن أودعوا جوازات سفرهم في هولندا.
وقال رئيس الوفد الإسرائيلي الذي ادعى أنه زار إيران خلال السنوات الـ15 الماضية 5 مرات: (استقبلنا في مطار طهران ممثل للحكومة الإيرانية وأدخلنا عبر باب منفرد وتم إعطاؤنا تأشيرات مختومة لفترة إقامتنا في إيران وأعدناها لدى مغادرتنا.
لم يكن بمقدورنا التحرر من الانطباع الذي أثاره حجم أعمال البنى التحتية التي نفذتها إسرائيل في إيران (في عهد الشاه قبل الثورة الإيرانية) ولا تزال أثارها بارزة حتى هذا اليوم).
ويذكر أن شركات إسرائيلية عديدة أبرزها شركة سوليل بونيه نفذت أعمالا عديدة في إيران في عهد الشاه.
وقال المهندس الإسرائيلي المسؤول: (لقد وصلنا إلى إيران وكان بحوزتنا مخططات البناء التي ما زالت موجودة في إسرائيل حتى اليوم.
قبل سنوات سلمنا الإيرانيين قسما من مخططات البناء هذه التي نفذتها إسرائيل بأمر من وزير البنى التحتية في حينه أريئيل شارون.
هناك ازدهار في العلاقات التجارية مع إيران خلال السنوات الأخيرة وخصوصا في المجال الزراعي).
(ويشتري الإيرانيون من إسرائيل بصورة غير مباشرة قطع غيار للمعدات الزراعية خصوصا في مجال زراعة القطن والبذور لزراعة الخضار وأجهزة ري).
وقال المهندس إنه التقى مع زملائه عائلات يهودية إيرانية وتناولوا معهم وجبات طعام احتفالية تخللها شرب النبيذ بمناسبة عيد الفصح العبري الذي صادف الأسبوع الماضي.
وبحسب المهندس الإسرائيلي فإن هناك 26 ألف يهودي في إيران (يعيشون حياتهم ويمارسون عباداتهم دون عائق وحتى أن السلطات الإيرانية تحرس معابدهم).
وقال المهندس الإسرائيلي إن السلطات الإيرانية لم تسمح لهم بالتقاط صور تذكارية لزيارتهم وأفاد بأنه (منذ عودتنا إلى إسرائيل الأسبوع الماضي التقينا مرتين مع مسؤول إسرائيلي رسمي حصل منا على تقرير مفصل حول زيارتنا لإيران).
ويذكر أن إيران أبرمت مؤخرا صفقة كبيرة عندما طلبت شراء أجهزة إنذار للسيارات الحكومية وبضمنها سيارات الشرطة الإيرانية من صنع شركة إسرائيلية. وقد تمت الصفقة بواسطة شركة صينية تعمل على تسويق أجهزة الإنذار الإسرائيلية.
يديعوت أحرونوت
|