Thursday 27th April,200612264العددالخميس 29 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"فـن"

الفنان الذي ما زال وسيظل الأول الفنان الذي ما زال وسيظل الأول
فنان العرب لم يكن (طريقاً) للسقوط!!

  سئُل فنان العرب في أول لقاء فضائي بعد عودته: لماذا لا تصور أغانيك بطريقة ال(فيديو كليب)؟ ثم وهو لا يزال متكئاً على كرسيه ولم يحرك ساكناً وبهدوء وبنبرة لم تصلها الحدة أجاب وكأنه يغني: صوتي يكفي لإنجاح أغنية. فتغيرت ملامح المذيعة قليلاً وتذكرت أنها أمام أهم رجل يقدم الأغنية في المنطقة العربية.
وهو عندما يُسأل عن الفيديو كليب يقول: هو تقنية فنية قد تكون مبهرة للعين لكنها ليست للأذن ولا تحاكي وجدان الإنسان، لا تتناسب مع لون أغنياتي ولا تاريخي، ولا يشبه أصالة فن الجزيرة هذا الفيديو كليب، فأنا - والكلام لأستاذنا الكبير - لا يمكن أن أغني وأمامي فتاة تتلوى كالأفعى. أنا أطرب الناس بطريقتي، وليس بمهارة الكاميرا.
لأن فناننا كبير وذائقة وتاريخ عريق وصوت أعذب ولا يقارن إطلاقاً فقد ذهب إلى القمة رويداً رويداً بلا فتيات تتلوى وأجساد تتمايل وبلا إباحية.. وليس بثقافة جسد وأنوثة.. بل بثقافتنا بأصالتنا بتراثنا.. ليس فنان العرب الذي يكون طريقاً إلى سقوطنا عندما نريد السقوط.. فناننا الوحيد الآن في الساحة الذي ما زال وسيبقى يقدم أغنيته من خلال فئة الملتزم الذي يحترم عقولنا وذائقتنا ولا يخاطب غرائزنا.. هو بصوته فقط تنجح الأغاني.. بهيبته فقط يبقى مضمون الغناء والفن (عمل محترم).
محمد عبده وصل إلى الأذن على امتداد الأرض العربية قبل الفيديو كليب، هو أيضاً لم يصل بفضل وجود مسبق لشعر أحد في أذهان وعقول الكبار والصغار. ولا أعلم من المستفيد من مقارنات مقززة يظن الصغار أنها تسوق لأسمائهم في الخارج عندما يقحمون فنان العرب الأول مع مَن يستجد ويتواجد في عيون الجمهور من خلال الفيديو كليب.
ميزة محمد عبده عن غيره أنه يسكن عقولنا وقلوبنا ووجداننا من خلال صوته وتاريخه وعبقريته الموسيقية، ولم يصل إلينا من خلال عيوننا فقط.. فهو إن غاب عن عيوننا لا يغيب أبداً عن دواخلنا.. عن ذاكرتنا.. عن قلوبنا.. لأنه استوطن الأفئدة بطريقته المتفردة.. بحضوره الأبدي.. وإن غاب غيره من فناني الفيديو كليب بحثت جماهيرهم عن الإبهار ومشاهدة الغريزة مع ما يستجد في عالم الفيديو كليب.
ختاماً.. قد تتطلب المرحلة القادمة تصوير أغانيه، ولكن بطريقته ليبقى الفرق يا سادة.. إن محمد عبده (حضارة الأغنية)، وليس (أغنية الحضارة) المستوردة أو الفيديو كليب.

عبدالحليم العلي

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved