الحمد لله، كل شيء هالك إلا وجهه أنزل جل وعلا على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}، { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً} توالت جموع غفيرة وأفواج من الناس متدفقة يممت شطر جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب في بريدة في مقدمتهم أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز حضروا إلى المسجد جماعات ووحداناً صغاراً وكباراً تسمع دعاءهم قبل دخولهم. استرجاع ودعاء. ثناء وذكر. تسأل الطفل الصغير ما هذه الجموع فقبل أن تسمع إجابته ترد عليك عيناه ووجهه ألم تعلم بوفاة رجل التواضع والخير وحب المساكين ألم يصلك خبر وفاة رجل من رجالات الخلق والذكر الحسن رجل الخير لوطنه ومجتمعه.. إنه صالح بن عبدالله السلمان قلت نعم إنه مثل ما قلت، هكذا عرفته، شهد له بالخير من صلى عليه وشيعه آلاف من الناس أغلقت الطرقات وامتلأ المسجد، ذرفت العيون وحزنت القلوب وردد الجميع {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} رحمك الله أبا سليمان وأسكنك فسيح جناته وعوض الله أهلك ومجتمعك بفقدك خيراً.
أقول ذلك وقد عرفتك محباً للخير وأهله مسارعاً في مساعدة المحتاج والسعي في الشفاعة الحسنة.. تواضعك رفع مكانك وحسن خلقك أكسبك حب الجميع وتقديرهم. جنازتك وآلاف المشيعين لها موعظة وذكر ثان.
إن عمل الخير وحب الناس والرحمة بالخلق والعطف على المساكين خصال جاء الإسلام بإقرارها والحث عليها وحب أهلها.. ذكرهم حسن في الحياة وبعد الممات. ولنا أمل كبير ودعوة صادقة في أولاد الشيخ صالح السلمان أن يسيروا على خطى والدهم - رحمه الله - في حب الخير وأهله ومجتمعه والسعي في ذلك.
اللهم اغفر له وارحمه وموتى المسلمين.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
|