في مساء يوم الثلاثاء الموافق 13-3-1427هـ رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الرئيس الفخري لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية الاجتماع السنوي الرابع لمجلس أمناء المؤسسة برئاسة سموه وذلك في دارة العرب بمنزل الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - ولقد عودنا سموه الرعاية والمؤازرة الدائمتين للمؤسسات الخيرية والثقافية والتربوية والتاريخية. ولقد عقد الاجتماع الذي يضم نخبة من كبار الأدباء والمثقفين من داخل المملكة وخارجها، ولقد أُعِدَّ حفل حضره عددٌ كبيرٌ من الأدباء والمثقفين وأساتذة الجامعات وذلك بمناسبة مرور أربعين عاماً على صدور مجلة العرب وهي منبر للبحوث الجادة في ثقافة الأمة العربية وتاريخها وتراثها الفكري وهي بحق جديرة بأنْ يُحتفلَ بها. ولقد كان الشيخ حمد حفياً بالمجلة حيث يتولى مراجعتها وتصحيحها ومتابعة إخراجها وإصلاح تجارب الطباعة، ولقد سمعناه يردد عندما يُسأل عن مؤلفاته حيث يقول: (إن كان لي ما أُذكر به فهو مجلة العرب).
وتأتي هذه الاحتفالية وهي لفتة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حيث ألقى كلمة قال فيها: (أنا سعيد أن نجتمع معكم في هذا اليوم في دارة الشيخ حمد الجاسر التي أصدر منها الشيخ - رحمه الله - بحوثاً ودراساتٍ وكتباً خدمت تراث وتاريخ وأنساب أمة العرب، إنني أحضرُ هذا الاجتماع كل عام لعدة أسباب، أولها:
وفاء للشيخ حمد الذي أعتبرُ نفسي من قرائه منذ الصغر، حيث قرأت كتبه وبحوثه ومجلة العرب منذ صدورها، وثانيها دعم لهذه المؤسسة الثقافية الخيرية التي تواصل أداء الرسالة، للشيخ حمد رحمه الله.
إن الشيخ حمد الجاسر هو أحد أبناء هذا الوطن وأحد علمائه ومؤرخيه الذين تفخر بهم بلادنا لما قدمه لبلاده ولأمته العربية والإسلامية ولأنه مفكر وكاتب ومصلح انطلق في أفكاره التي ليست طارئة حيث استوحاها من أرض الواقع وكان - رحمه الله - ينظر إلى المستقبل وقد تحققت كثير من أفكاره العلمية والاجتماعية التي دعا إليها - رحمه الله -، إنني أشكر أعضاء هذه المؤسسة والعاملين فيها كما أشكر ابنه الصالح معن الذي أثبت أنه وفيٌّ لأبيه ولتاريخه، كما أشكر أمناء المجلس الذين جاءوا من مختلف بلاد العرب وفاءً للشيخ حمد؛ وأختتمُ كلمتي بأن هذه البلاد هي منشأ العرب، ومتنزل الوحي، وعلينا أن نكون بمستوى مكانة بلادنا وهذا يحمل أبناء المملكة مسؤولية كبرى تجاه أبناء أمتهم العربية والإسلامية).
** ولقد كانت فرصة طيبة وليلة مفعمة بالود والوفاء حيث التقى حشدٌ من المثقفين من مختلف أرجاء وطننا العزيز ولقد تحدث الصديق العزيز الأستاذ حمد القاضي أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر بما أثلج صدورنا من إنجازات كبيرة حيث أوضح أن المركز قام بالتعاون مع مكتبة الملك فهد الوطنية بتحديث كتاب (الشيخ حمد الجاسر) الذي يتضمن رصد أعماله المنشورة في الكتب والمجلات التي بلغت (117) مادة منشورة، وقد شمل هذا المسح كلاً من: جريدة صوت الحجاز وأم القرى والبلاد والندوة والرياض والجزيرة وعكاظ واليوم والمدينة والشرق الأوسط والمسائية. وأشار إلى أن ما تم رصده بلغ من الأعمال المنشورة في الصحف السعودية ما يقارب (2500) مادة ما بين مقالة أو مقابلة.
ونوه بأن هذا المشروع شمل إدخال جميع أعداد مجلة العرب منذ صدورها عام 1386هـ إلى وقتنا الحاضر ويغطي ذلك (40) عاماً و(249) عدداً تقع في (36) ألف صفحة في قرص مدمج ومزود بمحرك بحث يمكن الباحث من الوصول إلى العناوين والكتب والاعلام والقبائل والقصائد والشعراء بكل يسر وسهولة، مبيناً أن هذا المركز ساهم في إثراء الحركة الثقافية فقد واصل تفعيله للخميسية حيث استضافت الخميسية منذ قيامها (97) محاضراً، منهم (15) محاضراً خلال الموسم الحالي.
وأشار القاضي إلى أن المركز واصل تقديم إعانات مادية لعدد من طلبة الدراسات العليا المتخصصين في المجالات التي تتصل باهتمامات مركز حمد الجاسر الثقافي (اللغة والأدب والتاريخ والجغرافيا). وأفاد بأنه تم الاتفاق على توزيع إصدارات المركز داخلياً وخارجياً مع عدد من دور النشر والمكتبات الرئيسية في المملكة.
حقاً إنها ليلة من ليالي الوفاء في دارة العرب في جو علمي هادف بل هو دعم للثقافة ومثقفيها والأدب والفكر؛ وتحية للأستاذ معن بن حمد الجاسر على اهتمامه ووفائه لوالده ولتاريخه ولأصدقاء والده، كما أحيي أعضاء المجلس لما يقومون به من جهد عظيم على النهج الذي رسمه مؤسسها.
حقق الله الآمال.
|