عاثوا ولكنْ لم تَطْل أيامُهم
فعِدادُ أيامِ البغاةِ قصِارُ
سفكوا دماءَ الأبرياءِ فخانَهم
لمصارع السوءِ المبيرِ بَوارُ
يا ويحَهم لم يعرفوا أنّ الحِمى
طَوْدٌ وأنّ حماتَه أحرارُ
تتحطّمُ الرغباتُ دونَ سُفوحِهِ
ويذوبُ دونَ مرامِه الجبّارُ
لم يبنِه (عبدُالعزيزِ) على شَفا
مترنّحٍ يَلوْيِ به الإعصارُ
رسختْ قواعدُه وصانَ بناءَه
غُلبٌ، إذا داناه غِرُّ ثاروا
فعليه مِن شُهبِ السمّاءِ مصاقع
تَرمِي العُداةَ، وللهُدَى أقْمار
ما أخلفوا (عبدالعزيزِ) وإنَّهم
لَعَلى مَحَجَّةِ هَدْيِهِ قد ساروا
في أُمَّةٍ ما كانَ في تاريِخها
غَمْزٌ ولا أزْرىَ بها استعمارُ
ضَنَّتْ بمبدئِها الأَصيلِ عروبةً
ولها بما شَرَعَ الإلَهُ فَخارُ
ورعَتْ لقادتِها الأباةِ صنيعهَم
في الحُكْمِ، لا ظُلْمٌ ولا استكبارُ
فتواشَجَتْ صِلَةُ المحبّةِ بينهَم
فهمُ لصالح أمرِهم أنْصارُ
يا ويحَ من جعَل الديانَةَ سُلّماً
تُقْضى بها الثاراتُ والأَوطارُ
ويخوضُ فيها جاهلٌ متَأوّلٌ
تأبَى فجاجة خَوْضِهَ الآثارُ
نكروا على سنَنِ الأئمِة نَهْجَهم
وتأوَّلوا فِقْه الحديثِ فجاروا
أفَأنَتْمُ أَدْرى بُسنّةِ أحمدٍ
أمْ أهلهُا الأفذاذُ والأطهارُ؟!
أوَتَسْمعُ الدُّنيا لِنَأمَةِ ناعِقٍ
ويُثارُ في الهَدْيِ المبينِ غبارُ؟!
هذا سبيلٌ للخوارجِ قَبْلهَم
أغراهُمُ ورماهُمُ الغَرّارُ
قد كفّروا أهْلَ الصغائر عنوةً
فالمسلمونَ -بزعْمِهم- كُفّارُ
فتجاهلوا واستنَكفُوا أنْ يَسمعوا
وأشاحت الأعناقُ والأبصارُ
يا للغرورِ فهَذهِ آثارُه
ومنِ الحِوادثِ ما بِه إنذارُ
فاقطعْ إمامَ المسلمين جذورَهم
كي لا تعود لفتنةٍ أظْفارُ
وَكّلْ بقادةِ أمرِهم سيفَ القَضا
والتابعون وكيلهم (دَوّارُ)