ما بالُ دارٍ سادها الأحزانُ
ما بالُ دارٍ لحنُها الأشجانُ
ساءلتُ عن حُزنٍ يُؤرِّقُ دارَنا
ردت وتُخفي دَمْعَها الأجفانُ
تبكي مُؤسسها الأمير وإنهُ
فخرُ الرجالِ لدارنا الرُّبَّانُ
أبو فيصل شهمُ الرجالِ وفخرُنا
نِعمَ الأميرُ فذكرُهُ الرَّيحانُ
خمسون عاماً في عطاءٍ دائمٍ
والكلُّ يشهدُ أنهُ الإنسانُ
قلبٌ كبيرٌ، أيُّ حلمٍ زانهُ
بل أيُّ فِكرٍ ثاقبٍ يزدانُ
قلبٌ كبيرٌ، بالمحبة عامرٌ
فَطِنٌ، حكيمٌ، خُلقهُ القُرآنُ
وأديبُ عصرٍ و(القصائدُ) شاهدٌ
فيه العِظاتُ، كأنَّهُ لُقمانُ
فيه اللآلئُ رصَّعتْ صفحاتِهِ
لكأنَّها الياقوتُ والمرجانُ
وعن العلوم فلا تسلْ عن دارِها
في الجوفِ تسمو، يشمخُ البُنيانُ
قد شادَ صرحاً شامخاً ببنائه
كم جال في أركانه الظمآنُ
يُروْى بماءٍ من روافد عدةٍ
صبَّت ببحرٍ كُلُّهُ اطمئْنانُ
بَحْرُ المعارفِ والعلومِ لقارئٍ
أو باحثٍ، قد جابهُ الركبانُ
يا من زرعت الغرسَ في جنباتهِ
طابَ الغريسُ، وأينع البُستانُ
فيه المدارسُ ازهرتْ فترعرعتْ
تلك البراعِمُ، زادُها الإيمانُ
يا رب اسكنْ من رعاها جنةً
وارحمْ عزيزَ الدارِ يا رحمنُ