*نزار العلولا:
رحم الله شيخنا ووالدنا عثمان الصالح وأسكنه فسيح جناته، وعزاؤنا أنه الآن بين يدي أرحم الراحمين وعزاؤنا أنه قدم لآخرته عملاً صالحاً وعلماً ينتفع به وأولاداً صالحين يدعون له، أي أن حسناته وأجره لم ينقطع - بإذن الله - قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}.. وقد وجدت أبناءه ومحبيه صابرين نتيجة تربيتهم الدينية ونشأتهم الصالحة التي علمتهم الإيمان بالقضاء والقدر والصبر والدعاء عند المصيبة، فالحزن على فراق الشيخ عثمان يجب ألا ينسينا الأمور الإيجابية الأخرى، فللشيخ عثمان خمسة من الأبناء يشبهونه خُلقاً وخِلقة، أدباً وعفة، تواضعاً ورفعة، علماً وكرماً، ولا عجب في ذلك، فالشيء من معدنه لا يستغرب، وهؤلاء هم غرس الشيخ وثمرة تربيته، كما أن الشيخ ترك لنا سيرة عطرة ونموذجاً فريداً للأب المعلم وقدوة صالحة لمن أراد الفائدة والرفعة والإقبال على الدنيا والاستعداد للآخرة، ولعل أكثر ما يلفت نظر وغبطة محبي الشيخ عثمان ابنه بندر الذي كان يرافقه كظله في صحته ومرضه وفي زياراته واستقبالاته في حزنه وفرحة في ليلة ونهاره وفي حلة وترحاله، بندر الابن مدرسة أخرى في بر الوالدين ونموذج مشرف لأبناء هذا الجيل في حسن التعامل مع الوالدين، فلم أشاهد إنساناً أكثر سعادة من بندر حين يقوم بخدمة والده أو مرافقته وحين أشاهد اللطافة واللباقة الفريدة لبندر مع والده أتذكر الآية الكريمة: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.. وأدرك واحدة من أكبر نعم الله على شيخنا الراحل وهي - بإذن الله - من علامات محبة ورضا الله سبحانه عن عبده الصالح عثمان، والفائدة أسأل كل قارئ لهذه السطور، ما الذي جمع الناس على محبة الشيخ عثمان والدعاء له؟ وما الذي يمنعنا من السير على نفس نهجه؟
رحم الله عثمان الصالح فقد قدم الدروس حتى بعد وفاته حين اتفق الناس على حبه، هذه بعض البشائر أعرضها لكم علها تخفض من حزن فراقه رحمه الله.
|