لأول مرة منذ الانتخابات الأخيرة يبعث السوريون بإشارات نحو رئيس الوزراء المرشح إيهود أولمرت مفادها (السلام مقابل انسحاب كامل من هضبة الجولان). وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن السوريين نقلوا رسائل في هذا الموضوع في محادثات أجروها بعد الانتخابات في البلاد مع مندوبي دول غربية، بل سربوا أنباء عن ذلك إلى الصحافة العربية إلا أن هذه المصادر تعتبر أن هذه مجرد (مناورات إعلامية).
وشدد السوريون في رسائلهم على أنهم سيتمسكون بسياستهم التقليدية التي تصف الانسحاب إلى حدود 1967 شرطاً أولياً للمفاوضات. ونقل السوريون في الماضي عروضاً عديدة ومشابهة إلى حكومات إسرائيل، ولكن النظام السوري في المقابل واصل توفير ملجأ لمنظمات الإرهاب والسلاح والذخيرة إلى حزب الله بشكل منتظم. وقال مصدر سياسي كبير في القدس إن (العرض الإسرائيلي يبدو مناورة سياسية غير ناجحة. سوريا لا يمكنها من جهة أن تكون في القائمة السوداء العالمية كدولة تشكل ملجأ للمخربين وتسليح منظمات الإرهاب في لبنان، ومن جهة أخرى المطالبة بالمفاوضات). وبحسب هذا المصدر فإن (السوريين يطالبون أيضا بشروط لبدء المفاوضات لا يمكن للعقل أن يقبل بها). الموقف السوري من المفاوضات مع إسرائيل يستند فيما يستند إلى أقوال يُزعم أن رئيس الوزراء إسحاق رابين قالها للأمريكيين وبموجبها سيكون مستعداً للانسحاب من الجولان في شروط معينة. وفي عام 2000 جرت محادثات مباشرة بين حكومتي إسرائيل وسوريا، ولكنها أوقفت بسبب خلافات غير قابلة للتوفيق بين الطرفين.
نقطة الخلاف الأساسية كانت مدى اقتراب السوريين من خط المياه في بحيرة طبريا، فيما كان مطلبهم هو الحصول على منطقة في الشمال الشرقي من بحيرة طبريا.
وبعد الانتخابات اقتبس على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن (انتصار حزب كديما كان متوقعا والأهم من ذلك هو أن نرى الحكومة التي سيشكلها إيهود أولمرت وإذا ما كانت ستسير في طريق السلام).
وكانت صحيفة (الوطن) القطرية قد أفادت في مطلع الأسبوع أن (مصادر سورية سياسية أفادت بأن حكومة إسرائيل ستحظى باستجابة عملية من الجانب السوري إذا ما سارت في طريق السلام.. على المفاوضات أن تبدأ من حيث انتهت - خطوط الرابع من يونيو 1967). وأشار مصدر سياسي إسرائيلي أمس إلى أن (أحد الأسباب للإشارات السورية هو لجنة التحقيق الدولية المكلفة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والتي في إطارها يجري التحقيق مع مسؤولين إسرائيليين كبار، وهم يطلقون الإشارات إلى إسرائيل كي ينزعوا عن أنفسهم الضغوط).
معاريف |