فقد محبو صفحات الإعلام المقروء من صحف ومجلات بإمتاع عيونهم من قراءة شعر الشعراء المتميزين والمبدعين والمنثور في صدور صفحات تلك المجلات وتلك الصحف..!
محبو صدور تلك الصفحات يشتكون من ندرة وعزوف هؤلاء الشعراء من بين طياتها ويتساءلون عن سبب ذلك!
كنا بالأمس نكحل عيوننا بقراءة أشعارهم وهم يزينون بإحساسهم ومشاعرهم أسطراً منثورة في صدور تلك الصفحات وما تخلو صحيفة أو مجلة إلا ونقرأ قصيدة لهذا أو ذاك..!
كنا بالأمس نحفظ قصائدهم ونرددها على ألسنتنا بين الحين والآخر..!
كنا بالأمس نراهم وهم يتنافسون ويتسابقون على إمتاعنا بأنقى الأشعار وأعذبها..!
كنا بالأمس نبتاع تلك المجلات وتلك الصحف وننتظر صدورها على أحر من الجمر لتزيين قصائدهم وأشعارهم العذبة بين طيات صفحاتها!
كنا بالأمس نقتدي بأشعارهم العذبة ونتخذها مدرسة لقصائدنا الوليدة!
كنا بالأمس نقرأ أخبارا ببروز وظهور شعراء في الساحة ونحتفل بهم بين طيات هذه الصفحات..!
كنا.. وكنا.. ولكن فجأة قد اختفوا بل انقرضوا من صدور تلك الصفحات نراهم وقد استوطنوا عالما آخر، وحلوا ضيوفاً عليه.. عالم سحبهم إليه برونقة مغرياته الجذابة من صدور تلك الصفحات، عالم جمع شملهم بحضن شاشاته ومنتدياته..!
عالم فضلوه ربما حتى لا يقعون تحت رحمة محرري تلك الصفحات..!
عالم فضلوه ربما حتى لا يكونوا ضحية واسطات أو محسوبيات..!
عالم فضلوه ربما حتى لا يكونوا ضحية أقلام همها الظهور والبروز على أكتافهم باصطيادهم بالمياه العكرة..!
عالم فضلوه ربما بُعداً عن تسرب الشائعات وكيها الحارق..!
عالم فضلوه ربما لسرعة انتشار قصائدهم دون حاجز أو مانع..!
عالم فضلوه ربما لاقتحام الشهرة من أبوابها دون وسيط..!
عالم فضلوه ربما.. وربما..!
طبعاً وبدون شك عرفتم هذا العالم.. نعم.. إنه العالم العنكبوتي بمنتدياته الشعرية..
هؤلاء الشعراء فضلوا هذا العالم العنكبوتي على صدور تلك الصفحات وأخذوا يسطرون ويزينون شاشاته ومنتدياته بأشعارهم وقصائدهم دون كلل أو ملل..
فهنيئاً لذلك العالم بوجود هؤلاء الشعراء بينهم وعزاؤنا بفقدانهم بيننا على صدور صفحات المجلات والصحف.
هادي بن لهد العنزي /الرياض |