ها أنا أسير، وسط ضباب من الأقنعة وجوه مبتسمة تختفي تحتها أزياء براقة، وأقف في منتصف الطريق تحيط بي الحيرة من كل الجهات!
فالمحبة خدعة، فهذه الأرواح يقيمون شخصك بما تحمل من مال، وتناسوا الفكر والثقافة والتعليم والخلق غدت أرواحاً ترتدي أشباحاً.
ها أنا أطلق حروفي المكتوبة التي تصرخ، بعد أن أصابت اللغة صدعت جبنات القلب، وسمعت أحزان تشبه أحزاني ورفضاً يشبه رفضي، وأصدقاء لا يشبهون توهجي عرفت أنني لست وحيدة أمضغ هذا الزمن، تجتاحني ريح الطمع والجشع!
عالم غارق في الظلام الدامس!
وأسفاه لم يعد هناك أوراق التوت لتغطية أوجاعي، وصوتي تقطع إرباً، عارية هذه الدموع، عارية هذه الفوضى!
هنا لن أسرق النار فلدي ما يكفي من الجمر لاحترق، ولدي ما يكفي من الأحبة ولدي ما يكفي ليغدروا ولدي الكثير من المراد يكفي لإطفائي!
جاء المساء وجاء الصمت، ونامت المدينة وغفت الطرقات وظلت حروفي ساهرة، وها هو الوقت قد مر من هنا وعلق على دربي الخذلان ولم يعد لدي ما أقوله!
* مرفأ:
أقنعة زائفة جُل همها كم تحصد من المادة!
|