أثبت فعاليته بشهادة المتخصصين
البوتكس.. العلاج السحري للتجاعيد

تختلف المراحل السنية من مرحلة إلى أخرى.. فابن العشرين يختلف عن من تعدى الأربعين.. ولا بد للزمن بضغوطه النفسية الكثيرة والمتلاحقة أن يترك آثاره وبصماته علينا جميعاً.. غير أننا لا يجب أن ننزعج من هذا الأمر.. لأنه عادي وطبيعي، لكن لا شك أننا كلما تقدم بنا العمر شعرنا بحنين للسنوات السابقة... باللهفة إلى الحيوية والنضارة التي كنا عليها.. ولا يكره أحد مهما حاول إخفاء ذلك - أن يستمر - على الأقل من الناحية المظهرية شاباً يتمتع بصحة وعافية وببشرة لا تعرف التجاعيد إليها طريقاً.
وتعتبر حقن البوتكس العلاج السحري لمن تؤرقه تجاعيد وجهه، خاصة النساء الأكثر حرصاً على أن تبدين جميلات حتى لو تخطى عمرهن الستين.
والتجارب كثيرة وناجحة هنا.. وفي الخارج حيث أثبتت حقن البوتكس نجاحاً غير مسبق وأعادت الأمل لكثيرين للحفاظ على رشاقتهم وحيويتهم.
وفي هذا الملف نستعرض كل ما يخص هذه الحقن.. بكلام علمي مدروس على لسان طبيب متخصص ومن خلال تجارب رصدناها لأكثر من رجل وامرأة مروراً بالتجربة أعادوا منها أكثر تفاؤلاً وصوراً بالحياة.
أكَّد د. عبدالله العيسى على أهلية المريض وتوضيح النتائج المتوقعة له بدون زيادة ولا تضخيم:
* البوتكس آمن وفعّال لمدة ليست دائمة
* يزيل تجاعيد الذقن والرقبة ويحسن الابتسامة ويكبر حجم العين.
* نعم.. هناك أخطاء.. لكنها تعود لعدم خبرة الطبيب المعالج.
* تأثير الحقن وقتي ويستمر من 4 إلى 6 أشهر.
* البوتكس يعطل حركة العضلة مؤقتا، ما يؤدي إلى اختفاء التجاعيد.
* لا ينفع سوى طبيب متمرس.. والذهاب لغيره قرار خاطئ.. خاطئ.
د. عبد الله العيسى أحد الأطباء المتخصصين في العلاج بالبوتكس.. وفي حوار معه كشف لنا العديد من الفوائد التي تختص بها هذه الحقن وأجاب على كل الاستفسارات التي تشغل بال الكثيرين حول فعالية هذا الدواء.
يقول د. العيسى: يستخدم البوتكس لإرخاء العضلات البارزة فالعضلة البارزة حين تتضخم وتبرز تحدث تجاعيد تعبيرية في الوجه.
أما حقن الكولاجين فتستخدم لحقن التجاويف الجلدية الناتجة عن نقصان مادة الكولاجين الطبيعية أو الدهون.
* ما مدى فعالية البوتكس في التقليل أو منع التعرق في بعض أجزاء الجسم لمن يعانون من الhyperhydrosis أو فرط التعرق؟ هل يستخدم البوتكس لمثل هذه الحالات وما هي نسبة نجاحها من خلال خبرتك؟
- لا شك أن البوتكس قد أثبت فعاليته وأمانة في علاج فرط التعرق في الإبطين وراحة اليدين وبطن القدمين والوجه لكن هذه الفعالية مؤقتة وليست دائمة.
* هل يصبح وجه المريض الذي يعالج بالبوتكس وجهاً خال من التعابير حيث يعمل البوتكس على منعها؟
- الهدف من العلاج بالبوتكس أن يحسن التجاعيد التعبيرية الناتجة عن الاستخدام المتكرر للعضلات ولا يمنع التعابير الطبيعية.
العضلات البارزة:
* يعمل البوتكس على تعطيل الرسالة الموجهة من المخ حتى يقلل من التجاعيد الناشئة من تكرار بعض تعابير الوجه كالعبوس مثلا.. هل يمكن أن يتسبب هذا التدخل مع الوقت في خلق عطل في قابلية العضلات لتلقي هذه الرسائل؟
- لا.. كما أسلفت سابقاً فإن البوتكس يعطل حركة العضلة مؤقتاً مما يؤدي إلى صغر وضمور العضلة البارزة وبدوره يؤدي إلى زوال التجاعيد.
* هل لطبيعة جسم المريض أي دخل في تحديد عدد هذه الحقن التي يمكن استخدامها أم يتشابه جميع المرضى في حاجتهم؟
- نعم فالعضلات الضخمة الحجم تحتاج كمية كبيرة من البوتكس والعكس صحيح بالنسبة للعضلات الصغيرة التي تحتاج لكمية أقل. الرجال يحتاجون إلى كمية أكبر من النساء تبعاً لاختلاف تكوين كل منهما وحجم العضلات.
***
التجاويف الجلدية
* هل يمكن أن يستخدم البوتكس إلى جانب الكولاجين لبعض التجاعيد؟
- نعم يستخدم البوتكس وبعد أسبوعين يتم حقن المنطقة بالكولاجين لتعبئة التجاويف الجلدية الغائرة بين العضلات وعادة يستخدم البوتكس في الجزء العلوي من الوجه بينما يستخدم الكولاجين في النصف الأسفل.
* ما هي الإجراءات التي يمكن للمريض اتباعها قبل وبعد اللجوء لحقن البوتكس للاستفادة بشكل أكبر من هذا العلاج؟
- يجب أن يحرص المريض على عدم تناول مسيلات الدم قبل الحقن لمنع احتمال حدوث نزيف تحت الجلد. وعليه بعد الحقن عدم عمل مساج للمنطقة المحقونة لمدة 4 ساعات.
هناك إرشادات تعطى للمريض بعد الحقن منها عدم الركوع أو السجود لمدة ساعات بعد الحقن أيضاً وإبقاء المنطقة المحقونة نظيفة.
* هل هناك إجراءات تجميلية غير مألوفة تم استخدام حقن البوتكس وأثبتت فعاليتها؟
- نعم.. لإزالة التجاعيد العضلية في الرقبة وإزالة تجاعيد الذقن وتحسين ابتسامة الأشخاص الذين تظهر لثتهم عند الابتسام وتستخدم كذلك لتكبير حجم العين.
***
تجارب ناجحة
* قد يقوم الطبيب المتخصص في العلاج بحقن البوتكس بتجارب خاصة به ولم يسبق لطبيب آخر أن قام بها وبالتالي يمكن أن تضاف لخبرته في مجاله؟
- نعم فالتجارب الناجحة هي التي تكون مبنية على أساس علمي ومعرفة كاملة بالمواد المستخدمة والتجارب لا تقتصر على طبيب واحد فقط ولكن يتم نشرها وعرضها في المؤتمرات العلمية للاستفادة منها.
* ما هي الأخطاء التي يمكن أن تحدث مع استخدام حقن البوتكس وكيف يمكن التقليل منها أو تحاشيها؟
- الأخطاء دائماً تكون فنية وسببها عدم خبرة الطبيب المعالج في الحقن.
وقد تشمل تغيرا غير طبيعي في حركة العضلات أو خروجها عن شكلها العادي كارتفاع الحاجب أو ارتخاء الجفون وفي جميع الأحوال فهي مؤقتة وتزول مع زوال مفعول الحقن.
* هل يمكن التخلص من تأثير الحقن في حالة شكوى المريض وعدم رضاه عن النتيجة؟
- تأثير الحقن وقتي كما أسلفت ويستمر من 4 إلى 6 أشهر وهكذا لا يمكن التخلص من تأثيرها بعد الحقن وهذا ما يجعلنا نؤكد على ضرورة أن يعرف المريض ما يريد ويتوقع قبل البدء بالحقن.
إن العلاج بالبوتوكس سريع وسهل بحيث يتم حقن كميات صغيرة جداً من البوتوكس في أماكن محددة ومختلفة من الوجه أو الرقبة بواسطة حقن صغيرة جداً لا تسبب سوى ألم بسيط، وفي العادة يستغرق العلاج بين 10 و20 دقيقة ويمكن عمل هذا الإجراء في العيادة وليس هناك ضرورة للتنويم في المستشفى.
ويصاحب الحقن بعض الانزعاج ولكنه بسيط ويمكن تشبيهه بلدغة ناموس أو ما شابهها، وبعد العملية لا يعاني المريض من أي ألم.
يتمكن المريض من العودة للعمل أو للمنزل مباشرة بعد هذا الإجراء وعلى كل الأحوال يفضل عدم دعك المنطقة المعالجة لمنع تحرك مادة البوتوكس المحقونة وحصر تأثيرها في المنطقة المرغوبة.
وتظهر نتائج العلاج في العادة خلال 3 أو 5 أيام ويمكن لبعض المناطق أن تتأخر لمدة أسبوعين ومع أن النتائج تختلف من شخص لآخر فإن مفعول الحقن يدوم من 4 إلى 6 أشهر في عضلات الوجه، أما بالنسبة لفرط التعرق فقد يمتد إلى سنتين.
وقد يحتاج الأمر لتكرار العلاج ومن الجدير ذكره أن التجاعيد قد تختفي تماماً مع تكرار الحقن.
أما الشخص المناسب لاستخدام حقن البوتوكس، فبصفة عامة يعد أفضل المرشحين لحقن البوتوكس من:
- يريدون إزالة التجاعيد من الوجه والرقبة.
- لديهم معلومات كافية عن هذا الإجراء.
- في حالة صحية ونفسية جيدة.
- لديهم توقعات معقولة عن النتائج.
- لديهم تعرق مفرط في اليدين أو الرجلين أو الإبطين.
هذه المواصفات جزء من التقييم الذي يجريه طبيبك لتحديد إذا كان هذا الإجراء يناسبك أم لا. فلا تتردد/ تترددي في طرح الأسئلة على طبيبك على كل حال. وقد يظهر بعض التورم الخفيف في موقع الحقن، كما يمكن لهذا العلاج أن يسبب بعض الألم في الرأس وفي بعض الحالات النادرة قد ينتج عن هذا العلاج هبوطاً في الحاجب أو الجفن العلوي وهذه المضاعفات نادرة الحدوث وتعود إلى وضعها الطبيعي بعد انتهاء مفعول الحقن.
ومن المهم جداً أن تختار طبيباً مؤهلاً وذا خبرة في هذا المجال، نحن نقترح عليك أن يكون طبيباً في مركز مرموق مشهود له بالمقاييس العالية في التشخيص والعلاج من حملة الزمالة من مراكز معروفة عالمياً.
***
لمحة تاريخية
وفي النهاية نذكر بعض التفاصيل الموجزة عن تاريخ البوتوكس فهو بروتينات طبيعية من بكتيريا توجد بكثرة في التربة اسمها (كلوستريديوم بوتيلينيوم) ويتركز تأثيره على منع الإشارات من المرور في النهايات الطرفية للأعصاب الموصلة للعضلات أو للأعصاب الأخرى، وأول من اكتشف العلاقة بين تسمم الطعام وهذه البكتريا عالم اسمه (فان أرمنغم) عام 1897م.
وفي عام 1949م بدأ العلماء تجاربهم على الحيوان، ومن ثم استخدم في عام 1981م في علاج الخيول ثم بُدئ باستخدامه في علاج حالات طبية كثيرة مثل الجلطات الدموية، الشلل الدماغي والتصلب اللويحي.