عَلمٌ من الأعلام، ورمزٌ من الرموز، عصاميٌّ شق طريقه في التجارة، ورُزق من حيث لم يحتسب، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر..! ينفق بالليل والنهار، سراً وعلانية.
شجرةٌ طيبة أصلها ثابت وفروعها في السماء تؤتي أكلها كل حين.
الشيخ صالح السلمان، قامةٌ شامخة يموت كما الأشجار تموت واقفة.
صالح السلمان (ابن بريدة البار) أحب الناس فأحبه الناس.
صالح السلمان الرجل النبيل، لا تسل عن كرمه وجوده وإحسانه..!
لا تسل عن أخلاقه وطيبته وأريحيته..!
صالح السلمان.. مُكرم الضيفان، طيب اللسان فتح بيته، وفتح مزرعته، لضيوف المنطقة وللضيوف عموماً، وقبل ذلك فتح قلبه.
صالح السلمان.. رجلٌ رشيد، وركن شديد.
كل المشاكل، وكل الخلافات، تذوب على عتبة بابه وكأن لم تكن..!
صالح السلمان.. لا يذكر أحداً بسوء، ويسعى للإصلاح ما استطاع إلى ذلك سبيلا، دائما ما يوصي من يستقبلهم في بيته أن لا يتعرضوا للآخرين وأن يهتموا بأنفسهم وكأنه يقول لهم (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم).
صالح السلمان.. يفرح بإنجاز أبناء مملكته فقبل بضعة أعوام، وعندما أجرى عملية لعينه، بعدها راح يتحدث فرحاً مسروراً بأن الذي أجرى الفحوص والعملية طبيبٌ سعودي.
أشرك أبناءه معه في العمل، وأعطاهم قيادة أعماله، وعلمهم كيف تكون التجارة.
صالح السلمان.. أبواب قصره ومزرعته مشرعة للجميع، احتفاء بالضيوف، وكرم في الضيافة، أخلاقٌ رفيعة، وكلام جميل، وسريرة حسنة ومعشر طيب، على كثرة أعماله إلا أنه يعطيك من وقته الكثير، تقابله فيبادرك بالسلام، وكم سمعت منه هذه العبارة (وينك مبطين ما شفناك).
مهما كتبت عن هذا الرمز فلن أوفيه حقه.
كتبت عنه حياً - ودائما ما أحب الكتابة عن الأحياء.. وكنت أُعد الكلمات لأكتب عنه مرة ثانية وهو حي.. ولكنه قضاء الله الذي لا راد لقضائه.
صالح السلمان - رحمه الله - في وقت الصلاة عليه امتلأ جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب بمدينة بريدة على سعته امتلأت أروقته وساحاته بالناس للصلاة عليه، احتشدت الجموع الغفيرة في المقبرة الجديدة..!!
لماذا..؟!!
لأنه فتح قلبه للناس.. ووسعهم بحسن خلقه فأحبوه.. رحم الله الشيخ صالح السلمان وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
|