لبحث عن الجمال
- منذ بدء الخليقة والإنسان يبحث عن الجمال ويسعى وراء الشباب الدائم وبالرغم من أن أحداً لم يغير من سنّة الله في خلقه إلا أن تحسين المظهر الخارجي يظل مطلباً حيوياً للجميع وهنا يبرز دور الجلد باعتباره العضو الخارجي الذي ينقل صورة عن حالة الإنسان الداخلية، كما يمثل خط الدفاع الأول ضد العوامل الخارجية الضارة، إذ يمتص الأشعة فوق البنفسجية ويحمي من العديد من الملوثات والجراثيم.
التغيرات التي تسبب شيخوخة الجلد:
لقد بدأ العلماء بالبحث وراء التغيرات التي تنشأ بالجلد مع الزمن مثل ظهور التجاعيد وبعض التصبغات وشحوب البشرة وجفافها والترهلات والوحمات الوعائية وتوسع الشعيرات الدموية.
وقد وجد العلماء بواسطة الفحص المجهري أن الجلد يتعرض لفقد وضمور النسيج الضام الموجود بمنطقة الأدمة (الايلاسين والكولاجين) كما أن الدهن تحت الجلد يضمر مع العمر مما يؤدي لظهور الترهل والتجاعيد والجفاف والحكة.
وقد قام العلماء بتقسيم شيخوخة الجلد إلى شيخوخة طبيعية ناجمة عن التقدم الطبيعي في العمر وأخرى شيخوخة ضيائية ناجمة عن التعرض الطويل لأشعة الشمس والتدخين ويؤدي إلى ظهور شيخوخة مبكرة أكثر من الشيخوخة الطبيعية.
الوقاية من عوامل الشيخوخة:
كما يقال: إن الوقاية خير من العلاج لذا ينبغي العناية بالبشرة منذ الصغر وحتى قبل ظهور علامات الشيخوخة وفيما يلي أهم طرق العناية:
1- تجنب التعرض الطويل لأشعة الشمس خاصة وقت الظهر والعصر مع استخدام واقي شمس مناسب بشكل متكرر في اليوم.
2- استخدام الكريمات المرطبة المناسبة لنوع الجلد خاصة في الأجواء الجافة.
3- الإسراع في معالجة مشاكل البشرة في مرحلة الشباب مثل حب الشباب وذلك لضمان عدم ترك ندوب يصعب علاجها بعد ذلك.
4- هناك بعض المستحضرات التي تساعد في تأخير ظهور علامات الشيخوخة مثل التريتينوين وأحماض الفواكه ومضادات الأكسدة.
5- الامتناع نهائياً عن التدخين.
ونأتي على أهم الوسائل الحديثة في الحفاظ على نضارة البشرة:
1- التقشير الكيميائي:
وهو إزالة بعض من الجزء السطحي من البشرة للحصول على خلايا جديدة لم تتأثر بالعوامل الخارجية وبذا تكون أكثر نضارة وصفاء وليس هذا فقط بل وجد أنه يساعد على تكوين أنسجة ضامة جديدة ويختلف عمق التقشير حسب نوع المريض وتقدير الطبيب للحالة.
وهناك أنواع عديدة للتقشير الكيميائي منها أحماض الفواكه وحامض الفينول. ويساعد التقشير في علاج التجاعيد السطحية- البقع الداكنة- الكلف والنمش- الندبات السطحية - حبوب الشباب- التصبغات الجلدية.
2- الميزو ثيرابي:
وهو عبارة عن حقن بعض المواد العلاجية الفعالة في المنطقة المصابة مباشرة وذلك بكميات ضئيلة على مساحة كبيرة ويكون الحقن إما في منطقة الأدمة أو تحت الجلد طبقاً لنوعية العلاج. ويفيد الميزو ثيرابي في علاج أمراض تساقط الشعر والتجاعيد وكذا التخلص من التجمعات الدهنية الزائدة كما يمكن استعماله في بعض حالات الكلف.
3- الليزر:
هناك بعض أنواع من الليزر تستخدم في إزالة التجاعيد السطحية وكذا التبقعات الجلدية هذا بالإضافة إلى أنواع الليزر التي تستخدم في إزالة الشعر الزائد غير المرغوب فيه من مناطق الجسم المختلفة.
4- حقن البوتوكس:
وتستخدم في إزالة التجاعيد خاصة منطقة الجبهة وحول العينين وأيضاً يمكن استخدام تلك الحقن في إزالة التعرق في منطقة الإبطين واليدين والقدمين.
5- المعبآت المختلفة:
والهدف منها تعويض النقص الذي يحدث في طبقة الأدمة وكذلك تحت الجلد وهي إما أن تكون من الدهون الموجودة بالجسم أو تكون من مصدر خارجي.
وأخيرا وليس آخر فإن الأبحاث الطبية في تقدم مستمر يوماً بعد يوم في هذا المجال وما تحقق حتى الآن في المحافظة على صحة ونضارة البشرة وحيويتها يعتبر إنجازاً كبيراً وهناك آفاق مستقبلية مبشرة.
* دكتوراه الأمراض الجلدية والتناسلية / كلية طب الأزهر |